فوجئنا منذ عدة شهور بتباطؤ حركة الولاياتالمتحدةالأمريكية في السير في عملية السلام كما فوجئنا بالرئيس باراك أوباما يخرج علينا ليعترف أنه لم يكن يعلم بأن مشكلة الشرق الأوسط معقدة بهذا الشكل. ومن أجل حفظ ماء الوجه ولعدم الإعتراف المباشر بالتراجع والفشل طلبت الولاياتالمتحدةالأمريكية وبتأييد من الإتحاد الأوربي ضرورة بدء مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين تحت رعاية الولاياتالمتحدةالأمريكية ومتابعة مستمرة من مبعوث الرئيس الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشيل بعد ان كانت المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين قد توقفت بعد الإعتداءات الإسرائيلية علي غزة.. وعلي أمل إذا نجحت هذه المفاوضات في وضع أي خطوط عريضة لجدية الحل يتم الإنتقال إلي مفاوضات مباشرة تمهيدا للحل النهائي وضغطت الدول العربية ممثلة في جامعة الدول العربية علي الفلسطينيين وجعلتهم يقبلون بهذا التوجه الجديد إذا كانت هذه هي الحجة التي تتحجج بها إسرائيل أو الولاياتالمتحدةالأمريكية00 وطلبت السلطة الفلسطينية من الولاياتالمتحدة أن تعلن بعد مدة محددة إذا تعثرت المفاوضات عن المتسبب في ذلك أمام الرأي العام العالمي كله وألا تزيد مدة هذه المفاوضات عن أربعة أشهر حتي لاتستغلها إسرائيل كعادتها للمراوغة والتسويف وبدأت بالفعل المفاوضات وكان همزة الوصل في ذلك بين الفلسطينيين والإسرائيليين هو المبعوث الأمريكي جورج متشيل لكن للأسف لم نلمس نحن أو الفلسطينيون أو المبعوث الأمريكي نفسه أي تقدم في هذه المفاوضات. وجاءت الطامة الكبري في لقاء الرئيس باراك أوباما مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن لينفي الإثنان بعد جو حميمي من المباحثات وجود خلاف بينهما.. بل أشاد أوباما بمواقف نتنياهو في ماذا لا أعرف كما دعا الطرفان إلي ضرورة الانتقال إلي المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين بصرف النظر عن فشل المفاوضات غير المباشرة التي كانت الولاياتالمتحدة قد طالبت بها مما أصبح يشكل ضغطا كبيرا علي الجانب الفلسطيني. لدرجة أن الرئيس باراك أوباما دعا اسرائيل والفلسطينيين إلي الانتقال إلي المفاوضات المباشرة قبل انتهاء التجميد الاسرائيلي المزعوم للاستيطان في الضفة الغربية في سبتمبر القادم. واشاد اوباما برئيس الوزراء الاسرائيلي قائلا انه يعتقد ان نتنياهو مستعد للمجازفة من اجل السلام. وجدد ثقته بنتنياهو وهنأه علي قرار تخفيف الحصار المفروض علي قطاع غزة. وحرص اوباما ونتنياهو علي تأكيد متانة العلاقات بين واشنطن وتل ابيب وشددا علي ان أي حديث عن وجود خلاف بينهما لا اساس له. وأكد الرئيس الامريكي ان اسرائيل تواجه عددا من التهديدات الامنية وانه لن يطلب ابدا منها اتخاذ اي اجراءات تؤثر علي امنها واصفا العلاقة معها بانها لا تنفصم.. فهل بعد كل ذلك مازال هناك مجال للتفاؤل في أن تتخذ الولاياتالمتحدةالأمريكية موقفا مغايرا يجعل إسرائيل تسير بالفعل نحو سلام حقيقي مع الفلسطينيين؟ وكيف سيتم ذلك؟ وماهي الأرض التي ستقام عليها الدولة الفلسطينية إذا كانت إسرائيل قد إلتهمت حتي الآن كما جاء في تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأميريكية. الذي كشف فيه أن عدد المستوطنين اليهود في الضفة المحتلة بلغ في الوقت الحالي نصف مليون مستوطن، وأنهم يسيطرون علي 42 بالمائة من مساحة الضفة الغربية، وأن 66٪ من المناطق التي بنيت فيها المستوطنات تسميها اسرائيل »أراضي دولة«!! فهل تتوقعون خيرا من الولاياتالمتحدة بعد ذلك؟ وماذا تنتظرون؟ ياسادة أفيقوا قبل أن تضيع كل فلسطين ويصبع الأمر الواقع هو الحكم النهائي في هذه القضية ووقتها لن يكون للفلسطينيين شأن علي هذه الأرض وسيتم محوها من التاريخ تماما إلي غير رجعة.