خرج المصريون يوم 26 يوليو دفاعا عن كيان وهيبة الدولة المصرية بل عن وجود مصر ذاته. خرجوا.. دفاعا عن الأمن القومي والتراب الوطني وحرمة وسلامة الأراضي المصرية ووحدتها وحدودها. .. ودفاعا عن تاريخهم وتراثهم وحضارتهم. وعن حقهم في الأمن والأمان وعن سيادة القانون، وللدعوة لإنهاء نزيف الفوضي.. بل عن حقهم في الحياة. خرجوا لاعلان رفضهم الارتداد إلي العصور الوسطي المظلمة وإلي مجتمع البداوة أو ان يصبحوا مجرد إمارة أو ولاية، ويتحولوا من مواطنين إلي رعايا للخليفة الذي لا يطلب سوي السمع والطاعة. وخرجوا لتأكيد رفضهم للمتاجرة بالدين والتلاعب والعبث بالدين واستغلاله لأغراض معادية لمبادئ الدين والأخلاق ولأغراض دنيوية وسياسية مبتذلة ورخيصة. خرجوا دفاعا عن جزء عزيز وغال من أرض الوطن - سيناء - تم تسليمه لتنظيمات ارهابية لتصبح تحت رعاية وحماية الجماعة الحاكمة السابقة ولتشكل جيشا موازيا للجيش المصري. .. وخرج المصريون دفاعا عن جيشهم الوطني الذي يتعرض لاكبر مؤامرة علي ايدي هؤلاء الذين دأبوا علي تشويه سمعته والتشهير بقادته وبدوره، والذين يرتكبون جرائم قتل يومية لافراده، ويهاجمون مواقعه ومنشآته بأحدث الاسلحة! وخرجوا دفاعا عن حقهم في دستور ديمقراطي لدولة مدنية حديثة تقوم علي اساس التوازن بين السلطات وتداول السلطة وبرلمان حقيقي وحكومة قادرة تملك صلاحيات، ولا تنتظر توجيهات أو أوامر وتكليفات وتعليمات من جهة أعلي، ورئيس للجمهورية لا يملك سوي سلطات محدودة حتي لا يتغول علي بقية السلطات. وخرجوا دفاعا عن حقهم في المشاركة في صنع القرار والرقابة علي هذا القرار، ومساءلة ومحاسبة كل مسئول، مما في ذلك اكبر رأس في هذا البلد. وخرجوا.. لإعلاء شأن حقوق الانسان وكرامة مصر والمصريين والتمسك بمبدأ المواطنة والمساواة بين جميع المصريين وتعبيرا عن رفضهم لكل أشكال التمييز، وادانتهم لمحترفي صناعة الفتن الطائفية والمذهبية وتمزيق النسيج الوطني الواحد. خرج المصريون إلي الشوارع والميادين دفاعا عن مشيخة الازهر والكنيسة الوطنية المصرية بعد تعرضهما لحملات معادية، ودفاعا عن استقلال القضاء الشامخ، وعن حرية الفكر والعقيدة وحرية التعبير والصحافة والاعلام، وحرية الإبداع الادبي والفني. خرجوا لإحباط مشروعات من كانوا يخططون لامتلاك ادوات تزوير أي انتخابات برلمانية أو رئاسية أو استفتاءات قادمة ويتآمرون - بالاستحواذ والغلبة والهيمنة - لقطع الطريق علي أي تداول سلمي للسلطة في المستقبل. وخرجوا للمطالبة بمحاكمة كل من عذبوا واعتقلوا وقتلوا شبابنا من الثوار في الوقت الذي أفرجوا فيه عن القتلة والارهابيين. وخرجوا للمطالبة بالعدالة الاجتماعية وبحقهم في حياة افضل وباجراءات عاجلة لضبط الاسعار ومكافحة الفقر والبطالة، ومن أجل شل ايدي من يريدون تعطيل عودة الحياة الطبيعية واحياء النشاط الاقتصادي وعودة الاستثمارات والسياحة وتشغيل المصانع المغلقة. وخرج المصريون يوم 26 يوليو - بعشرات الملايين - لتوجيه صفعة مدوية للادارة الامريكية ورئيسها وسفيرتها واتباعهم في كل مكان حتي يكفوا عن إهانة الشعب المصري ووصف ثورته التاريخية العظيمي غير المسبوقة بانها انقلاب عسكري، ولاعلان سقوط المخطط الامريكي - الاسرائيلي - الاخواني الجهنمي بتحويل المنطقة العربية إلي كيانات هشة ودويلات ضعيفة طائفية ومذهبية متناحرة فيما بينها لتكون اليد العليا لاسرائيل. والآن.. يوجد مع الفريق أول عبدالفتاح السيسي.. التفويض المطلوب لتنفيذ مطالب الشعب لمواجهة الإرهاب والإرهابيين. كلمة السر: المخزون الحضاري لدي المصريين.