قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: »مازال جبريل يوصيني بالجار حتي ظننت أنه سيورثه« لقد اهتم الاسلام بحق الجار نشراً للمودة لصموده فوصي القرآن في آياته بالجار خيرا قال تعالي: »واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين احسانا وبذي القربي واليتامي والمساكين والجار ذي القربي والجار الجنب« وجاءت السنة وأوصت ايضاً بالجار فقد كرر سيدنا جبريل الوصية حتي ظن النبي صلي الله عليه وسلم أنه سيأمر بتوريث الجار جاره وكانت الوصية للجار المسلم وغير المسلم العدو والصديق. اما من هو الجار، فقد عرفه العلماء أنه من سمع النداء وحد الجوار اربعين داراً من كل جانب وذلك لانه اقرب الناس واسرعهم للنجدة والمعاونة ولذا شرع له الدين حقوقاً منها السؤال عنه وزيارته في مرضه والصفح عن زلاته ومشاركته السرور والمصيبة. اين نحن من هذا حتي تتوفي سيدة عجوز تعيش بمفردها ولم يكتشف أحد وفاتها الا بعد اسبوعين عندما يتأذي الجيران من رائحة كريهة تخرج من شقتها وآخر لم تكتشف وفاته الا بعد 5 سنوات عندما يتأخر في دفع الايجار ويجده المالك عظاماً بالية! ماذا حدث لاخلاقنا اين الود والاخاء الذي تعودناه وعشناه في بيوت اسرنا حتي أنه كان يقال »الجار قبل الدار«. قصص مأسوية نعيشها بسبب مشكلات الحياة التي لا تنتهي ولن تنتهي إذا كان هؤلاء يعيشون بمفردهم فمن حقهم علي الجيران الرعاية ولو بالاتصال الهاتفي ماذا سنقول لربنا أهو نزع البركة من الوقت؟ ام العمارات الضخمة التي لا يعرف فيها الآخر؟