إن ما يقلقني ولكن لا يخيفني هو أن يظهر علي سطح الأحداث مرة أخري تلك الشخصيات المشبوهة التي كان لها دور أساسي في أن تسيطر وتهيمن جماعة الإرهاب الإخواني علي مقدرات مصر. استغلوا غفلة المد الثوري الذي أطاح بحكم مبارك الذي تملكت منه جوقة الفاسدين الذين روجوا وهللوا للتوريث باعتباره سندا وحماية لمفاسدهم. هذه الشخصيات التي حسبت أنفسها علي الثورة كذبا وافتراءً دفعتها النزعة الانتهازية إلي ادعاء أنهم المتحدثون باسم الثورية. وعندما جاءت اللحظة الحاسمة ظهروا علي حقيقتهم بالسير في ركاب جماعة الإرهاب الإخواني. كانت مهمتها الترويج لاكذوبة أن هذه من قوي الثورة رغم انها كانت من طابور النفاق لنظام مبارك من خلال علاقتها بجهاز أمن الدولة. هذه الفئة المدعية تعمدت تنصيب نفسها متحدثة باسم ثوار 25 يناير في نفس الوقت الذي دأبت وتعمدت التنكر للثوار الوطنيين الحقيقيين. لم يكتفوا بذلك وإنما ارتضوا أن يمدوا أيديهم للحصول علي التمويل لعمالتهم من قوي أجنبية في إطار استراتيجية الفوضي الخلاقة التي نسجت خيوطها اجهزة التخابر الأمريكي. لم يكن غريبا أن تقود هذه الشخصيات الباهتة التي كانت وراء استيلاء الإرهاب الإخواني علي حكم مصر.. إلي ممارسة عمليات اللف والدوران القائم علي الخداع مرة أخري. انها اعتقدت أن الشعب صاحب الثورة الحقيقية ضد مبارك وجماعة الإخوان ربما يكون قد نسي سلوكياتها المعوجة التي ساهمت في تدمير هذا الوطن. المؤسف أن تمتهن هذه الشخصيات الكتابة التي تتسم بالضلال لخدمة هذا المخطط الانحرافي تجسيدا للطبيعة التي تشكلت منها شخصيتها المريضة. وهكذا ارتفع الستار هذه المرة كي تعاود هذه الشخصيات مسيرة العمالة غير مكتفية ولا مقتنعة بما ألحقته بالدولة والشعب من مصائب نتيجة ما قامت به من أدوار سابقة. في هذا الإطار التخريبي بدأت تكرر حديثها كذبا عما يريده الشعب الذي خانته ويتطلع حاليا إلي لعق وتضميد جراح وقوعه في كمين الاستجابة لانحرافاتها الاجرامية. من المؤكد انه لابد من القول في مواجهة هذا التوجه الذي يحاول ان يعيد دوران العجلة الي الوراء.. أن الشعب اصبح يعرف طريقه وانه لم يعد يقبل أن يلدغ من جحر مرتين. ليس هناك ما يقال امام اصرار هذه الشخصيات الخائنة علي مواصلة ايذاء الشعب سوي التحذير والتحذير من سمومها تستهدف الأمن القومي المصري.