د. أحمد نوار الفنان من مواليد الخرطوم عام 6391، حاصل علي دبلوم مدرسة الفنون التطبيقية بالخرطوم عام 9591، حاصل علي دبلوم التصوير الجداري (الفريسكو، والموزاييك) 6691، أقام عدة معارض خاصة بالمغرب، نيويورك، واشنطن، لندن، باريس، عمان، نيوجيرس، جدة، البحرين، دبي، وعدد كبير من المشاركات الجماعية الدولية، حاصل علي تسع جوائز جميعها في الولاياتالمتحدةالامريكية، وتحظي أعمالة المقتناة من قبل متاحف مختلفة منها.. المكتبة القومية بباريس، متحف جرانوبل، متحف معهد العالم العربي بباريس، مكتبة الكونجرس بواشنطن، متحف المتروبوليتان بنيويورك، متحف الفن الحديث ببغداد، متحف فن الجرافيك بمصر (تحت التأسيس)، المتحف العربي للفن التشكيلي بقطر، وجدير بالذكر حصول الفنان محمد عمر خليل علي الجائزة الاولي في ترينيالي مصر الدولي عام 3991 لفن الجرافيك، الفنان محمد يعد من أهم الفنانين العرب بدءا من رواد هذا الفن وحتي الآن، ويعيش الفنان في نيويورك منذ عقود متصلة، وهو نموذج مشرف للفن العربي بدول العالم، وتتميز أعماله الفنية المطبوعة بالرصانة والعمق من خلال مستويات الطباعة الداكنة كنسيج متجانس تتنفس ومضات الضوء من خلال هذه العتمة المليئة بالأحاسيس والغموض، وينفذ كل أعماله الجرافيكية بطريقة الطباعة الفائزة وهي إحدي الطرق التي تمكن منها لاستخلاص القيم الجمالية والتعبيرية، وفي معرضه الأخير منذ شهر تقريبا بالبحرين بقاعة (البارح للفن المعاصر) قد صدر له كتاب يضم مجموعة كبيرة من أعماله الفنية، وقدمه في هذا المعرض الفنان العراقي ضياء العزاوي يقول : يجمع محمد عمر خليل (6391) بين الطباعة والرسم حاله حال عدد لا بأس به من الفنانين العرب، إلا إنه يختلف عنهم بامتلاكه ناصية الفصل الكامل بين كلتا التقنيتين، وهو فصل باهر يعكس معرفة مهنية قلما توافرت عند الآخرين من الفنانين، إن جملة انجازاته من أعمال إبداعية لها مكانة متميزة في تاريخ فن الطباعة العربي، في المطبوعة اقتصاد لوني مثير، هو الأسود متنوع الدرجات وتداخل لإشارات وأشكال كأنها نسيج قماش أفريقي لطقوس مبهمة، في اللوحة حضور لوني متنوع ولا مبالاة في جزء منها وحس متماسك لعناصر اللوحة التي في الغالب تم اخضاعها بفعل تقنية الكولاج الي عنصر في التكوين العام، بينهما ما يجمع حينا وما يفرق حينا آخر، في المطبوعة تهويمات لساحر أفريقي وفي طبيعة حكائية ومشهدية غنية تتقاسم الحضور كأنها ملامح وثنية من زمن مجهول، في اللوحة تجميع ذكي لما هو حسي وشفافية عالية، أنه يخلق تعاويذ معاصرة بمرجعية وبألوان وعناصر بعض منها من متروكات يومية تمنح المرء متعة ذات ملمس مادي، تتشكل وحدة المطبوعة (اللوح المعدني) عبر مدارات وانتباه محسوب في جزئيات، للصدفة في بعض الأحيان قيمة ما، لكنها تبقي ضمن مخيلته بتعاويذها وقاموسه الاشاري.. وينقلنا الناقد الفني والاستاذ بجامعة بيروت »شربل داغر« تحت عنوان (مجاز السواد) الي عالم الصندوق الاسود لاعمال الفنان محمد عمر خليل ويقول »تحت عنوان فرعي« (حفر فوق صفحات الزمن) من يطلب الاقتراب من الاعمال المعروضة، يستطيع ان يتبين في تتابعاتها في وقفاتها، رسما لطريق مفتوح ومديد، ولهذه الاعمال عناوين، إلا انها لا تختصر، وإنما تدل علي ما تشتمل عليه كل وقفة في الطريق من غني شكلي وتعبيري، هناك من يقترب من الأعمال بلمحة عين، مثل طائر، فيتحقق من القصد، مما يحرك الفنان في اندفاعاته المبهمة والجلية، طالما انه لا يتواني عن النقر، عن الضرب، فوق صفحة الوجود، بعزم المحب واشتياقه الدائم الي جلاء الغامض فينا، والمشترك بيننا، وهناك من يقترب منها بعين المتمهل، المتأني، المتذوق لما يتكشف من عتمة السواد.. استخدم الفنان تقنية الطباعة الفائزة في بداياته خلال الستينيات في رسم وحفر وطباعة (المناظر الخلوية الريفية) التي صاغها باقتدار لتمكنه من فن الرسم، أما رسومه المطبوعة للمرأة فهي تذكرنا بكبار الرواد لقوة ودقة الحركة وعمق الاحساس بالشخصية، وتطورت رؤية الفنان بشكل مضطرد ومثقف ومدرك لاشكالية الابهار في تقنيات فن الجرافيك، التي تمكن من توظيفها بذكاء لاثراء الفكرة، لاحداث حالة من التوازن البنائي للاشكال، وعندما يغلب الاسود في فضاء العمل نجد انبثاقات رمادية وشهبا بيضاء تخترق هذه التمة، لتحدث حالة من الاتزان البصري والجمالي والحسي، ونجد في اعمال الثمانينيات العتمة تسيطر علي فضاء اللوحة، وعندما نتأمل بضع ثوان نكتشف عمقا في الاسود ثم تظهر من عمق ملامح وجه قطة علي سبيل المثال، هذا الغموض ممتع للمتلقي، سيضعه في حالة بحث وتأمل وتوحد مع العمل الفني حتي تستطيع تلمس مكنونات هذا العالم الكامن امامه، كما استطاع الفنان اثراء القيمة التقنية بعمق تعبيري نابض من خلال هذا النسيج المتبادل بين الابيض والاسود، وبين الخط والمساحة، وبين الانسان والمستقبل، ونهر الفن يهنئ الفنان محمد عمر خليل علي معرضه الفريد والمتميز الذي ضم أعمالا من الستينيات حتي الثمانينيات وعلي كتابه الجديد الذي يعد وثيقة فنية تاريخية مهمة للاجيال ومستقبل فن الجرافيك في العالم العربي.