د. رشاد عبده اكد الخبراء ان توفير مسكن ادمي مناسب يعد ابسط حقوق الانسان في اي مجتمع وقالوا ان عدم توافر هذا المسكن يدفع البعض الي السكن في اماكن غير ادمية لاتتوافر فيها ابسط الخدمات مثل البدرومات والعشوائيات والعشش وهذه الاماكن غير اللائقة بالحياة الادمية تمثل ارضا خصبة لتفريخ المجرمين والارهابيين الذين يصبون جام غضبهم علي المجتمع مما يستوجب البحث عن حلول سريعة لمثل هذه الظواهر تقول الدكتورة عاليا المهدي استاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة « ان سكان البدرومات تعد احدي الأزمات الكبري التي تحتاج إلي دراسة دقيقة لمعرفة كيفية إيجاد حلول لها يسهل تطبيقها علي ارض الواقع في ظل الأزمة الإقتصادية التي يمر بها المجتمع المصري الآن، فالحكومة يجب ان تضع في اعتبارها ان هذه الفئة لها حقوقها والتي من اقلها السكن الكريم الذي يكفل الخصوصية وتتساءل الدكتورة عاليا كيف لدولة علي قدر مصر تسمح بهذه الحياة غير الادمية والتي تجعل هؤلاء الأسر يستخدمون «مرحاضا» واحدا في الشارع لكل النساء والرجال والأطفال؟!! ومن جانبه يضيف الدكتور حمدي عبد العظيم استاذ الاقتصاد ورئيس اكاديمية السادات السابق سابقا «ان هذه المشكلة الكبيرة في إزدياد مستمر وعواقبها تظهر في جميع انحاء المجتمع المصري، ولذلك فهي تحتاج لنوع من التنظيم الشديد لحلها مع الأخذ في الاعتبار ان هذه المشكلة لا يمكن حلها في القريب العاجل فهي تحتاج إلي وقت طويل لحلها ، ولكن علي الحكومة البدء في وضع مخططاتها لمواجهة هذه المأساه وذلك بوضع قواعد ثابتة تتمثل في عمل إحصائيات دقيقة لمعرفة احوال هذه الأسر واحتياجاتها ومن ثم ضمهم إلي الاقتصاد الرسمي فهذه الفئة لا يعلم عنها احد شيئا وبالتالي فهذه الإحصائيات ستحدد مسؤليات الجهات المعنية بحل مشكلات هذه الاسر اكد الدكتور سعيد صادق استاذ الاجتماع السياسي ان مشكلة سكان البدرون جزء من إلي مشكلة السكن في مصر بصفة عامة وهي مرتبطة بعدة اشياء اولها الفقر الذي انتشر بين طيات المجتمع المصري فهناك 18 مليون نسمة يعيشون في العشوائيات وكذلك 2 مليون يعيشون في المقابر، فالنظرة المجتمعية غالبا ماتجسد هؤلاء علي انهم مجرمين ولكن حقيقة الامر ان الكثير منهم ضحية مجتمع قاس بل ويحاول العديد منهم ان يحسن من وضعه ولكن المناخ المجتمعي اقوي منهم فهم فئة المستضعفين في الأرض وليس بالضرورة كونهم اشرارا ،فهناك حوالي 30% من الشعب المصري يسكن العشوائيات ، ويقول دكتور هاشم بحري رئيس الطب النفسي بجامعة الازهر : أكدت الدرسات ان سكان العشش وسكان السطوح والمقابر والتفكك الاسري الناتج عن الطلاق اوهجرة احد الزوجين اوالعيش في كنف زوج الام اوزوجة الاب والفقر وغياب الالوعي عند الوالدين والبطالة وكثرة المشاكل الاسرية وغيرها من المشاكل.. هي التي تدفع الطفل للهرب للشارع اسرته مما يعرضه لاشكال الاستغلال المادي والجنسي والبدني ويلجئ البعض لممارسة الاعمال غير المشروعه لكسب المال.. واضاف «بحري «ان المشكله الاساسيه هي عدم وجود من يسمعهم من قبل الحكومات في معظم بلدان العالم رغم مصادقة معظم هذه الدول علي وثيقة حقوق الانسان الخاصه بالطفل وقد تلوم الحكومات بعض مواسسات المجتمع المدني التي تقدم لهم مساعدات مما يجعل الشارع لجذب الاطفال واضاف رشاد عبده، خبير اقتصادي، إن الدعم النقدي بلا شك هوالحل الأمثل لحل مشاكل سكان السطوح ، ولكن يبقي أمامنا التحدي الأكبر، وهوالقدرة علي الإنجاز علي أرض الواقع، فموضوع الدعم النقدي قتل بحثًا منذ الثمانينيات، لكننا غير قادرين علي تنفيذه حتي الآن لعدة أسباب، أولها الأبعاد السياسية وعدم القدرة علي اتخاذ قرار لا أستطيع تنفيذه، ولكن تحويل الدعم إلي نقدي أصبح الآن أساسًا لمواجهة ظاهرة الفقر، وتحقيق أداء اقتصادي جيد للبلد..