نتفق جميعا علي ان ثورة 30 يونية تمثل مرحلة فاصلة بين حالة الفوضي والانفلات التي اعقبت 25 يناير مرورا بانتخابات الرئاسة التي فاز فيها الرئيس محمد مرسي وبين توحد ارادة الشعب مع قيادته من اجل تحقيق غد آمن ومطمئن تتحقق فيه العدالة الاجتماعية والعيش الكريم. جاء المشير عبدالفتاح السيسي رئيسا لمصر بتكليف وتفويض من الشعب من اجل الخروج من النفق المظلم الذي دخلنا فيه مرغمين. وهذا التفويض يمثل نوعا من الثقة الكاملة في قدرة الرجل ورغبته وامانته الشديدة في تصويب سفينة الوطن بعد أن كادت تغرق. تحقق الاستحقاق الثاني لخارطة المستقبل وبدأ الحديث عن انتخابات مجلس النواب باعتبارها تمثل الخطوة الثالثة في الخارطة. غير أن المراقب للتطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية سوف يكتشف للوهلة الاولي ان اجراء مثل هذه الانتخابات في المواعيد المقررة وفقا للدستور قد يجر البلاد الي متاهات جديدة لعل اقلها خطورة هو ضياع الوقت واستمرار البلاد محلك سر مع تزايد الشكوك حول حالة الضعف الشديد التي تعيشها الاحزاب واللغط الدائر حول قانون الانتخابات ولوغاريتمات تقسيم الدوائر وتزايد احتمالات الطعن علي دستورية المجلس وامكانية حله خلال فترة وجيزة. من هنا كنت أول من طالب بتأجيل انتخابات البرلمان لانه لا توجد اي حاجة للعجلة والتسرع وفي ظل حالة يمكن أن أسميها بالتخمة السياسية والانتخابية والتي سوف تجعل عددا كبيرا من السياسيين يحجمون عن المشاركة في الانتخابات. الاستحقاق الثالث لابد أن يتم بنفس مستوي نجاح الاستحقاق السابقين غير أن الظروف كلها تؤكد الشك في تحقق ذلك. اتمني ان يتم دراسة تأجيل هذه الانتخابات لفترة محددة تحتاج الي ضرورة وجود عشرات التشريعات التي تعطي قوة دفع لسفينة وطن كاد محركها أن يتوقف. سفينة يقودها قبطان نعرف أننا نحمله فوق طاقته ولنعرف جميعا أن المواعيد التي حددها الدستور ليست قرآنا ولكنها لابد أن تكون وسط مواءمات كثيرة تهدف لصالح مصر والمصريين.