د. محمد عبدالعزيز يشرح منظومة العمل وفق أدق طرق التكنولوجيا إنها قصة نجاح للمصريين الذين خلصونا من سيطرة الأمريكان والصهاينة وتعاملوا مع تكنولوجيا معقدة طوروها وابتكروا المزيد لتحقيق طفرة مشهودة في إنتاج الوقود في أشهر معامل تكرير البترول بالشرق الأوسط وهاهم يبدأون أولي خطوات البناء في عصر الرئيس عبدالفتاح السيسي لتنفيذ توسعات جديدة تفوق المليار دولار لزيادة طاقة التكرير الي 175 ألف برميل يوميا ، ورفع معدلات إنتاج البنزين والسولار البوتاجاز بالإضافة إلي الفحم الذي بدأ فعليا تزويد مصانع الأسمنت به للمساهمة في حل مشكلة الطاقة ،وكذلك الكبريت لتطوير قطاع الزراعة ودفع الطفرة التي تقبل عليها مصر ورفع معدلات إنتاج المبيدات والكيماويات الوسيطة بالتعاون مع القوات المسلحة . الأخبار ذهبت إلي معمل ميدور احدي قلاع وزارة البترول وتجولت وسط المعدات العملاقة وخزانات الخام التي تضمن تشغيل المعمل لمدة شهر مما يؤكد احتياطيا مطمئنا من الوقود ، تابعنا دورة العمل التي تسير وفق خطة محكمة فكل شيء بمقدار ولا مجال للصدفة، أما معدلات الأمن والأمان فتفوق الخيال وكأنها ثكنة عسكرية . اصطحبنا د محمد عبد العزيز متولي رئيس ميدور في جولة بالمعمل ليحكي بهدوئه ودماثة خلقه الممزوجة بخبرة واضحة وثقة تفاصيل كل خطوة لنتعرف علي الطفرة الهائلة التي حققتها عقولنا النابهة لتتحدي العالم وتثبت أن مصر قادرة علي تحدي الصعاب . يقول د محمد عبد العزيز أنه تم الانتهاء من الدراسات الاساسية للمشروع الذي تنفذه الشركة حاليا والذي يستهدف الوصول بطاقة المعمل من 100 ألف برميل إلي 160 ألف برميل يومياً بما يزيد طاقة الإنتاج السنوية من السولار بنسبة 95% لتصل إلي 4ملايين طن سولار و 240 ألف طن بوتاجاز بزيادة 50% ونأمل في الوصول إلي 175 ألف برميل. ويشير إلي بدء الخطوات التنفيذية لمشروع زيادة الطاقة التكريرية للمعمل بنسبة 60% باستثمارات تقدر بنحو مليار دولار مما يعظم دوره في توفير المنتجات البترولية للسوق المحلي وخاصة السولار.و زيادة إنتاج البنزين إلي 1.2مليون طن و1.2 مليون طن وقود طائرات. ويضيف أن نتائج الدراسات الخاصة بالمشروع المقرر الانتهاء منه أواخر عام 2017 أكدت ارتفاع العائد الاقتصادي المتوقع تحقيقه بحوالي 20% ليحقق نقلة تكنولوجية من الجيل الثالث إلي الجيل الرابع . وتحدث عن تشجيع المهندس شريف اسماعيل وزير البترول لعمال ميدور وترك الادارة تتصرف بحرية في شراء الخام والتعاقدات مما يعطي دفعة إيجابية لتنويع المصادر والمناورة من خلال الاسواق العالمية . ويقول إننا نهدف لإنتاج المنتجات البيضاء ولاننتج مازوت مطلقا كما أننا ننتج 400 ألف طن من الفحم بمعدل إنتاج لا يقل عن 1.2 الف طن فحم يوميا ، ونوفر 30٪من حاجة السوق المحلي من البنزين والسولار والبوتاجاز . لنتابع الجولة وسط مجموعة من العاملين في مختلف خطوط الإنتاج ويكمل د محمد عبد العزيز ليؤكد أن معمل ميدور يخضع لرقابة صارمة وتشرف عليه شركات رقابة دولية لتصنيفه عالميا وقال ان العمال يوجهون دعوة للرئيس السيسي لزيارة المعمل الذي يعمل بنظام اليكتروني متطور ويؤكدون أن ميدور 2 سيكون هدية لمصر في هذه المرحلة تأكيدا لجدارة مصر سياسيا واقتصاديا واكد عدد من العاملين أن هدف ميدور ليس اقتصاديا فقط بل هدف قومي بتأمين احتياجات مصر من الوقود وليؤكد أن العقل المصري قادر علي إدارة منظومات متقدمة وعملاقة ومثلما تحدي الظروف وطرد اليهود من سيناء في حرب أكتوبر المجيدة كررها بطرد اليهود من ميدور ورفضوا تمليكهم ارضا مصرية وتحايلوا علي تلك اللعبة بتأجير أرض المعمل التي تزيد عن 500 فدان لتفويت الفرصة علي الصهاينة في التملك. ويلتقط الحديث أحد العمال القدامي ويتحدث بفخر عن المقاومة التي واجهها المهندسون الصغار والعمال عندما قرروا طرد المستثمرين الإسرائيليين والتحدي الذي واجهوه والتهديد بالفشل في ادارة منظومة ميدور بمعداتها المتفوقة تكنولوجيا حتي نجحت الإرادة المصرية في خلع المستثمر اليهودي وتعويضه ماديا. ليخرج نهائيا في 2003 و كانت المفاجأة مدوية بتحقيق نجاح عالمي وتصنيف دولي متقدم بسواعد كوادر قطاع البترول الذين قبلوا التحدي بفريق قاده الكيميائي محمود نظيم. ولم ينس عمال ميدور من وضعوا لبنة هذا الصرح العملاق وقاوموا الغطرسة الأمريكية والإسرائيلية وأقاموا قاعة لتكريم الكيميائي محمود نظيم الذي يلقبونه بالقطار الذي شد ميدور وصنع نجاحات وبني رجالا وأجيالا واعدة أنتجت كوادر بخبرات عالمية تدير منظومة ميدور ورفعت سمعة مصر في المحافل البترولية العالمية، وأيضا الكيميائي والخبير البترولي مدحت يوسف الذي استكمل البناء وضاعف الإنتاج والخبرات بعد المقاتل محمود نظيم الذي سمعنا من عمال ميدور حكايات مشرفة عنه وعن أبطال مصر الذين قهروا الصعاب وخيبوا ظن خبراء البترول العالميين الذين لم يتوقعوا نجاح المصريين في إدارة منظومة ميدور باقتدار، ويتابع دمحمد عبد العزيز أنه رغم كل الصعاب التي واجهت ميدور خلال عام 2013 والظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد إلا أنه تم تكرير 31 مليون برميل من الخامات المختلفة . ويسترجع د. محمد عبد العزيز تاريخ تأسيس معمل ميدورعام 1994 علي مساحة 500 فدان بالمنطقة الحرة بالعامرية علي 5 مستويات ( مصاطب ) لتواكب المعايير العالمية والأكثر تقدما في أفريقيا والسادس بين دول البحر المتوسط من حيث التعقيد التكنولوجي . والمتابع لطريقة تشغيل المعمل يلاحظ اختفاء العنصر البشري بين الوحدات الانتاجية في التشغيل ولما سألنا وجدنا الاعتماد علي الكوادر البشرية في ادارة المعمل يتم من خلال تقنية حديثة وبرامج وانظمة التحكم الالكتروني .ويضيف أن المعمل يتميز بالقرب من مستودعات سوميد وشركة الأنابيب بسيدي كرير حيث يتم استلام الخام بتلك التسهيلات وتدفعيها للمعمل بينما يتم تصدير منتجات الشركة للخارج عن طريق رصيف بحري خاص بميناء الدخيلة.مضيفا أنه مع سياسة وتوجيهات الدولة واستكمالا لاستراتيجية الأمن القومي تجري سياسة متزنة لتحقيق التشغيل الاقتصادي الأمثل ومواكبة زيادة احتياجات مصر من المنتجات البترولية فضلا عن قيام ميدور بتصدير بعض المنتجات إلي السوق العالمي لتوفير السيولة الدولارية ليصبح معمل ميدور شاهد علي عظم العقول المصرية وإيمانها بوطنها ليسطر العاملون شهادة وعهدا بالوفاء لمصرنا الحبيبة وبذل كل ما هو نفيس لتصبح مصر دائما أم الدنيا وتغدو لتكون قد الدنيا. ويؤكد دمحمد عبد العزيز في نهاية الجولة أن أبرز ما ينتجه معمل ميدور الكفاءات المصرية حيث قابلنا نموذجا للشباب الذي يعمل بفكر متطور هو المحاسب محمد عاطف مديرعام تنفيذي الأمانة العامة وأمين سرمجلس الادارة الذي يحفظ كل الخبايا ويهيمن علي قلوب العمال بتواصل ملحوظ وثقة وكفاءة تجعلنا نفخر بسواعد الشباب الذي يعطي طاقة أمل لبناء مصر ويسيطر بخبراته علي منظومة المؤسسات العملاقة التي نحتاج للتوسع فيها لتأمين مصر مستقبلا من الوقود لدفع ونهضة الاقتصاد وجني ثمار التنمية الحقيقية . الكبريت يستخدم في تطوير منظومة الزراعة