دارت امس معارك بين جيش جنوب السودان وحركة التمرد التي يتزعمها "ريك مشار" النائب السابق للرئيس "سيلفا كير"، وذلك من أجل السيطرة علي "ملكال" عاصمة ولاية النيل الأعلي النفطية في شمال البلاد. جاء هذا بعد يوم من استعادة الجيش السيطرة علي مدينة "بور" عاصمة ولاية جونقلي شمالي جوبا والتي احتلتها ميليشيات مشار منذ أكثر من عشرة أيام في إطار خلاف سياسي كاد ان يدفع بالبلاد الي براثن حرب عرقية. وأسفرت المعارك بين القوات الموالية للرئيس "كير" و"مشار" عن آلاف القتلي في مواجهات بين قبيلتي "الدنكا" التي ينتمي اليها "كير" و"النير" التي ينتمي اليها "مشار". كما أدت المواجهات الي نزوح عشرات الآلاف. ولازال المتمردون التابعون لمشار يسيطرون علي "بنتيو" عاصمة ولاية "الوحدة" وهي الولاية النفطية الرئيسية، لكن القوات الحكومية قالت انها تستعد لاستعادة المدينة. جاء هذا بعد ساعات من موافقة مجلس الأمن الدولي علي طلب السكرتير العام للأمم المتحدة بإرسال تعزيزات من نحو ستة آلاف جندي دولي إضافي لقوة الأممالمتحدة المنتشرة في جنوب السودان ليبلغ عديد العناصر الموجودة هناك 12500 جندي و1323 شرطيا. وكانت قواعد القوات الدولية في جنوب السودان قد دخلت منطقة المواجهات مع سقوط قذيفتي هاون بالقرب من قاعدة وحدة "هانبيت" للقوات الكورية الجنوبية في أعقاب اشتباكات مسلحة بين جيش جنوب السودان وعناصر "مشار" المسلحة. وكان منسق الأممالمتحدة للشئون الإنسانية في جنوب السودان "توب لانزي" قد أكد في وقت سابق إن عدد قتلي العنف في البلاد علي مدي الأيام العشرة الماضية يتوقع ان يكون بالآلاف وليس المئات مثلما قدرت المنظمة الدولية في وقت سابق. وفي واشنطن دعا وزير الخارجية "جون كيري" كل من "كير" و"مشار" إلي وقف الاقتتال وبدء الحوار. وذكرت الخارجية الأمريكية في بيان امس أن كيري أجري اتصالا هاتفيا بالطرفين، وحثهما علي قبول وقف الاعتداءات وبدء مباحثات سياسية. كما دعت الصين "جميع الأطراف الي وقف المعارك علي الفور"، متعهدة علي لسان نائب وزير خارجيتها بالعمل مع الوسطاء الدوليين في عودة الإستقرار. وفي موسكو قال رئيس لجنة الاتحاد الروسي للشئون الدولية "ميخائيل مارجيلوف" إن ما يجري في جنوب السودان "أمر خطير ومأساوي"، مضيفا في تصريحات امس إن موسكو علي اتصال برئيس جنوب السودان وكذلك القوي المناهضة له وتبذل جهودها للمساهمة في تسوية الأزمة بالتعاون مع الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي. في الوقت نفسه أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إنها نقلت حوالي 50 جنديا من سلاح مشاة البحرية إلي أوغندا من بين حوالي 150 أرسلتهم قبل أيام إلي جيبوتي للمساعدة في أي إجلاء أخر محتمل لمواطنين أمريكيين من جنوب السودان. من ناحية أخري، كشفت صحيفة "وورلد تريبيون" الأمريكية عن أن واشنطن تعتزم إجراء محاولة أخري لإجلاء طاقمها الدبلوماسي فضلا عن الرعايا الأمريكيين المتواجدين من جنوب السودان.