بعد انتهاء القمة الخامسة والعشرين للقادة والحكام العرب التي اختتمت أعمالها في الكويت بالأمس، نستطيع القول بأن التنبه لخطر الإرهاب وضرورة مقاومته والعمل للقضاء عليه، كان في مقدمة النتائج الايجابية التي أسفرت عنها هذه القمة. وقد بدا هذا واضحا من خلال تأكيد الغالبية العظمي من الحكام المشاركين في القمة، علي إيمانهم الكامل بالخطر الداهم الذي يهدد الامة العربية كلها جراء الإرهاب ومخططاته الاجرامية، التي تستهدف القضاء علي الاستقرار والأمن والأمان في كل الدول العربية. وظهر جليا استشعار هؤلاء جميعا، عدا قطر، للأخطار الجسيمة والفادحة المتربصة بالدول والشعوب العربية، في ظل الانتشار والتوغل للبؤر الإرهابية في العالم العربي الآن، وعملياتها الاجرامية التي تحدث وتجري في الكثير من الدول العربية وفي مقدمتها العراق وسوريا وليبيا واليمن، بالاضافة الي الحرب الشرسة التي تشنها الجماعة الإرهابية علي مصر وشعبها. وفي هذا الخصوص كان لمصر موقف واضح ومعلن في القمة علي لسان الرئيس عدلي منصور، الذي أكد بوضوح تام أن خطر الارهاب يهدد الجميع، وكل الدول والأوطان دون استثناء، وذلك في محاولة يائسة من الإرهابيين لتقويض ارادة الشعوب العربية،..، وهو ما يتطلب موقفا عربيا موحدا في مواجهته، وتفعيل الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب. وقد لقيت دعوة مصر لموقف عربي قوي لمواجهة الإرهاب قبولا عاما، من جانب جميع الدول العربية وهو ما أشار اليه القادة في كلماتهم الافتتاحية، وكان في مقدمة المؤيدين رئيس القمة أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد، الذي اكد ان العالم العربي يعاني من مظاهر الإرهاب بأشكاله المختلفة، والذي يهدف لقتل الابرياء وترويع الآمنين وتعطيل التنمية. كما كان للمملكة العربية السعودية موقف واضح ومعلن علي رؤوس الاشهاد في القمة حيث أعلن ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ان المنطقة العربية تواجه العديد من المخاطر والتحديات، وهذا يستوجب تضافر الجهود للتصدي لكل المحاولات الهادفة لزعزعة أمنها واستقرارها، وان المملكة العربية السعودية تدين الإرهاب بكل قوة ولن تدخر جهدا في مواجهته والقضاء عليه وعلي نفس النهج سار العديد من الحكام والقادة العرب في تأكيدهم علي اهمية وضرورة المواجهة العربية القوية لخطر الإرهاب الذي يهدد أمن واستقرار وسلامة العالم العربي كله. ولكن كان لقطر موقف خارج الاطار العربي العام وهو ما لفت الانتباه وأثار الاستياء بصفة عامة،...، ولكنه بالرغم من ذلك لم يكن مفاجئا لمن يتابعون نهج قطر وتوجهها خلال الفترة الاخيرة واصرارها علي الخروج علي الصف والاجماع العربي.