رغم ان عمرها يزيد علي 45 عاما.. الا انني تجاوبت مع مردديها امام وزارة الثقافة.. ووجدتني استبدل كلمة "العربية"..ب"المصرية". لقد وجدت في رائعة عبد الرحمن الابنودي.. والتي لحنها كمال الطويل.. وغناها عبد الحليم حافظ في اعقاب نكسة يونيو ضالتي من الهم والغم الذي نعيشه.. فنحن الآن في اشد الحاجة الي ان نحلف بسماها وبترابها.. وبدروبها وأبوابها.. وبالقمح وبالمصنع.. وبالمبني وبالمدفع.. وبأولادنا.. وبأيامنا الجاية.. ماتغيب الشمس" المصرية".. طول ما نحن عايشين فوق الدنيا اكثر ما اصابني بالحزن خلال الايام الماضية تلك اللهجة العدوانية المتبادلة بين انصار "تجرد وتمرد".. فلست مع ما يقوله المهندس عاصم عبد الماجد عضومجلس شوري الجماعة الإسلامية وأحد مؤسسي حملة "تجرد" من ان 30 يونيوسيكون "ثورة اسلامية ".. ووصفه لمعارضيه بانهم اصحاب هوي ومآرب شخصية وسياسية.. ويهدفون الي اجهاض التجربة الديمقراطية الوليدة.. وايقاف عجلة الانتاج واحداث بلبلة بين المواطنين وهدم الوطن وتعريض البلاد وامنها المجتمعي للخطر.. ولست مع نشطاء "تمرد" وحواراتهم التي تحمل الهجوم علي الاخر والتقليل من شأنه . من حق عبد الماجد ان ينظم "مليونية" لتأييد الرئيس ويعلن فيها رفضه للعنف.. ويطالب ببقائه حتي انتهاء فترة ولايته المحددة قانونا.. ومن حق المعارضة و"تمرد " ان تنظم مظاهرات حاشدة في 30 يونيو يعلنون فيها فقدان الثقة.. ويؤكدون علي ان الاقتصاد منهار واننا مازلنا نستدين من الخارج.. وان الفقير لا يجد مكانا والامن لم يعد للشارع.. وان المواطن البسيط يشعر بعدم تحقيق اهداف ثورته في "العيش والحرية والعدالة الاجتماعية".. ولكن ليس من حق عبد الماجد والقوي الدينية زيادة الانقسام في المجتمع وتقسيم المواطنين ما بين اسلامي وغير اسلامي.. وليس من حق المعارضين ان يفرضوا ارادتهم واراءهم بالقوة بدون استفتاء ومراعاة لشعور ورأي الطرف الأخر.. والتقليل من شأنهم.. ووصفهم بانهم يتبعون سياسة القطيع .. وليس من حق الاثنين ان يتجولا بين الفضائيات ليشككوا في حجم تواجد الآخر في الشارع . سألني ابني الشاب الثائر علي الاوضاع الحالية.. ومن قبل ذلك علي "مبارك" هل انت مع تجرد ام تمرد؟ فقلت له انني متمرد علي تمرد ومتجرد من تجرد.. لاننا في المرحلة الحالية نحتاج الي التوحد وليس تقسيم المواطنين الي فئات وجماعات وعسكر ومدنيين.. وكنت اتمني ان تستمع الحكومة والرئاسة الي الاعتراضات والمطالب الشارع وتناقشها وتنفيذ ما يمكن تنفيذه.. واقناع المعترضين والمطالبين بما يمكن تأجيله اوصعوبة تنفيذه.. ووضع جدول زمني حقيقي لتنفيذ المطالب الممكنة.. وقبل وبعد ذلك يجب ان تكون هناك شفافية.. وان نعرف لماذا يتم اختيار "فلان اوعلان" لمنصب وزير اومحافظ اوفي موقع مسئولية ؟.. ولماذا يتم استبعاد هذا اوذاك؟. كنت اتمني ان تعقد الرئاسة مؤتمرا حاشدا لتقييم ادائها خلال العام الماضي.. فتصحيح المسار يبدأ من الاعتراف بالخطأ.. فليس هناك سلطة بدون شعب.. وليس هناك شعب بدون سلطة تحقق رغباته وطموحاته.. فكلنا مصريون يريدون الخير لمصر ولسنا متآمرين .