منذ ان بدأت بورصة الاوراق المالية تطبيق نظام البيع والشراء في نفس الجلسة واصابع الاتهام تطارده باستمرار وتحمله مسئولية اي تراجع يحدث في اسعار الاوراق المالية وبمجرد ان يعود الاستقرار للسوق تهدأ هذه الاصوات وتتراجع عن مطلبها الدائم بالغاء هذا النظام، شارع البورصة استطلع اراء عدد من خبراء ومحللي الاوراق المالية للوقوف علي حقيقة ما يحدث في هذا النظام ومدي مسئوليته عن اي انهيار يحدث في البورصة ثم كان هدفنا الاهم الاجابة علي سؤال صريح: نفتح شباك البيع والشراء في نفس الجلسة ام نغلقه للابد؟! يقول حسام ابوشملة مدير ادارة البحوث بشركة العروبة للسمسرة ان نظام البيع والشراء في نفس الجلسة هو احد الآليات المهمة لتنشيط البورصة وان الغاء هذا النظام ليس هو الحل ولكن مطلوب عدة خطوات متوازية مع هذا النظام مثل تفعيل آلية تسليف الاسهم لاحداث نوع من التوازن في السوق بالاضافة الي ضرورة تنظيم حملات توعية وتثقيف للمستثمر عن خطورة المضاربات السريعة التي تؤدي الي خسائر مضاعفة للمستثمر الصغير. ويحذر ابوشملة من كارثة جديدة تهدد البورصة المصرية وهي إسراف بعض شركات السمسرة في الكريدت أو الائتمان الذي تمنحه لعملائها وهو ما لا يتناسب مع طبيعة المستثمر المصري الذي قد يسيء استخدام هذا الكريدت فيجد نفسه مدينا لشركة السمسرة بمبالغ كبيرة خاصة اذا حرص علي استخدام الائتمان في اوقات تراجع السوق والحل هنا يمكن في ضرورة منع شركات السمسرة من منح الكريدت وقصر هذا الحق علي البنوك فقط وتخفيض فائدة الشراء بالهامش لتفعيله بشكل جيد حيث لا يجد اي اقبال بسبب ارتفاع تكلفته رغم انه يمنح مستخدمه حق الاحتفاظ بالاسهم وعدم اجباره علي البيع بالخسارة الا في حالة تجاوز نسبة الامان المفروضة عكس نظام الكريدت الذي يجبر العميل علي السداد اسبوعيا. وتري ماريان عزمي رئيس ادارة التحليل المالي بشركة الاهرام للسمسرة ان 59٪ من بورصات العالم تطبق هذا النظام، وعلي سبيل المثال جميع الاسهم في البورصة السعودية يتم التعامل عليها بنظام البيع والشراء في نفس الجلسة ومع ذلك لم يقل احد انه هو المسئول عن نزيف الاسهم السعودية ذلك لان ما يحدد الارتفاع او الانخفاض هو توقعات حملة الاسهم سواء كانوا مضاربين او مستثمرين علي المدي القصير او طويل الاجل لوضع الاسهم في المستقبل، اما الغاء نظام البيع والشراء في نفس الجلسة فليس هو المشكلة بدليل ان عددا من الاسواق الاوروبية اوقفته وعلي ذلك استمرت الخسائر، وتؤكد ماريان ضرورة تفيعل نظم الشراء بالهامش وتسليف الاسهم. بينما يؤكد احمد سمير مدير التنفيذ بشركة مينا للسمسرة في ان الشراء والبيع في نفس الجلسة وهو ما يطلق عليه »T+O« هو آلية من آليات السوق التي تستخدم في حالة توقع صعود السوق خلال الجلسة بمعني الشراء في اول اليوم والبيع في اخره وهي اداة عالية المخاطر وتشجع علي المضاربة عكس هدف البورصة الاساسي ومن الاستثمار متوسط وطويل الاجل، المشكلة الاهم ان اغلبية من يعتمدون علي هذا النظام لا يشترون باموالهم ولكن عن طريق الكريدت الذي توفره شركات السمسرة للعملاء بهدف زيادة العمولات.. ويري ان استخدام هذه الآلية لابد ان يكون جنبا الي جنب مع آلية البيع علي المكشوف »SHORT SELLING« لان هذا يحدث توازنا ما بين آليات السوق واستخدامها بشكل يحمي المستثمرين.