هذا هو المنتخب الأسباني الذي نستمتع ونفخر به. المنتخب الأسباني صاحب الأداء السريع والأفكار البراقة وروح الفريق القوية".. هكذا عكست إذاعة "ماركا" حالة الاقتناع والرضا التي سيطرت على أجواء أسبانيا اليوم الأربعاء بعد تأهل المنتخب الأسباني لكرة القدم إلى نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل. وحجز المنتخب الأسباني مقعده في النهائيات ليفتح الطريق أمام رحلة الدفاع عن لقبه العالمي بعدما تغلب على ضيفه الجورجي 2/صفر مساء أمس الثلاثاء في الجولة الأخيرة من مباريات المجموعة التاسعة بالتصفيات الأوروبية المؤهلة. وعزز المنتخب الأسباني موقعه في صدارة المجموعة برصيد 20 نقطة وبفارق ثلاث نقاط أمام نظيره الفرنسي الذي تغلب 3/صفر على ضيفه الفنلندي في المباراة الثانية بالمجموعة ليسدل المنتخب الفرنسي الستار على مسيرته في التصفيات بالمركز الثاني ويظل أمله قائما في التأهل عن طريق الملحق الأوروبي الفاصل الذي يشارك فيه الشهر المقبل. وضمن الماتادور الأسباني ظهوره في النهائيات للمرة العاشرة على التوالي فلم يغب الفريق عن النهائيات منذ 1974 ولا يتفوق عليه في هذا سوى منتخبات البرازيل والأرجنتين وألمانيا وإيطاليا. وأصبحت الفرصة سانحة أمام الماتادور الأسباني لتحقيق إنجاز تاريخي غير مسبوق حيث يستطيع البحث عن اللقب الرابع على التوالي في البطولت الكبيرة بعدما توج في السنوات الخمس الماضية بلقب بطولة كأس الأمم الأوروبية في 2008 و2012 وبلقب كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. وأجمعت وسائل الإعلام الأسبانية اليوم على أن الفريق تأهل بشكل رائع وأنه أسدل الستار على مسيرته في التصفيات بأداء أفضل كثيرا مما قدمه في المباراة التي تغلب فيها على نظيره البيلاروسي 2/1 يوم الجمعة الماضي في الجولة قبل الأخيرة من التصفيات. وذكرت صحيفة "موندو ديبورتيفو" الأسبانية في عنوانها اليوم "احذري يا برازيل ، الأبطال قادمون". وأوضحت "أسبانيا ستدافع عن عرشها في البرازيل". كما انهالت الإشادة من صحفة "آس" الأسبانية الرياضية على ألفارو نيجريدو مهاجم مانشستر سيتي الإنجليزي والذي سجل هدفا في كل من مباراتي بيلاروس وجورجيا. وذكرت الصحيفة "قد يكون نيجريدو هو الحل لمشكلة الهجوم التي تؤرق دل بوسكي.. إنه بحالة بدنية أفضل من ديفيد فيا ويتمتع بمستوى أفضل من فيرناندو توريس (مهاجم تشيلسي الإنجليزي) وروبرتو سولدادو (مهاجم توتنهام الإنجليزي)". ولم يستدع فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الأسباني كلا من توريس وسولدادو لهاتين المباراتين اللتين خاضهما الفريق في الأيام الماضية كما حرمت الإصابة ديفيد فيا من الانضمام لمعسكر الماتادور الأسباني لهاتين المباراتين. وفجر دل بوسكي المفاجأة عندما دفع بالمهاجم ميتشو نجم سوانسي سيتي الإنجليزي في التشكيلة الأساسية أمام المنتخب البيلاروسي لتكون أول مشاركة له في المباريات الدولية مع المنتخب الأسباني ولكن اللاعب فشل في ترك بصمة جيدة ولذلك لم يغادر مقاعد البدلاء طيلة المباراة الثانية أمام المنتخب الجورجي مساء أمس. وأوضح دل بوسكي أنه يستطيع الاستعانة بالمهاجم البرازيلي الأصل دييجو كوستا هداف أتلتيكو مدريد والدوري الأسباني هذا الموسم. وأكد كوستا /25 عاما/ لدل بوسكي قبل ثلاثة أسابيع رغبته في اللعب لأسبانيا ولكن لويز فيليبي سكولاري المدير الفني للمنتخب البرازيلي وضع اللاعب أمس الثلاثاء ضمن القائمة الأولية للأسماء التي يعتزم المشاركة بها في كأس العالم 2014 والتي ضمت 45 لاعبا مما قد يدفع كوستا لتغيير رأسه واختيار اللعب للبرازيل. كما يواجه دل بوسكي مشكلة أخرى تتعلق باختيار الحارس الأساسي الذي يدافع عن مرمى الفريق في الفترة المقبلة. ومنح دل بوسكي في لقاء المنتخب البيلاروسي إلى فيكتور فالديز حارس مرمى برشلونة ولكنه عاد للدفع بالحارس إيكر كاسياس من خلال مباراة الأمس على الرغم من عدم مشاركة كاسياس مع فريقه ريال مدريد في عام 2013 إلا نادرا. ويعيد هذا الوضع إلى الأذهان ما واجهه المدرب رون جرينوود خلال فترة قيادته للمنتخب الإنجليزي من 1977 إلى 1982 حيث اعتاد بشكل طبيعي على التناوب بين الدفع بالحارسين البارزين بيتر شيلتون وراي كليمنس بواقع مباراة لكل منهما دون أن يتخذ قرارا لتفضيل أحدهما على الآخر. وذكرت إذاعة "كادينا كوبي" الأسبانية "على دل بوسكي أن يتخذ قراره بالفعل بشأن المفاضلة بين الحارسين.. عليه أن يستقر سريعا على حارسه الأساسي". وربما يكون الشيء الوحيد الذي حسمه دل بوسكي بشكل قاطع في الآونة الأخيرة هو مستقبله مع الفريق حيث أعلن الاتحاد الأسباني أمس أن دل بوسكي /62 عاما/ سيظل في منصبه حتى 2016. وذكرت إذاعة "ماركا" الأسبانية "إنها أخبار رائعة. لا يمكننا أن نبحث بالفعل عن مدرب أفضل". وذكرت قناة "تيليشينكو" التلفزيونية "هذه الأنباء مبهجة وبنفس أهمية التأهل للمونديال.. المنتخب الأسباني محظوظ لأن لديه مدرب يتصف بالحكمة والخبرة مثل دل بوسكي".