عززت روسيا إجراءاتها الأمنية خلال احتفالات رأس السنة التي تأتي بعد الهجومين الانتحاريين اللذين وقعا في مدينة فولجوجراد جنوب غرب البلاد وأثارا توترا شديدا مع اقتراب موعد الدورة الشتوية للألعاب الأولمبية في مدينة سوتشي. ومع ارتفاع حصيلة ضحايا الهجومين إلي 33 قتيلا بعد وفاة اثنين من المصابين انتشر أكثر من 4 آلاف من عناصر الشرطة والقوات الخاصة في مدينة فولجوجراد التي وضعت في حالة الطوارئ بقرار من لجنة مكافحة الإرهاب التي أكدت نقل حوالي 90 شخصا إلي مكاتب الشرطة للتثبت من هوياتهم كما ألغت السلطات جميع الاحتفالات في المدينة وطلبت من السكان عدم إطلاق المفرقعات. وفي العاصمة موسكو حيث يتجمع آلاف الأشخاص ليلة رأس السنة في الساحة الحمراء عند الكرملين للاحتفال أعلنت وزارة الداخلية تعزيز إجراءات المراقبة علي الطرقات ونشر فرق أمنية ترافقها كلاب بوليسية في الأماكن العامة. وفي سان بطرسبرج ثاني مدن البلاد قررت السلطات إلغاء كل عروض الألعاب النارية بعد الهجومين. وأمس الأول وقع هجوم انتحاري في حافلة كهربائية للركاب غداة تفجير انتحاري آخر استهدف المحطة المركزية للقطارات في المدينة ذاتها وهو الهجوم الذي قالت السلطات في البداية إن منفذه إمرأة من داغستان إلا أن وكالة انترفاكس للأنباء نقلت عن مصادر أمنية لم تكشف عنها إن منفذه مواطن روسي اعتنق الإسلام وانتقل إلي داغستان حيث انضم للمتشددين أوائل 2012. من جهة أخري أعلن المتحدث باسم السكرتير العام للأمم المتحدة مارتن نيسيركي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعد بالالتزام بإطار القانون الدولي للقبض علي مدبري الهجومين الانتحاريين. من جانب آخر عبرت الولاياتالمتحدة عن قلقها من أن جماعة متشددة أصدرت تهديدات صريحة ومباشرة لعرقلة الاولمبياد في إشارة لتصريحات دوكو عمروف زعيم حركة التمرد الإسلامية الذي دعا أنصاره في شريط فيديو لشن هجمات لمنع تنظيم الأوليمبياد "بجميع الوسائل".واهتمت أكثر من صحيفة بريطانية بالحادثين وقالت صحيفة "التايمز" إن بوتين تمكن من إبعاد حرب روسيا مع المتمردين في الشيشان لكنها عادت لتطفو علي السطح من جديد وأشارت إلي تقارير غير مؤكدة عن تعهد سعودي بكبح جماح الخلايا الإرهابية الشيشانية قبل الأولمبياد مقابل تعهد روسي بالتخلي عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وعلي صعيد آخر نددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية افخم بالتفجيرين كما أعرب الرئيس الأوكراني فيكتور يانكوفيتش خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي عن تعازيه في ضحايا التفجيرين.