تتميز مصر عن غيرها من الدول أن المسؤولين بها يصرحون بما لايفعلون.. مؤتمرات وندوات ولقاءات دولية ورسمية.. تنبهر حين تحضر جلساتها.. وتصاب بالزهو والفخر عندما تري نتائج الدراسات والمناقشات التي تمتلئ بها قاعات المؤتمرات.. وتشعر أنك تحلق في السماء لأن بلدك وصل إلي هذا المستوي عندما تشاهد وتستمع إلي التوصيات التي إن نفذت سيصبح من أهم بلدان الدنيا نجاحاً وتقنية وتكنولوجيا..و.. ريادة..!! منذ عامين في نهاية مايو عام 2011عقد مؤتمر موسع عن ثورة 25 يناير ومستقبل علاقات مصر بدول حوض النيل ، تناول في أعماله سد النهضة" الألفية " الإثيوبي الكبير وتأثيره علي مصر، كان ذلك بعد إعلان أثيوبيا في فبراير 2011 عن مشروع بناء سد علي النيل الأزرق يحمل اسم مشروع سد النهضة أو الألفية، وقامت بالفعل بوضع حجر الأساس للمشروع في الثاني من أبريل 2011، وقررت تغيير الاسم إلي سد الألفية الكبير، ثم تغير الاسم للمرة الثالثة في الشهر نفسه ليصبح سد النهضة الإثيوبي الكبير..! ولأن هذه الخطوة الإثيوبية أثارت جدلاً واسعاً، نظم معهد البحوث والدراسات الأفريقية بالتعاون مع مركز تنمية الموارد الطبيعية والبشرية في أفريقيا مؤتمراً دولياً حول مستقبل علاقات مصر بدول حوض النيل عقب ثورة 52 يناير لمواجهة مشكلات تأمين المياه والعلاقات مع دول الجوار في حوض النيل، وفي مايو من العام الماضي 2012، نظم معهد البحوث والدراسات الافريقية للمرة الثانية وبالتعاون مع جامعة القاهرة المؤتمر الدولي الثاني "حوض النيل الشرقي وتحديات التنمية ومستقبل التعاون المصري" علي مدار يومين بمشاركة "خذوا بالكم من عدد الوزارات المشاركة " كل من وزارة الصناعة والتجارة الخارجية، ووزارة الزراعة، ووزارة البيئة، ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات..! ودارت محاور المؤتمر حول الملامح والمشكلات العامة لدول حوض النيل وما يتبعها من مخاطر بيئية علي التنمية البشرية، وتناول المؤتمر حقوق مصر التاريخية في مياه النيل وموقف دول المنابع منها في ضوء القانون الدولي والعلاقات الاثيوبية الاريترية وأثرها علي مياه النيل والاستراتيجية المائية وتأثيرها علي العلاقات السودانية المصرية، ليس هذه فقط، ولكن في مايو من العام الماضي أيضاً ناقش 24 وزيراً للمياه مستقبل التعاون المشترك في مجالات تنمية الموارد المائية في القارة السمراء ضمن مؤتمر وزراء المياه الأفارقة الذي عقد بالقاهرة برئاسة د. هشام قنديل حين كان وزيراً للموارد المائية والذي صرح وقتها بتصريحات كثيرة وردية منها تأكيده علي أهمية وجود الإدارة والإرادة السياسية لإزالة المعوقات التي تواجه تنفيذ المشروعات والاستثمارات المشتركة بين الدول وإزالة نقاط الخلاف بين دول حوض النيل فيما يتعلق بمشروعات السدود وطرح بدائل جديدة لا تضر بالدول الأخري..! وأكد د. هشام قنديل ضمن تصريحاته الوردية أنه تمت مناقشة الأبحاث والدراسات العلمية الخاصة بتطوير وزيادة كفاءة منظومة إدارة المياه والأنهار ومياه الزراعة، " خذوا بالكم من سوف يتم " وسوف يتم تفعيل جميع التوصيات فور انتهاء الاجتماعات رسمياً..! فلا تمت مناقشة الأبحاث والدراسات ولا تم تفعيل التوصيات..!! تصريح آخر لدكتور قنديل أكثر أهمية حين أكد علي وجود رغبة حقيقية وكبيرة جداً من جميع دول أفريقيا، لأن يعود لمصر دورها الإقليمي والعالمي لخدمة القضايا الأفريقية خاصة التنموية منها. وأن مصر لديها الكثير من الحلول والبدائل التي تقدمها لدول أفريقيا لتوفير مياه الشرب والصرف الصحي والري وحصاد الأمطار ومشروعات مواجهة التغيرات المناخية وبدائل ومقترحات لإنشاء السدود المعوقة لمجري النهر..! فما هي الحلول التي قدمتها مصر لأفريقيا وما هي البدائل التي طرحتها، وما هي المقترحات التي تم التعهد بها لإقامة سدود أخري تسير في مسارات مختلفة لا تعطل مجري المياه، إنها تصريحات وردية تعودنا سماعها خلال المؤتمرات واللقاءات الدولية والرسمية تنتهي بانتهاء الحدث..!!