سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الكرازة المرقسية.. من هنا خرجت تعاليم المسيح للعالم أسست للرهنبة.. وحولت الإسكندرية إلى عاصمة للإيمان المسيحى.. كتب فيها مرقس إنجيله.. وعاد إليها رفاته بعد قرون
فى منزله جلس السيد المسيح مع تلامذته عندما حلت الروح القدس وقت العشاء الأخير، حينها اختاره المسيح ليكون ضمن 70 مبشرا بالمسيحية، فحمل لقب «بالثيؤفورس» أى ناظر الإله، ورحل إلى المدينة العظيمة. هو يوحنا الذى يذكر اسمه فى سفر اعمال الرسل، وهو المعروف باسم القديس مار مرقس الرسول أو كاروز الديار المصرية.
على أبواب الاسكندرية وقف مرقس يصلى صلاة طويلة، حيث كان يعتبرها ميدان الكفاح الجديد، دخلها ليحارب العبادة الوثنية ويستأصلها من قلوب الناس، ويغرس بدلا منها عبادة الله.
أسس القديس مرقس الرسول أول كنيسة فى مصر وكانت كنيسة الإسكندرية، وتسلمها بعد وفاته أول من بشره بالمسيحية الاسكافى أنيانوس، الذى كان مرافقا له طوال رحلته.
وقد ذكر العلامة المسيحى كليمندس السكندرى فى مخطوطة نشرها العالم مورتن سميث، أن القديس مرقس كتب إنجيله فى مصر واستفاض فى كتابة إنجيله الروحانى معتمدا على نفسه، وعلى مذكرات القديس بطرس، لتستخدمه كنيسة الإسكندرية بعد ذلك.
كنيسة كارزة هكذا كان يطلق على الكنيسة القبطية الارثوذكسية إذ شهدت فى عصورها الأولى دعوة امتدت فى كل الانحاء، شمالا فى فلسطين وآسيا الصغرى، وجنوبا فى اريتريا وإثيوبيا، وشرقا إلى الهند، وغربا حتى سويسرا وإيرلندا، وذلك عن طريق آباء ومعلمى مدرسة الإسكندرية.
لعبت الكنيسة القبطية دورا مهما فى الحركة المسيحية العالمية، فهى أولى الكنائس التى ساعدت فى تكوين مجلس الكنائس العالمى، الذى ظلت عضوا فيه حتى عام 1948.
وهى أيضا عضو فى مجلس كل كنائس أفريقيا ومجلس كنائس الشرق الأوسط.
جلس على كرسى الكنيسة الارثوذكسية فى مصر 117 بطريرك، كان آخرهم البابا شنودة الثالث الذى شغله مدة 31 عاما، وكان من أبرز الأسماء التى جلست على ذلك الكرسى، كيرلس السادس، وبنيامين الأول، البابا 38.
طارد البيزنطيون بنيامين ففر هربا من مصر، بعد أن دمروا الأديرة وقتلوا الرهبان، وعاش متخفيا فى الصحراء، بعد أن صمتت أجراس الكنائس بفعل القهر والارهاب.
عاد بنيامين مرة أخرى بعد الفتح الاسلامى لمصر، عن طريق كتاب نشره عمرو بن العاص أعطاه فيه العهد والأمان أينما كان، وطلب منه العودة مطمئنا «ليدير شعبه وكنائسه».
ويعد بابا الإسكندرية هو أعلى سلطة روحية وتنفيذية فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وقد أقر مجمع نيقية عام 325 الإسكندرية كمركز من مراكز المسيحية الخمس الكبرى إلى جانب أنطاكية والقدس والقسطنطينية وروما. وتشمل ولاية بطريرك الإسكندرية مصر والسودان والحبشة وليبيا.
ويحسب للكنيسة المصرية أنها أسست للرهبنة المسيحية بشكل عام، عندما قام فرونتونيوس بالانعزال فى وادى النطرون مع سبعين رجلا مسيحيا للتزهد وقضاء الوقت فى الصلاة والتأمل بالله، وكذلك فعل القديس بولا الملقب برئيس السواح، لأنه اعتزل الحياة العامة وساح فى برارى مصر زاهدا فى الحياة صارفا الوقت فى الصلاة والتأمل.
بعدها وضع القديس أنطونيوس الملقب «بالكبير» والملقب ب«كوكب البرية»، نظاما واضحا وصريحا ضم مجموعة من القوانين حول واجبات الراهب، إن كان بمواعيد الصلاة أو مواعيد العمل اليدوى كالزراعة أو التعليم وسواهما، ومن مصر انتقلت الرهبنة إلى العالم.
أما الطقوس المسيحية فقد نشأت فى القدس باعتبارها أم الكنائس، ومنها تفرعت وانتقلت إلى مصر وبلاد الشام حيث نشأت العواصم اللاحقة للطقوس المسيحية، لكن حالة العزلة التى فرضت على كنيسة الإسكندرية فى أعقاب حكم البيزنطيين، والفتح الإسلامى بعدها، دفعت الطقس القبطى للتطور تطورا ذاتيا وبعيدا عن سائر الطقوس المسيحية، تأثر فى مجمله بالواقع المصرى.
ظلت مصر مسيحية حوالى 4 قرون بعد الفتح العربى لمصر. وكان هذا بسبب الوضع الخاص الذى تمتع به الأقباط، بعد وصية مارية القبطية زوجة خاتم الرسل محمد، حيث قالت له «عندما تفتح مصر، كن طيبا مع الأقباط، لأنهم تحت حِماك وهم جيرانك ونسبائك»، وقد تم السماح للأقباط بممارسة شعائرهم الدينية بحرية، وكانوا مستقلين بدرجة كبيرة، شريطة أن يدفعوا الجزية، لحمايتهم كأهل الذِّمة، بحسب ما ذكره موقع الأنبا تكلا على الانترنت.
فى صباح الأربعاء 26 يونيو 1968، احتفلت الكنيسة الارثوذكسية بعودة جسد مؤسسها القديس مار مرقس الرسول من ايطاليا، الذى كان قد سرق من الاسكندرية.
أقام البابا كيرلس السادس الصلاة على مذبح الكاتدرائية المرقسية، وفى نهاية القداس حمل رفات القديس مارمرقس إلى حيث أودع فى مزاره الحالى تحت الهيكل الكبير فى شرقية الكاتدرائية.