متي تعود مصر.. متي يعود الامن والامان الي كل ربوعها هل هانت مصر علي ابنائها ولماذا لا نحقق قول سيدنا يوسف عليه السلام.. »ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين«. فمصر منارة الدنيا وقلبها النابض الكل يسعي اليها مسلمين ومسيحيين ومن كل اجناس الدنيا.. صاحبة اقدم حضارة في التاريخ وزارها معظم الرسل والانبياء.. وعاش من عاش منهم علي ارضها في حب وأمان.. وقال رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم ان ابناء مصر خير اجناد الارض.. وللاسف نجد من يدعون الاسلام يسعون لقتل خير اجناد الارض بحثا عن السلطة وشهوة الحكم تنفيذا لاجندات خارجية. ومصر التي حفظها الله علي مر العصور.. يجب علي ابنائها ان يحافظوا عليها ويحافظوا علي شعبها وألا يستجيبوا للفتن ما ظهر منها وما بطن.. وكل شعوب الدول التي زرتها في اسيا واوروبا وامريكا وافريقيا يأملون في زيارة مصر وشعبها الطيب.. اننا لا نشعر بعظمة مصر ومكانتها الا في الخارج لذا تسعي القوي الخارجية لهدمها من اجل السيطرة ليس عليها فقط بل ايضا علي العالم العربي والاسلامي.. وللاسف يتولي خائنون من ابناء مصر تنفيذ هذه الاجندات الخارجية. عموما اننا نريد جميعا عودة مصر.. عودة الامن والامان.. عودة التسامح والمحبة.. عودة شبابها المتحمس صاحب اول ثورة سلمية في تاريخ الانسانية في العصر الحديث.. هذا الشباب الواعد والمتدين سواء كان مسلما او قبطيا هو ذخيرة الوطن وهو الباني الحقيقي لنهضة مصر.. لذا يجب علي الشباب ان يتكاتف علي هدف واحد هو بناء الوطن وحمايته من المؤامرات الخارجية.. هنا سوف تعود مصر مرة اخري منارة للمحبة والتسامح والنهضة العلمية والاقتصادية مع اشقائها العرب نريد لاطفالنا ان يعيشوا حياة طبيعية بعيدا عن الخوف من العنف والقتل والبلطجية بعضها للاسف باسم الدين.. نريد العودة الي امن وامان المواطن في بلده.. حتي يعود الينا ملايين السائحين الذين يحبون مصر ومعالمها السياحية.. نريد عودة النشاط الاقتصادي والتجاري الي سابق عهده بل اكبر من قبل.. نريد من كل المصريين ان يعملوا بهمة ونشاط لدفع مصر للامام.. نريد ان يفرح بنا العالم بدلا من يذرف المحبون لمصر الدموع علي ما آل اليها حالها وان يتوقف الطامحون للسلطة عن هدم وتدمير البلاد. مصر سوف تعود رغم انف الحاقدين والمتآمرين والمستغلين.. مصر ستعود الي اهلها اكثرة قوة بفضل جيشها العظيم وشرطتها الوطنية القوية وقضائها العادل والمخلصين من ابنائها وهم الاغلبية الساحقة. شعب لا ينام صدق الاخوان وجماعات الارهاب في اثارة الرعب والفوضي والحرائق في معظم المحافظات فور قيام قوات الامن باخلاء اعتصامي رابعة والنهضة.. لقد حولوا البلاد الي كتلة من اللهب واحرقوا الكنائس والمساجد واقسام الشرطة ومبني محافظة الجيزة وعددا كبيرا من المباني الحكومية وحملوا الاسلحة في مواجهة الشعب.. لقد ظل المصريون يتابعون احداث العنف علي مدي ثلاثة ايام بدون نوم علي جميع القنوات التي قام ابطال الاعلام المصري في نقل الصورة كاملة للمواطنين من كل المواقع كما قامت الصحف المصرية بتغطيات شاملة للاحداث واستشهد عدد من الصحفيين والاعلاميين خلال اداء دورهم في نقل ما يحدث للقراء والمشاهدين. ولاول مرة يلتزم المواطنون منازلهم لمتابعة الاحداث وهناك من فقدوا سياراتهم والاعتداء علي محالهم التجارية وايضا من فقدوا ارواحهم سواء من المواطنين العاديين او المتظاهرين او رجال الشرطة او جنودنا في القوات المسلحة خير اجناد الارض. واذا كان الالاف قد خرجوا استجابة لدعوات التحريض من جماعات العنف وانطلقوا من المساجد في اماكن متفرقة بدعوي حماية الاسلام.. وهذه الدعوة المغلوطة والمغلفة بدوافع تجعل من يخرج انه مع الشريعة ويدافع عن اسلامه.. لم يفكر لحظة واحدة انه يخرج ضد مسلمين عزل يرغبون في الدفاع عن شرعية المجتمع وتماسكه ويحافظون علي اسلامهم اكثر من هؤلاء المدعين الذين يغلفون دعواهم بحثا عن السلطة والمال وليس دفاعا عن الاسلام كما يدعون. لقد تابعنا جميعا اعمال العنف والحرق التي طالت الكثير من المباني الحكومية والخاصة وسيارات الشرطة والجيش حتي سيارات المطافي والاسعاف لم تسلم من الهجوم عليها ومن يدعون سلمية المظاهرات عليهم ان يشاهدوا كيف احرق المتظاهرون سيارات المطافي التي كانت تسعي لاطفاء حريق مبني جمعية الهلال الاحمر وكيف كان يتم اطلاق الرصاص علي قوات الامن عندما سمحت بالخروج الآمن للمعتصمين في جامع الفتح برمسيس سواء من مئذنة المسجد او من اسطح العمارات حول المسجد وكيف استمر التفاوض اكثر من 12 ساعة مع المعتصمين داخل المسجد من اجل خروجهم. بالتأكيد لم يكن لاحد منا ان ينام ولا يتابع هذه المشاهد المحزنة لاهدار دماء المصريين بسبب صراعات سياسية تسعي لحكم البلاد والعباد. اننا جميعا نرفض اراقة الدم المصري سواء في سيناء او في المحافظات لذا يجب القصاص الفوري لكل من استخدم سلاحا ضد المواطنين وقام بالقتل.. هذا القصاص يجب ان يكون عاجلا حتي يهدأ المواطنون ويعود لهم الاستقرار.. فمن قتل يقتل ولو بعد حين.. وهؤلاء الذين تعمدوا قتل المواطنين مصيرهم القتل.. اضافة الي من قاموا بمذبحة كرداسة.. هؤلاء يجب اعدامهم في ميدان عام.. فمن يقتل بدون دليل ويكفر مسلما يؤدي عباداته وصلواته ويقتله ويمثل بجثته يجب القصاص الفوري منه. لقد تابعنا مشاهد دموية كثيرة لم تمر علي مصر من قبل كما تابعنا تنفيذ خطط احراق مصر ونشر الفوضي وترويع المواطنين هذه جميعا مشاهد سبقها تحريض واضح من معتصمي رابعة والنهضة وهؤلاء الذين ظهروا جهرة علي شاشات القنوات التليفزيونية يهددون المصريين بالقتل والتفجيرات والسيارات المفخخة والقنابل والمتفجرات.. هؤلاء يجب ضبطهم جميعا وتوجيه تهمة التحريض علي القتل لهم.. هؤلاء السفاحون يجب ألا تأخذنا بهم شفقة او رحمة.. كما يجب تطهير البلاد من الاسلحة غير المرخصة التي تستخدم في قتل وترويع المواطنين ايا كان حاملها. يجب ان نعيد الامن والامان لشعب مصر وان نزيل الانقسامات من الشارع المصري ونمد الايادي الي الجميع دون اقصاء الا من تلطخت اياديهم بدماء المصريين هؤلاء لا تقبل منهم توبة ولا شفاعة. البرادعي لو ان الدكتور محمد البرادعي ينتمي للشعب المصري ويدافع عن مصالحه لقام فورا بجولة اوروبية يدافع من خلالها عن ملايين الشعب الذين خرجوا للانقلاب الشعبي علي حكم الاخوان وبالتأكيد سوف تكون له مصداقية في الحديث والشرح بعد ان تحلل من منصبه كنائب رئيس الجمهورية. ولكن يبدو ان الدكتور البرادعي لن يفعل ذلك.. فاستقالته في هذا الوقت الحاسم من تاريخ مصر تؤكد هروبه دائما من التصدي لقناعاته لو كانت لديه قناعات حقا في الدفاع عن الثورة المصرية انني ارفض التشكيك في وطنية الدكتور البرادعي فهو ايقونة الثورة ولكنه لا يملك مقومات الشخصية السياسية الحقيقية.. قد يكون ذلك لبعده عن مصر فترة طويلة وانخراطه في العمل الدولي لذا لم يكن جيدا وبعد 8 اسابيع كاملة من المحاولات والجهود التي شاركت فيها اطراف عربية وامريكية واوروبية واصرار قادة الاخوان علي عدم الحوار الا بعد عودة محمد مرسي الي الحكم وهو كان قريبا من كل هذه الجهود فقد كان الاولي به ان يدافع من البديل المطروح وهو فض اعتصامي رابعة والنهضة.. ولا اعرف موقف البرادعي بعد ان شاهد ما يحدث من تدمير في مصر واستهداف المواطنين ورجال الامن بالقتل واحراق المنشآت والكنائس والمحاكم وتدمير الطرق والارصفة وقطع الطرق والاعتصامات المسلحة في المساجد والميادين.. لا اعرف ما هو موقفه الان.. هل بذلك هو يرضي الجماعات الارهابية التي تسعي لدمار مصر.. واذا عادوا للحكم كيف يحكمون شعبا رفضهم الا يكفي اعمال الانتقام التي تمت خلال حكم محمد مرسي.. اعتقد ان الانتقام سيكون اشد لو عادوا مرة اخري.. وعلي جماعة الاخوان ان تعيد حساباتها وتحاسب قياداتها التي ضمت اليها كل جماعات الارهاب واعتقدت ان هذه الجماعات الارهابية سوف تؤمن وجودها في السلطة. الاعلام وبث الكراهية يجب ان يتوقف الاعلام عن بث دعوات الكراهية بين المصريين فاختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.. ولكننا في النهاية جميعا مصريون يسعون لبناء مصر كل بطريقته وفهمه.. ولابد من تشجيع من يسعي لذلك.. وما يحدث الان يؤكد سقوط الجميع نخبة سياسية وتيار اسلام سياسي فالكل ابتعد عن المواطن صاحب الحق في ثورته التي قام بها في 25 يناير وايضا تصحيح مسار الثورة في 30 يونيو فالشعب الذي استعاد ثورته بحق له ان يشارك في بناء مصر والحصول علي العائد الحقيقي لجهده وضمان مستقبل اجياله القادمة.. وكنت اظن ان الاحزاب السياسية الورقية سوف تستغل الفراغ الذي تركه الاخوان في الاقتراب اكثر من المواطن وبحث مشاكله والعمل علي حلها ومساعدته في الحصول علي حقه في الحياة الكريمة والعدالة الاجتماعية.. ولكن يبدو ان السياسيين ركنوا فقط للحديث من خلال الفضائيات والصحف كعادتهم وتركوا الشعب فريسة للجهل والفقر دون مساعدة حقيقية لذلك يخشون النظام الفردي في الانتخابات لانه لا يحقق تواجدهم علي الساحة البرلمانية وللاسف يشارك الاعلام في دعم هؤلاء دون سند من الحقيقة. لعن الله الفتنة ومن ايقظها.. لاننا لا نريد بث الكراهية بين المواطنين.. ونغرس الانقسامات في المجتمع التي احدثها حكم الاخوان.. نريد وحدة المواطنين.. ونريد ايضا الا تتخلي مصر عن هويتها الاسلامية والقومية.. فالمجال مفتوح لمشاركة جميع المصريين في حكم بلادهم دون اقصاء لاحد.. فالشباب يريد قيادة حقيقية يثق فيها وفي قدراتها علي نقل البلاد نحو التقدم والعمل والبناء.. وعلي الاعلام ان يلعب هذا الدور وان يسعي بكل جدية لبحث مشاكل المواطنين والعمل علي طرحها حتي تقوم الحكومة بواجبها وعلي كل القوي السياسية ان تتنحي لاعطاء الفرصة للشباب لتحقيق احلامه التي هي احلام كل المصريين.. نريد ان نخرج من البوتقة التي وضعنا فيها الاعلام الموجه وان يعود الاعلام الي رشده ويتقصي احوال المصريين في كل المحافظات ويعالج الخراب الذي قامت به الجماعات المتأسلمة وليتفرغ الجميع لبناء مصر ومواجهة التحديات العاصفة التي تريد النيل من البلاد. ان ميثاق الشرف الاعلامي لن يكون حقيقة واقعة الا بوضع تشريعات تلزم الاعلاميين بالانضباط وحماية الدولة والمجتمع وعدم التغول علي الحريات العامة للمواطنين وتطبيق ذلك علي الاعلاميين والمتحاورين في البرامج والتليفزيونية والصحف وان يتصدي علماء الازهر لهذه الهجمة الشرسة من اصحاب الفتاوي الهدامة وان نسعي لكي نجد شيخا جليلا مثل المرحوم العالم الاسلامي الكبير الشيخ محمد متولي الشعراوي الذي يتم الاستعانة بأحاديثه لغرس الانتماء للوطن والدفاع عن اسلام مصر الوسطي الذي لا يجنح للتطرف والتشدد حتي اصبح هؤلاء المتشددون من القتلة والمحرضين علي القتل لابناءمصر. علي الاعلام ان يتصدي لكل الدعاوي الهدامة وان نفتح المجال لشيوخ جدد من الداعين للتسامح والمحبة لكي يتصدروا المشهد بدلا من شيوخ الفتنة والكراهية وان تواصل الدولة جهودها لاستئصال الارهاب من كل ربوعها.