تقدم أي بقعة في العالم وأي مجال من المجالات لا يكون إلا علي يد نخبة من المخلصين الأقوياء الذين يستحقون نعمة القيادة التي يمنحها الله لمن يشاء من عباده وتصقل بالتعليم والدراسة. وشخصية القائد تتشكل بعدة صفات منها التواضع والشجاعة والامانة وحب الغير والحنكة والذكاء والقدرة علي الاقناع والسيطرة علي النفس والتخطيط. فالتواضع خلق حميد قال تعالي: »فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك«. وعندما سئل معاوية بن أبي سفيان عن سياسته قال: »إني لا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي ولا أضع سوطي حيث يكفيني لساني ولو أن بيني وبين العامة شعرة لما انقطعت«. قيل له كيف ذلك؟ قال ان جذبوها أرخيتها وان ارخوها مددتها«.. والأمانة برد الأمانات إلي أهلها والقيام بحقوق الله تعالي تجاه الدين والأمة.. وحب الغير يجعل القائد يهتم بأحوال من حوله ويؤثرهم علي نفسه فلا تصنع القيادة منه فرعونا ولا يتغير ببريق كرسي السلطة.. والحنكة وهي عمل ما ينبغي في الوقت الذي ينبغي قال تعالي: »يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا«.. والذكاء ضرورة لسرعة التحليل واتخاذ القرار.. والقدرة علي الاقناع كالحوار لغة الأقوياء.. والسيطرة علي النفس فلا يجعل غضبه يتحكم في تصرفاته ومن حوله.. والتخطيط ويعني اتخاذ قرارات لتحديد اتجاهات المستقبل والوصول للهدف بأيسر الطرق. قال معاوية »رضي الله عنه« لصديقه عمرو بن العاص: ما بلغ بك دهاؤك فقال عمرو: ما وقعت في مشكلة إلا وخرجت منها فقال معاوية: أما أنا فكان دهائي حرزا لي من ان أقع في ما يسوؤني«. أكبر عار لأي إنسان ان يكون رأس حربة ضد وطنه فخيانة الأوطان خطيئة أخلاقية وانحدار دون الخط الأدني للإخلاص وجريمة لا تغتفر ويجب انزال أقسي العقوبات بصاحبها والعقاب علي من يخون الوطن في كل الشرائع السماوية والوضعية القديمة والحديثة والخونة نصيبهم في التاريخ الاحتقار فهم صناع الدمار الذين يلحقون الأذي بالآخرين وينظر إليهم بانحطاط الاخلاق حتي من قبل الذين يعملون لصالحهم فليس هناك أسباب مشروعة للخيانة والخائن عادة لا يحس بقذارة الوحل الذي غرق فيه بالأقوال والأفعال.