جثمان الشهيد عقب الصلاة عليه وقبل بدء الجنازة العسكرية في جنازة عسكرية وشعبية مهيبة.. شيع الآلاف من أهالي مدينة المنصورة والقري المجاورة جثمان الشهيد العميد عمرو فتحي صالح عمارة «48 سنة» قائد قوة التأمين بالشيخ زويد والذي استشهد بعد ظهر الجمعة علي أيدي الإرهابيين بالشيخ زويد بعد أن استهدفوه مع العميد محمد سلمي سواركة. انتظر عدد كبير من المواطنين بجوار مسجد النصر قبل وصول الجثمان حيث رددوا الهتافات ضد الإخوان وجماعات الإرهاب التي تتستر بستار الدين ومن بينها : الشعب يريد القصاص» و«لا اله إلا الله الشهيد حبيب الله والإخوان أعداء الله» كما رددوا هتاف: الجيش والشعب ايد واحدة. كان جثمان الشهيد قد وصل إلي مسجد النصر في سيارة إسعاف ملفوفا في علم مصر وفي حراسة سيارتين تابعتين للقوات المسلحة وتسابق الأهالي لحمل الجثمان إلي داخل المسجد. أولاد الشهيد الثلاثة احمد ومحمد ومصطفي أصروا علي تقبيل الجثمان بالمسجد وانخرطوا في بكاء هستيري طوال أداء صلاة الجنازة . كما انهار ابنه الأصغر مصطفي بالصف الثاني الإعدادي عند خروج الجثمان من المسجد واحتضنه عمه اللواء أركان حرب صالح فتحي الذي تواجد مبكراً. وانهارت زوجته وخالته أثناء الجنازة وأثناء حمل الجثمان علي سيارة مكشوفة تابعة للقوات المسلحة. أفراد من الشرطة العسكرية وجنود القوات المسلحة حملوا النياشين التي حصل عليها الشهيد وتقدموا بها أمام الجثمان حتي وصلوا إلي النصب التذكاري للجندي المجهول وأطلقت الشرطة العسكرية 21 طلقة تحية للشهيد. تقدم الجنازة المحافظ المهندس عمر الشوادفي واللواء حسن عبد الحي مدير الأمن وقيادات من القوات المسلحة وعدد من القيادات التنفيذية والشعبية والحزبية بالمحافظة وانهارت زوجة الشهيد وخالته أثناء تشييع الجثمان وأصرت خالته علي السير بجوار السيارة التي حملت جثمانه وهي تبكي وتضع يدها علي النعش الملفوف بعلم مصر. ابنه الأكبر محمد الطالب بكلية الهندسة قال : «أنا فخور وسأظل فخوراً بأبي الذي استشهد فداء للوطن.. كان يتمني الشهادة ونالها لأنه كان إنسانا طيبا ونادرا في أخلاقه ويحب الخير للجميع ويعشق تراب الوطن وكان دائما خايف علي البلد وعلي كل شبر فيها». واضاف باكيا «والدي كان يعاملنا علي أننا أصدقاء ويسأل علينا دائما حتي وهو في عمله ويهتم بكل حاجة تتعلق بنا رغم مشاغله ونفسي لن ترتاح قبل ضبط القتلة المجرمين وإعدامهم». اللواء أركان حرب صالح فتحي صالح شقيق الشهيد.. قال نحتسبه عند الله شهيدا فأخي لم يكمل عشرين يوما في موقعه الجديد كرئيس لقطاع رفح.. مشيرا إلي أن الشهيد كان دائما غاية في التفاؤل وكان نموذجا للضابط والقائد المتميز وكان يتقي الله في كل أعماله».. وأضاف باكيا: «أي إسلام يتحدث عنه الإرهابيون وهم يقتلون خيرة رجال الوطن؟ ولماذا لم يوجهوا سلاحهم لليهود؟ وقال «أنا علي يقين أن الله سيأخذ بثأر أخي من هؤلاء الأنذال الذين لادين لهم ولا انتماء ولا ولاء ولا حب لهذا البلد . وبأمر الله سنقضي عليهم تماما لن نترك الارهاب يعبث بنا ويقتل اهلنا ابدا واننا وجميع افراد القوات المسلحة عندنا يقين اننا سننتصر بإذن الله علي الارهاب، وبإذن الله نحن اقوي من قبل ونحن علي يقين اننا علي حق وهم علي باطل فالشهيد مات في وقت جميعا ندعو الله ان نموت في مثل هذه الاوقات في العشر الاواخر من رمضان وقت العتق من النار ونبغي فيها الشهادة فقد استشهد في ليلة 27 رمضان. وأكد شقيقه انه حمل لزوجته وأبنائه وصيته التي كتبها الشهيد وتركها بالجيش وجاءت تحمل حبا وخيرا للجميع حيث طالب بعدم النواح أو الصراخ عليه وانه يتبرأ من أي امرأة تنوح أمام قبره وان لا تظهر عورته وهو يغسل وان من يحمله هم اقاربه الي مثواه الاخير كما أوصي بمبلغ مالي لبعض الايتام الذين كان يقوم علي رعايتهم في السر ولا يعلم احد بذلك وحرص ان يوصي أبناءه وزوجته بالدعاء له.. أما ابن عمه المهندس طارق عبد العظيم فقد طالب الرئيس السيسي بالثأر للشهيد وزملائه من شهداء الوطن.
