بدأت مباريات كأس العالم لكرة القدم ووضع السينمائيون من منتجي وموزعي ونجوم أفلام الصيف أيديهم علي قلوبهم خوفا علي أفلامهم التي قذفوا بها إلي دور العرض تباعا في محاولة لتحصيل أكبر قدر من الايرادات وضمان أكبر عدد من المتفرجين قبل التحديات الثلاثة التي تواجه الموسم الصيفي هذا العام وهي مباريات كأس العالم وامتحانات الثانوية العامة ثم دخول شهر رمضان في منتصف أغسطس القادم. فمباريات كأس العالم ستخطف لاشك جمهور الشباب الذي يمثل أغلبية جمهور السينما لتدفع به إلي المقاهي والشاشات العملاقة لمتابعة أهم حدث كروي عالمي يصبح فيه نجوم الساحرة المستديرة حديث العالم وتتصدر أسماء ليونيل ميسي وكاكا وكريستيانو رونالدو وسائل الاعلام من صحافة واذاعة وتليفزيون.. وتحقق مباريات كأس العالم كل عناصر الاثارة الدرامية مما يجعل عيون العالم وقلوبه تتابعها بشغف كبير علي مدي شهر كامل . أما امتحانات الثانوية العامة فسوف تظل »بعبع« كل بيت طالما لم يطرأ أي تغيير علي المناهج وأسلوب الامتحانات وطرق التدريس العقيمة التي تعتمد علي »الصم« وتلغي روح التفرد والابتكار لهذا فإن كل أسرة لديها ابن أو ابنة في الثانوية العامة تحبس كل أفرادها من أجله وأجلها لتوفر الهدوء اللازم للحفظ والصم.. فلا مجال لأي ترفيه حتي لو كانت السينما. أما شهر رمضان فسوف يقلص موسم الصيف وربما يلغيه تدريجيا خلال السنوات القادمة.. ووجود أكثر من خمسين مسلسلا يجري تصويرها الآن تتصارع علي فرصة عرض علي الشاشة الصغيرة خلال ثلاثين يوما يجعل من المستحيل أن يكون للسينما نصيب من الجمهور وقد كانت دور العرض تستغل شهر رمضان قبل ذلك لاجراء عمليات الصيانة والاصلاح بها.. واذا كان هناك قدر من الخسارة المتوقعة علي المنتجين والموزعين فإن عليهم أن يبحثوا من الآن عن مواسم سينمائية جديدة بعيدا عن موسم الصيف الذي ظل علي مدي سنوات طويلة الموسم الأكثر اثارة والأكثر قدرة علي تحقيق الايرادات. أما الظلم الأكبر فاعتقد انه يقع علي النجوم أبطال الأفلام بعد أن أصبحت الايرادات هي المعيار الوحيد لنجومية الفنان وهو معيار ظالم لأن ظروف العرض متباينة.. كما ان أفلاما عظيمة في السينما العالمية والمصرية لم تحقق ايرادات ولكن حققت قيمة ومكانة كبيرة في تاريخ السينما.. لكن الأكثر اثارة في موسم الصيف هذا العام هو حالة التخبط في عروض الأفلام فقد كان المعتاد أن يتم عرض فيلم جديد كل أسبوعين بحيث يمنح للفيلم فرصة الانفراد بالجمهور وبعدها يبدأ عرض فيلم آخر ليأخذ فرصته لمدة أسبوعين وهكذا.. لكن يبدو أن التضارب بين شركتي التوزيع الكبيرتين العربية والمتحدة قد وصل إلي أقصي مداه ولاتزال غرفة صناعة السينما تجلس في مقاعد المتفرجين وسط هذا الصراع الذي ستدفع ثمنه السينما المصرية في كل الأحوال.