ستعود بلجيكاوالولاياتالمتحدة بالذاكرة الى حيث بدأ كل شيء، الى النسخة الاولى للمونديال التي اقيمت عام 1930 في الاوروجواي، وذلك عندما تتواجهان اليوم على ملعب "ارينا فونتي نوفا" في سالفادور دي باهيا في الدور الثاني من مونديال 2014. ولم يسبق للمنتخبين ان تواجها سابقا في نهائيات كأس العالم او في بطولة رسمية سوى في مناسبة واحدة كانت في النسخة الاولى عام 1930 عندما خرجت الولاياتالمتحدة فائزة بثلاثية نظيفة في طريقها للتأهل عن المجموعة الرابعة الى الدور الاقصائي الذي كان نصف النهائي مباشرة بسبب مشاركة 13 منتخبا فقط (7 من امريكا الجنوبية و4 من اوروبا و2 من امريكا الشمالية)، حيث انتهى مشوارها على يد الارجنتيني (6-1) التي قد تكون ايضا منافستها المقبلة في ربع النهائي في حال فوزها على سويسرا في اليوم ذاته. ومن الصعب جدا ان تتمكن الولاياتالمتحدة بقيادة مدربها الالماني تكرار نتيجة تلك المباراة، خصوصا ان بلجيكا كانت بين اربعة منتخبات تنهي الدور الاول بعلامة كاملة الى جانب هولندا وكولومبيا والارجنتين. وقدم منتخب "العم سام" اداء مميزا في هذه البطولة وقد استحق تأهله الى الدور الثاني للمرة الثانية على التوالي والخامسة في تاريخه (مع احتساب نسخة 1930)، على حساب برتغال كريستيانو رونالدو وغانا اسامواه جيان وكيفن برينس بواتنج كثانية المجموعة السابعة خلف المانيا التي الحقت بها الهزيمة الوحيدة وجاءت بصعوبة بالغة (صفر-1). ومن المؤكد ان المواجهة ستكون مثيرة بين منتخبين يجمعهما قاسم مشترك واحد وهو ان افضل نتيجة لهما في العرس الكروي العالمي كانت احتلالهما المركز الرابع، الولاياتالمتحدة عام 1930 وبلجيكا عام 1986 بانجاز اكبر من الامريكيين بالطبع في ظل مشاركة 24 منتخبا تواجهوا بحسب النظام القائم حاليا من حيث الادوار (اي مجموعات ثم ثلاثة ادوار اقصائية والمباراة النهائية). ويأمل المنتخب البلجيكي الذي سيفتقد جهود مدافعه انتوني فاندن بور لما تبقى من مشواره في النهائيات بسبب شعر في قصلة ساقه اضافة الى ان الشك يحوم ايضا حول مشاركة ثلاثي الدفاع القائد فنسان كومباني وتوماس فيرمايلن ولوران سيمان للاصابة ايضا، ان يتمكن من تخطي "ذي يانكس" والارتقاء الى مستوى التوقعات التي رشحته ليكون "الحصان الاسود" في العرس الكروي العالمي الذي يعود اليه للمرة الاولى منذ عام 2002. ويحلم انصار "الشياطين الحمر" ان يتمكن الجيل الحالي من السير على خطى الجيل الذهبي في الثمانينات. ففي مونديال مكسيكو عام 1986 وبقيادة الملهم والموهوب انزو شيفو والحارس الشهير جان ماري بفاف والمدافع الصلب اريك غيريتس ويان كولمانس، فاجأ المنتخب البلجيكي العالم باكمله ببلوغه الدور نصف النهائي قبل ان يخسر امام الارجنتين وبراعة نجمها دييجو ارماندو مارادونا. اما من الجهة الامريكية، فيبدو ان الطموح ابعد بكثير من بلجيكا والدور الثاني وقد تجسد هذا الامر من خلال طلب كلينسمان بحجز تذاكر العودة الى الولاياتالمتحدة لما بعد 13 يوليو، اي لما بعد المباراة النهائية!