محمد الشماع فشلت الدولة في توفير وحدة سكنية آدمية للملايين من المواطنين الذين تصرفوا علي قدر ما يملكون، وعلي قدر استطاعتهم فمنهم من يعيش في المقابر بين الموتي والبعض في العشوائيات غير الآدمية، والقلة التي وضعت تحويشة العمر في مبان مخالفة لشراء وحدة سكنية تقيهم برد الشتاء وتستر عوراتهم فإذا بهم يفاجأون بانهم ضحايا لعمليات نصب وغش ورشوة تواطأت فيها الحكومات السابقة ممثلة في الادارات الهندسية بالاحياء المختلفة بعواصم المحافظات منذ سنوات طويلة. وفجأة استيقظت الحكومة علي هذا الكم الهائل من المخالفات واستجمعت قواها لكي تهدم المساكن المخالفة علي سكانها دون ان تبحث عن الفاسدين الذين حصلوا علي تحويشة العمر من الالاف من المواطنين الشرفاء الذين حاولوا ان يعيشوا في ستر بعيدا عن العشوائيات والمقابر الذين اصبحوا افضل حالا من ساكني المخالفات! بعد ان قاد محافظ القاهرة د. جلال السعيد بنفسه هذه الحملات وانتصر علي المواطنين الشرفاء الغلابة الذين أصبحوا في الشوارع، واختفي المخالفون ومعهم الاموال التي سرقوها، وبقي الموظفون الفاسدون الذين تسببوا في هذه الكوارث، مع صرخات الغلابة يبقي الوضع علي ما هو عليه! وفي المساء بعد انتهاء الحملات نسمع تصريحات المسئولين تؤكد علي ان ما حدث تنفيذه طبقا للقانون.. ولكن اين كان هؤلاء المسئولون والقوانين التي ينفذونها اثناء ارتكاب جرائم البناء المخالف في وضح النهار وتصل الارتفاعات إلي عنان السماء!!