قبل رحيل أستاذي ومعلمي كرم سنارة بيومين جاءني في منامي وقال لي بصوت قوي "في تحقيق نازلك بكره ..إنزل إرسمه" ..إستيقظت من نومي في تلك اللحظة وصورته لم تغب عني حتي وصلت إلي مقر الجريدة وكنت أنتوي الذهاب إليه لأحكي له الحلم لكني وجدت باب مكتبه مغلقا.. تساءلت "هو أستاذ كرم فين؟" ..رد علي أحد زملائي بأنه يرقد في العناية المركزة بمستشفي دار الفؤاد وهو في حالة مرضية صعبة .. لم أصدق ماسمعت ..فالخبر نزل علي كالصاعقة وتذكرت الحلم الذي راودني وتذكرت كلماته لي ونصائحه العبقرية والتي أفادتني كثيرا ببدايتي في بلاط صاحبة الجلالة ..فكان دائما بشوش الوجه سريع البديهة خفيف الظل لايخاف من أي شئ وكان دائما مايناديني ب"هوجان" وتعلمت علي يديه (أ.ب) صحافة.. وفي يوم وفاته كنت متواجدا في صالة التنفيذ وجاءني الخبر المشئوم وأنا أقوم بإختصار صفحة "تحقيقات الأخبار" وتذكرت الحلم ذو النصائح الماسية لأبي وأستاذي "كرم سنارة" .. رحل ملك العناوين وشيخ التحقيقات الصحفية وبقيت تعاليمه فينا " اللهم إجعل قبره روضة من رياض الجنه وأرزق أهله الصبر والسلوان" ..