قدر مصر أن تبقي حاضنة لاشقائها العرب.. وحقائق التاريخ والجغرافيا والاديان السماوية تؤكد ذلك عبر مراحل التاريخ المختلفة، وليس بغريب أو جديد أن تحتضن مصر في أيامنا هذه الملايين من الاشقاء الليبيين والسودانيين والسوريين وغيرهم ممن ضاقت بهم سبل العيش والامن في بلادهم، فجاءوا الي القلب الكبير والحضن الدافئ والشعب الودود الكريم ليعيشوا معه وفي كنفه ومعيته، لقد جاءوا الي مصر مصداقا لقول الحق تبارك وتعالي ( اهبطوا مصر فإن لكم ما سألتم). وقدر مصر ان تحتضن اولادها ومحبيها واللاجئين اليها في هذا الوقت العصيب الذي يمرون به، وتمر مصر به وهو امتحان لقدرة شعبها علي التحمل والصبر، ولايليق للمضيف ان يئن من مضيفه الذي لجأ اليه وقت محنته وشدته. صحيح أن الهموم والصعاب تكالبت علينا مرة واحدة، فوضي وبطالة وعودة العمالة المليونية من ليبيا وغيرها، وتوقف الحركة السياحية، مما احدث (خنقة) غير مسبوقة، وبعون الله وتكاتف الشعب واخلاص القائمين علي الحكم في بلادنا قد نتمكن من عبورها. أقول ذلك بمناسبة مايردده البعض في بعض القنوات ومواقع التواصل الاجتماعي باستبعاد الاشقاء العرب، واعادتهم الي بلادهم، بعدما تعرض بعض المصريين في ليبيا للقتل العمد أوللتوقيف، وكلما ضاقت السبل وازداد شظف العيش وارتفعت الاسعار علت هذه النغمة النشاذ. عميد الدبلوماسية العالمية الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي وعميد الدبلوماسية العالمية حذر قطر العظمي من جديد من مغبة استمرارها في سياستها الخارجية تجاه اشقائها الخليجيين، واستبعد حل الازمة السياسية بينها وبين كل من الامارات والبحرين والسعودية ما لم تعدل سياستها، واستبعد ايضا وجود اية وساطة دوليه لحل الخلاف معها. وفي رأينا انه اذا استمرت الغطرسة الاميرية القطرية متحدين بوهم حماية امريكية اوباعتبارهم قوة عظمي في المنطقة، ومن حقهم أن يلعبوا ادوارا ليست من قدراتهم دون اعتبار للجيرة والاخوة الخليجية والعربية، فلا يعنيهم مجلس تعاون ولا اتحاد خليجي، ولا عروبة ولا غيرها.. فهل هذا يرضي الغالبية الكاسحة من الشعب القطري الخليجي العروبي؟ وهل يريدون العيش في عزلة عن جيرانهم الخليجيين واشقائهم العرب؟