خالد ميرى يصر الإخوان علي إشعال مصر قبل الاستفتاء علي الدستور مهما كان الثمن.. يعرفون ان الاستفتاء هو الضربة القاضية لوجودهم في الشارع والتاريخ.. تتدفق عليهم أموال التنظيم الدولي من كل حدب وصوب ويدفعون بالنساء والأطفال سواتر في تجمعاتهم التي أصبحت لا تتعدي المئات في كل مكان بمصر. في الأيام الأخيرة لعمل لجنة الخمسين كان الإخوان هادئين وسط أخبار متناثرة عن خلافات عميقة داخل اللجنة، وكان رهانهم علي فشل اللجنة أو انسحاب حزب النور ليتمكنوا من المتاجرة بالدين وإدعاء ان الدستور علماني ضد الإسلام.. وعندما أثبت أعضاء الخمسين جميعا انهم وطنيون حتي النخاع وخرج الدستور بتوافق قل أن حدث في تاريخ مصر، إذا بالحنق والمقت والغضب الإخواني ينفجر بركانا في الجامعات والشوارع.. وكلما اقترب موعد الاستفتاء يزداد غيظهم، ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.. فكل ما يفعلونه يثبت فشلهم.. ومصر باقية وهم إلي زوال. بعد صلاة الجمعة في حي المقطم الهادئ الذي أسكن به خرجت مع زوجتي لشراء أدوية.. وفوجئنا في ميدان النافورة بمائة إخواني يتظاهرون ويسبون مصر وكل ما في مصر.. ويدفعون بعشرات الفتيات والأطفال حائطا بشريا لحمايتهم في منظر يدفعك لأن تتميز غضبا.. وبعد تعطيلنا لمدة 15 دقيقة إذا بالشباب يرتدون ملابس أخري بدلا من ملابس رابعة الصفراء كما في نفوسهم وينطلقون هاربين تاركين الأطفال والسيدات خلفهم.. وقبل أن ينفجر بركان غضبي فوجئت بكل السكان بالمنطقة وبأعلي صوت يغنون »تسلم الأيادي« مع صوت كاسيت مرتفع جدا.. هذه جماعة لا تزرع ولا تحصد إلا الكراهية في نفوس المصريين يوما بعد يوم. لكن الأهم أن كل ما يحدث لن يشغلنا عن قضيتنا الأساسية والمحورية هي أن نتوجه جميعا للصناديق في يوم الاستفتاء.. وان نقول نعم للدستور لنقضي علي الفاشيين ونعلن كلمة نهاية الجماعة المحظورة بأعلي صوت إن ما يفعلونه لا يجب أن يشغلنا ولو للحظة واحدة عن خريطة الطريق والمضي قدما لبناء مصر المستقبل والديمقراطية. محكمة: البعض يتفرغ للانجاز والبناء.. والبعض لا يهمه سوي الهدم والتخريب.. انها طبيعة الحياة والأشياء.. لكن المؤكد ان مصر لن تسير للأمام إلا عندما يتغلب عشاق البناء علي عبدة التخريب.. وعندما تتحول الثورة من حالة هدم ما فات إلي التفرغ لبناء المستقبل. مصر لا يمكن ان تنتظر أكثر من ذلك.