سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صحف العالم ترصد المشهد الحضاري لانتقال السلطة في مصر المصريون يعيدون كتابة التاريخ وتصحيح مسار ثورتهم
ديلي تلجراف: »الجنرال السيسي« نجم المشهد باستجابته لإرادة الشعب
مصر تعيد كتابة التاريخ.. هذا هو ما يمكن أن تخرج به وأنت تطالع ردود فعل العالم إزاء الانتقال السلس والحضاري للسلطة في مصر بعد أن عزل الشعب الرئيس محمد مرسي. ربما تكون هذه العبارة قد ذكرت من قبل إبان ثورة يناير إلا أن هذه المرة تجاوزت مدلولاتها السابقة لكي تشير إلي ما هو أبعد من ذلك. وتركزت التغطية العالمية علي ثلاثة أمور: الأول عزل قيادة الجيش لرئيس سقط شعبيا، والثاني تسليم الجيش في سابقة هي الأولي من نوعها السلطة للمدنيين بعد عزل رئيس أو تغيير نظام. أما الأمر الثالث فهو ما اعتبرتهم الصحافة العالمية أبطال المشهد الفريق أول عبدالفتاح السيسي، ورئيس المحكمة الدستورية عدلي منصور الذي حلف اليمين كرئيس جديد بعد ثورة مصر الثانية، والدكتور محمد البرادعي الذي توقعت التحليلات أن يكون له دور في إدارة البلاد في المرحلة المقبلة. تركز اهتمام صحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية علي رسم ملامح شخصية الفريق أول عبدالفتاح السيسي واعتبرته الشخصية المحورية في التطورات الأخيرة. وقالت إن السيسي كان أمام خيارين الانحياز لنظام مرسي أو الانحياز للشعب وقد فضل الخيار الثاني الذي جعل منه بطلا شعبيا للمعارضين لحكم الإخوان المأساوي. وقالت إن المشهد تحول كلية في اللحظات الأخيرة مع بيان السيسي نجم المشهد. من سمته ب "نجم المشهد" بنزوله علي إرادة الشعب وكان عند توقعاته. وتوقفت الصحيفة إصرار السيسي علي ألا يكون الجيش هو من يرأس المرحلة المقبلة ، وتسليمه الرئاسة لسلطة مدنية ممثلة في رئيس المحكمة الدستورية في سابقة ربما هي الأولي من نوعها يرفض فيها العسكريون تولي السلطة بعد عزل رئيس أو تغيير نظام. حول شخصية السيسي أيضا ودوره، ذكرت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية أن السيسي، ظهر كرجل مصر القوي الجديد. ودللت الصحيفة علي ذلك بهتاف المتظاهرين في ميادين مصر وفي مقدمتها التحرير "مرسي لم يعد رئيسنا ، والسيسي معنا" بعد تلبيته مطالب الشعب. وشددت الصحيفة الفرنسية علي أنه حتي إذا كان عبدالفتاح السيسي شارك في حكومة يسيطر عليها الإسلاميون، فإنه يبدو رجلاً من النخبة العسكرية وكان تاريخه متميزًا حتي توليه المنصب الاستراتيجي كرئيس المخابرات العسكرية. وأظهر مرارًا وتكرارًا حرصًا علي زيادة فاعلية القوات المسلحة. صحيفة فرنسية أخري هي "لوباريزيان" قالت إن ليلة الأربعاء كانت ليلة استثنائية للمصريين، وأن مصر عاشت من جديد ساعات تاريخية في تلك الليلة بمجرد إعلان الجيش تعليق الدستور وإجراء انتخابات رئاسية جديدة وتولي المستشار عدلي منصور، رئيس المحكمة الدستورية العليا مسئوليات ادارة المرحلة الانتقالية السياسية. أما صحيفة "لوفيجارو" فقالت في افتتاحيتها أمس: "إن الرئيس السابق محمد مرسي فشل علي مدار عام كامل في أن يظهر الإسلام كدين معتدل وواصل خاصة في أيامه الأخيرة نهجا استبداديا انحاز فيه لجماعته وليس للشعب، وأنه فشل في أن يثبت أن الإسلام يمكن أن يصبح جزءًا من الإطار الديمقراطي. وأضافت أن "مرسي خلق حالة من الإحباط بعد القرار المثير للجدل الذي انتهك بوضوح الحريات المدنية والحرية الدينية ليؤدي بذلك بالمجتمع إلي مخاوف هي الأسوأ من نوعها. وأفردت صحيفة "إندبندنت" مساحات كبيرة لتقرير مراسلها من القاهرة حيث نشرت بورتريهاً كبيراً لعدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية الذي تولي رئاسة الجمهورية ومعه الدكتور محمد البرادعي. وقالت إنهما هما من سيقودان مصر في المرحلة المقبلة وحتي استقرار نظام الحكم وفق دستور يحظي بالتوافق الوطني. وقالت إن منصور شخصية تحظي بالاحترام ولا تعشق الظهور ويفضل العمل دون ضجيج. أما البرادعي فوصفته الصحيفة بأنه سيلعب دورا كبيرا في انتقال مصر من هذه المرحلة المتأزمة إلي مرحلة أكثر استقرارا. وتوقعت الصحيفة أن يكون البرادعي هو من يتولي شئون البلاد من خلال حكومة كفاءات، وأن ينجح بفضل مساندة الشعب والجيش المتوقعة في هذه المهمة. ونقلت وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية عن رئيس لجنة الشئون الخارجية بالبرلمان الروسي ميخائيل مارجيلوف أمس قوله: "ما يحدث في مصر الآن هو تصحيح لمسار الربيع العربي يقوم به المصريون وليس نهاية له. أما صحيفة "ديلي تلجراف" فقالت إن خارطة الطريق التي أعلنها وينفذها الجيش لبت جميع مطالب المصريين التي عبروا عنها في تظاهراتهم: انتخابات جديدة ودستور جديد، ومجلس حكم انتقالي، لإنهاء سيطرة الإسلاميين علي السلطة. وفي تحليل بصحيفة "جارديان" أعده من القاهرة كبير مراسليها جاك شينكار قال إن الأغلبية العظمي للمصريين الذين خرجوا للتظاهر لم يخرجوا دفاعا عن النظام القديم أو حنينا له، بل خرجوا لشعورهم بأن حكم الإخوان لم يحقق طموحاتهم. ويري هؤلاء أن الرئيس سقطت عنه الشرعية، نظرا لعدم كفاءته وقمعه وعدم وفائه بتعهداته. أما صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فقالت إن نهاية الرئيس محمد مرسي كانت مريرة عقب عام واحد من توليه رئاسة مصر حيث كان عاما صاخبا بكدمات المعارك السياسية التي أثارت نفور وغضب ملايين المصريين. وقالت: "مرسي فاز في انتخابات الرئاسة المصرية العام الماضي بنسبة 51٪ أي حقق فوزا ضيقا ومحدودا لكنه لم يف بوعوده بتشكيل حكومة كفاءات، كما جرح مرارا حركات المعارضة ووصفها بالخونة، بالإضافة إلي الاقتصاد المتداعي في عهده، مع المعاناة المريرة من نقص الكهرباء والوقود وتصاعد الغضب والنفور الشعبي من حكومته برئاسة هشام قنديل". ولفتت الصحيفة إلي أن إعلان الجيش أثار حالة من الفرحة والبهجة في قلوب المصريين حيث احتفل متظاهرو ميدان التحرير بعد بيان القوات المسلحة وأطلقوا الألعاب النارية في سماء القاهرة.