كانت العلاقات المصرية الاماراتية علي مدي السنين نموذجا فريدا يحتذي بين الدولتين العربيتين الشقيقتين.. يعود الفضل فيما أحاط بهذه العلاقات من رباط وثيق واخوة متينة في كل المجالات الي الراحل العظيم الشيخ زايد آل نهيان رحمه الله هذا الرجل العظيم الخير مؤسس دولة الامارات وباعث نهضتها والأب الروحي لجميع شيوخ اماراتها هو رائد هذا التوجه الاماراتي. كان يؤمن بأن مصر قلب الامة العربية وأنه لا أمة عربية بدون مصر وأنه لا مصر بدون أمتها العربية.. لم يكن يفوت أي فرصة إلا ويتناول فيها بالحديث كما قدمته مصر الشقيقة الكبري لكل الدول العربية بلا استثناء من خدمات لا تقدر بمال قبل وبعد الاستقلال. لم يقتصر هذا الايمان علي التصريحات التي تشيد بمصر وانما كان يعلن في كل مناسبة أنها هي الوطن الثاني له ولكل العرب. وفي لقاءاته الودية مع رجال الصحافة والإعلام خلال زياراته المستمرة للقاهرة. كان الشيخ زايد متحيزا لمصر يقف دائما الي جانبها في أي خلافات أو سوء فهم مع أي دولة عربية او غير عربية. كان يؤكد دعمه وتأييده بشجاعة متناهية وبعفوية تدل علي الاصالة العميقة. هذه المشاعر الجياشة تجلت في كل الأوقات وفي كل المواقف خاصة في الفترة التي تعرضت فيها مصر للمقاطعة العربية التي كان وراءها صدام حسين بسبب اتفاقية كامب ديفيد التي استكملنا بها تحرير الأرض المصرية بعد انتصار أكتوبر المجيد. في ظل هذه العلاقة لم يكن غريبا ابدا هذا الاستقبال الحافل للدكتور حازم الببلاوي رئيس وزراء ثورة 03 يونيو التي لقيت كل الدعم والمساندة من الامارات العربية. وقد عبر نبيل فهمي وزير الخارجية المصري الذي صاحب رئيس الوزراء في زيارته للدولة الشقيقة ولقاءاته بكبار مسئوليها انهم جميعا رهن وصايا الأب الروحي لدولة الامارات المغفور له الشيخ زايد آل نهيان الذي أوصاهم واحدا واحدا بمصر وأهلها. انعكاسا لهذه الصلة الأخوية الأزلية التاريخية لم يكن شيئا طبيعيا ما تعرضت له علاقتنا بدولة الامارات من تمزق وخلاف نتيجة السلوك التآمري لجماعة الارهاب الإخواني ليس علي أمن هذه الدولة الشقيقة فحسب وانما علي مصر نفسها التي شاءت الظروف السوداء من تاريخها العريق ان يصل الي حكمها جماعة الارهاب بالخداع والتضليل والمتاجرة بالدين دفعت شجاعة حكام الدولة الشقيقة الي ابداء رأيهم صراحة حول حقيقة هذه الجماعة المتأمرة حرصا علي صالح دولتهم وصالح الشقيقة مصر وصالح الامة العربية والاسلامية. لا جدال ان نجاح ثورة 03 يونيو في اسقاط حكم جماعة الارهاب الإخواني كانت تعني عودة المياه الي مجاريها بين الشقيقة الكبري مصر ودولة الامارات وهو ما حدث بالفعل علي أرض الواقع منذ اللحظة الاولي. كان لهذا الانجاز الذي تحقق علي يد الشعب المصري انعكاساته الايجابية السريعة في صورة مبادرات من المملكة السعودية والامارات والكويت علي طريق التعاون المشترك لصالح خير شعوب هذه الدول والشعب المصري.