شكرا للشدائد فقد عرفتني صديقي من عدوي. تضيع مني الكلمات وأنا أحاول الكتابة عن موقف رجل لم يكن غريبا لأنه يجسد أصالة وقيم وأخلاقيات شعب كان دائما اول من يمد يديه لمصر وقت المحن. رجل كانت كلماته للعالم رسالة تستمد جذورها من تاريخ عريق ربط بين مصر والمملكة العربية السعودية وتمثل امتدادا لآباء وأشقاء تظل ذكراهم العطرة ومواقفهم زادا للأمة العربية كلها. حقا ما أشبه الليلة بالبارحة فقد حفظ التاريخ للراحل العظيم الملك عبدالعزيز آل سعود قولته المشهورة »إذا طاحت مصر طاح العرب« قول لا يزال يردده أسود تربوا في بيت الاصالة وكانت مواقفهم دوما لا تعرف انصاف الحلول او امساك العصا من المنتصف. فوسط ظلام دامس تحاك فيه المؤامرات لمصر جاءت كلمات العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن سعود اول أمس لتسجل موقفا سوف يتوقف التاريخ امامه طويلا. لم تكن كلمات العاهل السعودي مجرد مؤازرة ودعم وسند لمصر لكنها تخطت ذلك بكثير لتمثل تحذيرا للغرب ولكل المتآمرين والذين يضعون شعب مصر في رهان خاسر مع قوي البغي والاثم والعدوان. جاءت كلمات العاهل العظيم في أعقاب الرسالة التي وجهها داعية الديموقراطية الرئيس الامريكي اوباما والتي تمثل امتدادا لسياسة اعلاء المصالح الخاصة ببلاده فوق كل اعتبار وبعد ان كشفت الاحداث تورطها في دعم جماعة الاخوان الارهابية. جاءت رسالة الملك السعودي لتضع النقاط فوق الحروف في أن مصر والسعودية هما بحق جناحا الطائر العربي. لن نقول شكرا للعاهل السعودي الكبير فكل كلمات الشكر تصغر أمام الرجال.. رجال من معدن نفيس صهرته الكرامة والأصالة والعروبة.