لم أعد اهتم بالسياسة، ولا أريد المزيد من ارهاق الدماغ بالإجابة عن كل التساؤلات التي تبحث عن اجابة وملخصها بسؤال واحد: ماذا يحدث في مصر؟ قررت ان اكتب في جانب مهم من تاريخنا الذي لا يعرفه احد والخاص بالحقبة القبطية والقبطيات علي طول التاريخ المصري، وعلاوة علي عدم الاهتمام العام به، يؤسفني تجاهل الدراسات الاكاديمية في جامعاتنا لموضوعات هذه الفترة. اخترت ان تكون البدايات مع رأس القديس مرقس الرسول الذي تحمل اسمه الكنيسة المصرية العريقة، وتناول هذه الحكاية أحد أمهات كتاب التاريخ القبطي وهو متاح كمخطوطة علي الانترنت وهو كتاب الجوهرة النفيسة في علوم الكنيسة لأبو السباع كما ذكرها الراحل البابا شنودة في كتاب له صدر بالستينيات من القرن الماضي ويحمل اسم »ناظر الإله الانجيلي مرقس الرسول«. تقول الحكاية التي يجب ان نفهم ما فيها من دلالات انه اثناء الفتح الاسلامي لمصر عبر احد البحارة في الليل الي كنيسة القديس مرقس علي ساحل البحر بالاسكندرية والتي تحمل اسم المغارة وتوهم ان في تابوت ماري مرقس ذهبا، ولكنه وجد الرأس فأخذه وخبأه في مركبه، وعندما وصل سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه الي الاسكندرية وخرجت كل المراكب من الميناء لاستقباله لم تتحرك المركب التي فيها الرأس، ولفت ذلك نظر سيدنا عمرو وأمر بتفتيشها، ووجدوا الرأس ولما اخرجوه تحرك المركب! يقول المؤرخ القبطي ابوألسباع في كتابه المخطوطي ان عمرو بن العاص سأل عن بابا الاقباط فقالوا له انه هارب من اضطهاد الرومان فكتب له خطاب الامان المشهور الذي نعرفه جميعا ولما حضر إليه البابا استلم منه الرأس ويقول ابوالسباع: ووجل عمرو بن العاص البابا وعظمه واعطاه 01 آلاف دينار لبناء كنيسة عظيمة لصاحب هذا الرأس وتم بالفعل بناء هذه الكنيسة المعروفة بالكنيسة المعلقة الكائنة في شارع المسلة بالثغر. اعتقد ان كثيرين لم يسمعوا بهذه الحكاية وما فيها من تسامح واحترام نبحث عنه هذه الايام، كما اعتقد ان معظمنا لم يسمع عن كتاب أبوالسباع او حتي كتاب »الراحل البابا شنودة!!«. نحتاج ان نقرأ ونبحث ونهتم اكثر بتاريخنا القبطي الذي وقع من قائمة اولوياتنا العلمية والانسانية.