بعد 4 أيام.. بدأت الحملة الأمنية المكبرة في قرية دلجا بالمنيا تؤتي ثمارها بعد ساعات من العمل المتواصل والمضني لقوات الشرطة والجيش بجانب الاجهزة التنفيذية بالمحافظة والادارة المحلية الذين لم يناموا ولا يجول بخاطرهم غير القضاء علي البؤر الاجرامية والعناصر الارهابية التي اراقت عيون الاهالي الامناء بالقرية وفرض السيطرة التامة عليها.. وقد بدأت بالفعل دلجا تتنفس من جديد نسيم الحرية وتعود إليها الحياة بشكل فعلي وكانت من ابرز مظاهرها عودة اهالي القرية لممارسة حياتهم حيث انطلق الفلاحون الي حقولهم ومزارعهم كما فتح اصحاب المحلات ابوابها وعرضوا بضائعهم من الخضار والفاكهة وافترشوها علي جانبي الطريق كما كانت القرية من قبل.. وفضلا عن ذلك فقد حققت الحملة الامنية نجاحات ملموسة بضبط حوالي 91 متهما من العناصر السياسية والاجرامية الخطرة الذين زاولوا نشاطا غير مشروع في تكدير السلم والامن العام للبلدة وترويع المواطنين الآمنين وتحريضهم علي العنف والشغب خلال الفترة الماضية وقد امرت النيابة العامة بحبس 50 منهم ممن ثبت تورطهم في الاحداث في حين تمكن الكثير من تلك العناصر من الفرار والهرب من القرية خلال اقتحام القوات لها.. وبعد تحقيق 90٪ من اهداف الحملة الامنية فقد تقرر تخفيض اعداد القوات سواء من الامن المركزي او الشرطة النظامية او الجيش ولم يتبق بالقرية غير 3 تشكيلات امن مركزي و10 مجموعات مدرعة مازالت تنتشر بأنحاء البلدة هذا فضلا عن انسحاب بعض قوات الجيش وتخقيض اعداد الافراد والمركبات العسكرية والتي كان مقتصرا مشاركتها علي تأمين مداخل ومخارج القرية. عودة الحياة وقد بدأت القرية من خلال الادارة التعليمية بمركز دير مواس والوحدة المحلية لقرية دلجا الاستعداد للعام الدراسي الجديد والذي من المقرر البدء فيه غدا حيث تم تجهيز المدارس المنتشرة بالقرية البالغ عددها 14 مدرسة واعادة ترميم بعضها مما تضرر خلال الاحداث الماضية كي تكون جاهزة لاستقبال الطلاب وسط حالة من الترقب والتخوف من اي اعمال شغب او انتقامية من فلول العناصر الاجرامية والارهابية التي مازالت طليقة حيث تقرر تأمين تلك المدارس والشوارع المؤدية لها. وعلي المستوي العام فقد اخذت القرية تلتقط انفاسها ليعود مواطنوها لحياتهم بشكل طبيعي كما كانت في سابق عهدها وان كان هذا بشكل جزئي حيث بدأ الاهالي يمارسون حياتهم الطبيعية فبعضهم خرج لزراعة ارضه وآخرون توجهوا الي اعمالهم سواء الحكومية او الخاصة خارج او داخل القرية وفتحت الكثير من المحال التجارية ابوابها لخدمة اهالي البلدة. تأمين القرية هذا في الوقت الذي حرصت فيه قوات الامن علي مواصلة اهدافها في تامين القرية والسيطرة علي ما تبقي من البؤر الاجرامية والارهابية وعناصرها الذين مازالوا قيد الملاحقات الامنية حيث تمركزت قوات الامن المركزي والمدرعات بوسط القرية خاصة امام نقطة الشركة الخاصة بها ومدرسة مصطفي كامل الملاصقة لها والتي اتخذها مدير الامن ومساعد الوزير لقطاع شمال الصعيد مركزا للعمليات وادارة العمليات الامنية لضبط تلك العناصر او الحملات النوعية كالمرور والمرافق والاشغالات والتعدي علي ممتلكات الدولة في حين انتشرت قوات اخري بعدة نواحي بالقرية لفرض السيطرة التامة عليها وعلي الرغم من ذلك الا ان اعداد القوات بشكل عام قد انخفضت وتقلصت بالقرية عكس تلك القوات الجرارة التي شاركت في بداية الحملة.. وياتي هذا في اطار اطلاق العنان للاهالي لممارسة حياتهم طبيعية دون الشعور بتضييق الخناق عليها. وقد اكد رجال الشرطة بجميع اطيافهم استعدادهم علي ان يقدموا ارواحهم فداء لوطنهم الحبيب والتضحية بكل غال ونفيس لاستعادة الأمن لبلد الأمان غير راهبين تلك طيور الظلام التي اراقت عيون اهالي البلدة الآمنين.