تترقب الأوساط السياسية في تونس اجتماعا وشيكا بين زعيم حركة النهضة الإسلامية الحاكمة ورئيس "الاتحاد العام للشغل" النافذ الذي يعد أكبر النقابات التونسية، لبحث سبل حل أزمة سياسية محتدمة اندلعت إثر اغتيال نائب معارض في يوليو الماضي. وقال الاتحاد الذي يمثل نصف مليون عامل والذي يعتبره مراقبون "قادر علي شل النشاط في البلاد" - في بيان أن زعيم الحزب الحاكم "راشد الغنوشي" ورئيس النقابة "حسين العباسي" ورئيس المجلس الوطني التأسيسي "مصطفي بن جعفر" سيشاركون في اللقاء. ودعا الاتحاد العام التونسي للشغل لرعاية هذه المفاوضات. ويدعو الاتحاد إلي استقالة الحكومة التي يقودها الإسلاميون، وتشكيل حكومة تكنوقراط. وقبل بدء المفاوضات دعت حركة النهضة أنصارها الي الخروج اليوم في مظاهرات بمناسبة يوم المرأة في تونس، وحثت النهضة في بيان أنصارها علي الإحتشاد تحت شعار "نساء تونس عماد الانتقال الديمقراطي والوحدة الوطنية"، في شارع الحبيب بورقيبة وسط تونس . وكانت المعارضة قد دعت ايضا الي التظاهر اليوم دفاعا عن حقوق المرأة، علي ان تتجه المسيرة بعد ذلك الي مقر المجلس الوطني التأسيسي حيث تنظم المعارضة يوميا اعتصاما منذ اغتيال النائب "محمد البراهمي" الشهر الماضي. في الوقت نفسه أكد عضو المكتب السياسي لحركة النهضة "رياض الشعيبي" أن الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد تحتم الوصول إلي حكومة وحدة وطنية تجمع كافة الأحزاب والتيارات السياسية الفاعلة في البلاد، وهو أمر تواجهه المعارضة بمطلب "تشكيل حكومة إنقاذ." وكان إئتلاف المعارضة والمؤلف من حركات وأحزاب من أقصي اليسار الي وسط اليمين قد رفض اي تفاوض مع "النهضة" طالما لم تتشكل حكومة جديدة مطالبا بحل المجلس التأسيسي وأعلن انه سيقترح تشكيل حكومة مستقلين خلال أيام. من جانب اخر، اعلنت حركة "تمرد" ان خمسة من ناشطيها بدأوا اضرابا عن الطعام امام مقر المجلس الوطني التأسيسي بهدف إقالة الحكومة.