٫ منذ أن دهمتنا فاشية الإخوان خشي بعض المعارضين القدامي أن يُقرفوا، يُتهموا، بمعاداة الإسلام في الوقت الذي أضحي فيه كل من هبّ ودبّ يتحدث باسمه، فبدأ هؤلاء يميلون كل الميل طوعًا وكرهًا، بعد أن رأوا كيف يحصل الممالئون والمدافعون عن السياسات الإقصائية علي أشهي الأطباق الوزارية في الحكومة القنديلية؛ وحتي بعد سقوط الإخوان لم يرعو هؤلاء أو يضعوا في أعينهم حصوات من ملح فملأوا الشاشات صراخًا عن الخطر الرهيب الذي تمثله جماعات الإسلام السياسي، مثلما صرخوا من قبل ضد المجلس العسكري، وسيصرخون أبدًا ضد كل حُكم قائم في مصر لا يستجيب لمطامعهم ويُقنن فسادهم، بل ويضمن إعادة إنتاج النظام المباركي تارة أخري.. وعلي هذه الشراذم أن تستمع إلي نداء الشاعر العربي القديم الذي قال: يا باري القوس بريًا ليس يُحسنه * لا تُفسد القوس، أعط القوس باريها.. لذلك فإنني أعتقد أن قواتنا المسلحة لن تقع فريسة في شراك مُدعي الثورية المتاجرين بدماء الشهداء، وأنها قد فهمت جيدًا كيف تلاعب هؤلاء الحواة والمشعوذين، الذين هم علي مشارف الاحتضار بالسكتة السياسية، بعدما تولي القوس باريها. إلحاح الطفولة مهما بلغت بنا السن يظل الإنسان حبيس طفولته، لا تزال تصاحبه من الطفولة ذكري أو يلحّ عليه من طيفها خاطر، يُخفف عنه أوقات الضيق، كالقشة يتعلق بها الغريق، فلا مناص منها وإن لم تكن تُغنيه فتيلا.. هذه هي الحياة، وهذا هو ديدنها.. لذلك طالما أتنسم هبّات من تلك الذكريات حين تلمع كبرق خاطف في دياجير الظلام سرعان ما يتلاشي إلي زوال وسط موجات الهموم المتراكمة؛ ولكنه لا يكاد يذهب حتي يترك بسمة في الوجه وانشراحًا في الصدر، ويأبي البقاء في ذهني لأديره وأعيده حتي الثمالة.. ومن ذا الذي يُمسك الطيف؟! مما قرأت: يقول شيخنا العقاد في روايته (سارة) : "... وربما خرج الرجل من المنزل تنتظره فيه أم حنون وزوجة قالية، فإذا تأخر عن موعد الإياب فأول ما يخطر علي بال الأم أن ابنها قد أصابه مكروه، وأول ما يخطر علي بال الزوجة أن زوجها يعبث ويعربد". من الفيس بوك: " امرأة تقود سيارتها علي الطريق.. ورجل يقود سيارته في نفس الطريق، ولكن في الاتجاه المعاكس.. يمر كل منهما علي الآخر.. فتح الرجل نافذة سيارته وقال بأعلي صوته: بقررررة ..وترد المرأة علي الفور: حمار.. و يُكمل كل منهما طريقه.. وتكون المرأة سعيدة مبتسمة لسرعة بديهتها وجرأتها.. وفجأة تصطدم المرأة ببقرة كانت تقف في الطريق! هذه هي الحياة.. ليس كل ما يقوله الرجل تفهمه المرأة.. الغرور قاتل".