سعىد إسماعىل أجمعت علوم الاتصال الجماهيري، علي أن الجمهور الذي يتلقي الرسائل الاعلامية هو السيد.. ووضعت مجموعة من القواعد والاسس لكيفية التعامل مع أفراده، في مقدمتها الاحترام الكامل لعاداتهم وتقاليدهم، وعقائدهم، وتفكيرهم وثقافتهم وحقهم في معرفة الحقائق التي تدخل في نطاق اهتماماتهم.. ولذلك التزم المتحدثون من خلال الإذاعة، والتليفزيون وفي اللقاءات الجماهيرية ايضا، علي ان يبدأوا الكلام بعبارة »سيداتي سادتي«.. والعاملون في الاعلام المسموع، والمرئي، لايزالون يلتزمون باستخدام تلك العبارة، لكن في بلاد العرب ومصر في مقدمتها اختلفت الصورة بعد ان اصبح عدد قنوات التليفزيون اكثر من الهم علي القلب، وأطل من شاشات بعضها مدعو المعرفة، وانصاف المتعلمين الذين ركبهم الغرور فتصوروا انهم اصبحوا نجوما!! في بعض قنوات التليفزيون المصرية قد يتم تكليف احد اولئك بتقديم برنامج حواري مثلا لمناقشة واحدة من القضايا المهمة، فيضطر الي استضافة شخصية او شخصيات من المتخصصين فاذا به يتحدث اكثر من الضيف، او يقاطعه بأسئلة ساذجة، من باب »الفلحسة« أو »المنظرة« ليثبت للمشاهدين انه من العالمين ببواطن الامور »!!« وعندما يضطر الي التوقف، لتقديم فاصل إعلاني يبتسم ابتسامة بلهاء، ثم يقول للمشاهدين: »ابقوا معنا«! وبعضهم »يستظرف« فيقول: »خليكم معانا، وأوعوا تروحوا في أي حتة«!! منتهي قلة الذوق طبعا.. والمفروض ان يقول »رجاء البقاء معنا«.. لان صيغة الامر مرفوضة تماما عند مخاطبة الجمهور في خلال جميع وسائل الاتصال المسموعة، والمرئية، والمقروءة، ايضا.. لكن في مصر، وفي بعض البلاد العربية ايضا، المسألة عادية جدا.. وصدق من قال »كله عند العرب صابون«!!