من بين اساليب استعمار اليوم ما تقدمه تلك الدول من معونات وقروض ومساعدات فالمعونات التي تقدمها الدول الغنية وبخاصة امريكا للدول النامية المتخلفة ما هي الا استثمار اقتصادي رابح واستغلال سياسي اربح بالنسبة للدول المعطية وكثيرا ما تؤدي هذه المعونات بالدول النامية الي استنزاف فظيع في مواردها من المواد الخام والمحاصيل الرئيسية دون ان يكون لهذه المعونات اثر ملموس علي صعيد التنمية وتكون كمية الاموال الخارجة من الدول النامية اكثر من المبالغ التي دخلتها وذلك بسبب الفوائد المرتفعة كما انها اداة جذب بالنسبة للدول النامية واظهار النوايا الحسنة لها. وتعمل ايضا تلك المساعدات والمعونات علي حصول تلك الدول »وبخاصة امريكا« علي توسعة نفوذها في الدول النامية المتخلفة والتأثير علي السياسة الخارجية للدولة النامية وبشكل اوضح اصبحت المساعدات والمعونات مشروطة في اتباع الدول النامية للمواقف الامريكية في بعض المسائل الخارجية. كما تجني امريكا من وراء تلك المعونات الكثير منها خلق جو صالح لاستثمار رؤوس الاموال الامريكية وزيادة حجم صادراتها لتلك الدول بحجة تحسين مستوي المعيشة لتلك الشعوب. كما ان المعونات الامريكية تساعد في نقل القيم والمباديء الغربية للدول النامية وهذا ما يسمي بالغزو الفكري. فمتي يأتي اليوم الذي لا نحتاج فيه لتلك المعونات؟.