أدلي الناخبون في ماليزيا بأصواتهم أمس في انتخابات قد تضعف أو حتي تنهي حكما واحدا من أكثر الائتلافات استمرارا في السلطة في العالم دام أكثر من نصف قرن والذي يواجه تحديا قويا من معارضة تعهدت بتطهير الحياة السياسية وإنهاء السياسات التي تعتمد علي الانتماء العرقي. واصطف المئات أمام مراكز الاقتراع في شتي أنحاء ماليزيا وبينهم كثيرون يصوتون لأول مرة بعد أن شعروا بقلق إزاء ارتفاع تكاليف المعيشة وزيادة معدلات الجريمة والفساد في نظام حكم يدير البلاد منذ 56 عاما. وقال أحمد عمر نائب مفوض الانتخابات إنه يُتوقع أن تتراوح نسبة إقبال الناخبين من 75 إلي 85٪. وقالت لجنة الانتخابات الماليزية إن 13.3 مليون شخص يحق لهم الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التي تجري لشغل مقاعد البرلمان البالغ عددها 222 مقعدا ومقاعد مجالس الولايات وعددها 505 مقاعد. وبعد إغلاق صناديق الاقتراع امتلأ موقع إخباري مستقل بأخبار عن الاشتباه في تزوير الانتخابات من جانب الائتلاف الحاكم مما يثير احتمال أن تشكك المعارضة في النتيجة في حالة الفوز بفارق ضئيل. وأظهر استطلاع للرأي أجري قبل أسبوع من الانتخابات أن تحالف المعارضة "التحالف الشعبي" بزعامة أنور إبراهيم نائب رئيس الوزراء السابق، سيحصد 89 مقعدا مقابل 85 مقعدا لائتلاف الجبهة الوطنية الحاكم بزعامة رئيس الوزراء نجيب عبد الرزاق، في الوقت الذي لم تكن فيه نسبة كبيرة من الناخبين قد حسمت موقفها. وأشار الاستطلاع إلي أن المقاعد ال46 المتبقية ستكون محل تنافس بين الطرفين، وتوقع أن يذهب مقعدان لأحزاب صغيرة. ودعا عبد الرزاق الناخبين إلي تأييده لاستكمال برنامجه الذي يصفه بالإصلاحي، بينما قدم زعيم المعارضة أنور إبراهيم نفسه بديلا لحكومة نعتها بالفساد. وأكد إبراهيم أن فرص المعارضة لتحقيق ما وصفه بفوز تاريخي جيدة جدا، مشددا علي أنه لا يمكن منع هذه النتيجة إلا بحدوث تزوير كبير.