أ/ احمد فتحي لم أجد ما أعبر به عما بداخلي من تأملات في المشهد سوي هذا العنوان الذي استعرته من اسم فيلم للفنان محمود عبد العزيز، فقد وقفت متحيراً من منهج الجماعه ككيان أنشأ له وجودا في المجتمعات التي نعيش فيها إن الجماعة أقرب في منهجها في التعايش للشريعة اليهودية عنها من الشريعة الاسلامية، من حيث عنصرية التنظيم وانغلاقه علي نفسه في المجتمع إباحة دم الآخر وخلافه إلا أنني اليوم أكتب في مسألة أخري لا ينتبه اليها الكثيرون وهي عنصرية هذا التنظيم حتي في دعوي الضلال، فنشاهدهم علي وتيرة واحدة يتخذون من أثرياء هذا العصر هدفاً في دعواهم وخاصة من تشوبه فساد في ماله فيدخلون عليه من زاوية اراحة الضمير والدعوة للتوبة ومنحه صك الغفران مقابل أموال تؤدي اليهم مباشرة أو الي مؤسسات تتبعهم ويكون فعلهم هذا تحت دعوي دخول الجنة وتيسير الامور في الفتاوي علي الاهواء فسمعنا عن فتاوي إرضاع الكبير وخلافه، بينما علي النقيض نشاهد توجه التنظيم للفئة الفقيرة في المجتمع يكرسون جهودهم لها وقت احتياجهم لارتكاب جرائم الرشوة الانتخابية؟!!.. فنتعجب لهذا التنظيم !!. يمنح صكوك الغفران للفساد المالي للأغنياء ويشرك الفقراء في جرائم يعاقب عليها الدين والقانون، إلا أننا يجب أن نكون أكثر صراحة مع النفس فنقول لماذا فعل الاخوان كل هذا بالفقراء ؟!!. أكاد أزعم أن كلمة الفريق أول/ عبد الفتاح السيسي قبل ثورة 30 يونيو من أن هذا الشعب لم يجد من يحنُ عليه ، كانت هي المحرك الاساسي لجموع المواطنين وتوحد الشرطة معهم في الخروج في أكبر ثورة عرفها التاريخ ضد الاحساس بالظلم والتلاعب بمقدرات البلاد. فطبقة الفقراء قد تعرضوا لغبن كبير خلال الاربعين عاماً الماضية، وارتفعت فيها مظاهر الحياة للأغنياء من تقدم في استخدام التكنولوجيا والعمارة الحديثة ، بينما لو حاول الفقير الاقتراب من هذه المنطقة لدفع حياته في السجون عقاباً له علي هذا التجرؤ. وقد لامست هذا الواقع المرير من واقع عملي المنوط به -تنفيذ الاحكام القضائية - فقد تألم الكثير منا عندما يقوم بالتنفيذ علي امرأة ضامنة لزوجها بإيصالات أمانه لدي مرابي ببيع الاجهزة الكهربائية - وأنا مُصر علي هذا الوصف وأعي ما أقول - أو علي رب أسرة يقود سيارة يمتلكها بالتقسيط ويأخذ إطارات كاوتش بالقسط وكل حياته بالقسط ، وبفوائد لايقرها عقل ولادين لقد دفع الفقير في هذا المجتمع الكثير وانتظر من هذه الثورات الكثير ولم يجد ما ينتظره، ويحضرني هنا قضية قتل لأحد هؤلاء المرابين -أقصد تجار السلع المعمرة- كانت يوم تنحي مبارك وبفضل الله ولأنني لم أترك مكاني أنا وزملائي العاملين في البحث الجنائي وفقنا الي الوصول الي الجناة وكانت خطة البحث تتركز في فحص علاقة المتعاملين معه من ذوي المديونية خاصه وأن هذا الرجل كان شخصية تشبه الي حد كبير شخصية اليهودي المرابي "شايلوك" في تاجر البندقية للكاتب الانجليزي ويليام شكسبير ، يومها تمنيت أن يكون ذلك اليوم نهاية عصر ، ومن واقع عملي أيضا أقرر أن نسبة قد تصل الي أكثر من سبعين بالمائة تقريباً من جملة الاحكام المطلوب التنفيذ فيها علي هذه الشاكلة ولا أدافع عن الشرطة حينما أقول إنها تدفع فواتير كثيرة لسياسات يقرها غيرها فلو أن كل أسرة من أسر الغارمات بها متوسط أربعة أشخاص ، فلك أن تتخيل عدد المتعاطفين وما شعور هؤلاء نحو الشرطة في لحظة القبض علي من تعولهم. فهل لنا من عظيم يحفر اسمه في قلوبنا قبل أن يحفره بعلامة من نور في التاريخ فيتخذ قراراً جاداً في هذه الاحكام ويوفر علي الدولة الكثير؟ ، أم نترك هؤلاء لمن يقدم لهم الرشوة الانتخابية في استفتاء الدستور القادم ؟!!!..