منذ وقت ليس ببعيد، كان اسم ليوباردز في كرة القدم الأفريقية مرادفاً لمنتخب جمهورية الكونجو الديمقراطية. عام 1974، أصبح ليوباردز، عندما كان تحت اسم زائير، أوّل منتخب من جنوب الصحراء الكبرى يتأهل إلى كأس العالمFIFA. مع ذلك، وفي الآونة الأخيرة، سرق ناد عادي من الكونجو المجاورة الأضواء وخطف عباءة الرعب في المنطقة. يتّخذ من دوليسي في الجزء الغربي في البلاد مقراً له، وأصبح ليوباردز الموسم الماضي أول فريق من الكونجو يحرز المسابقة الرديفة كأس الإتحاد الأفريقيCAF، وهذا الموسم أصبح على بعد مباراة من أن يصبح أول فريق في البلاد يبلغ نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا. بُنيت أسس نجاحه عام 2011، عندما استُقدم المدرب جوزيف ماريوس أوموج، وتحدّث موقعFIFA.com مؤخراً مع الرجل الذي يدين له الفريق بنجاحاته. في موسمه الأول مع النادي، قاد أوموج الفريق إلى التتويج بلقب الكأس المحلية. كانت بداية قصة خرافية لسنتين في مختلف البطولات الأفريقية، ليصبح أول فريق كونجولي يحرز لقباً قارياً منذ 1974، عندما نجح كارا برازافيل باحراز لقب كأس الأبطال. تابع المشوار الجيد هذا الموسم بتألقه في دوري الأبطال والتي تأهل لها بعد تتويجه بلقب الدوري لأول مرة في تاريخه الموسم الماضي. انتصارات في ثلاثة أدوار اقصائية، بينها قلبه تأخره 4-1 أمام كانو بيلرز النيجيري ثم تخطي وفاق سطيف الجزائري بركلات الترجيح، وضعته في دور المجموعات حيث انتصر على حامل اللقب 5 مرات الزمالك المصري وأورلاندو بايريتس بطل 1995. يملك ليوباردز 7 نقاط من 5 مباريات ويتقاسم المركز الثاني مع بايريتس. فوزه على الفرسان البيض في الجولة الأخيرة سيدفع للإحتكام إلى المواجهات المباشرة، وقد يتأهل حتى بحال خسارته إذا خسر بايريتس على أرضه أمام الأهلي. ويقول أوموج، الذي أمضى عدة سنوات في ألمانيا مع أندية مغمورة وعمل مساعداً لمدري المنتخب الوطني في بلده الكاميرون عندما كان وينفريد شايفر في منصب المدير الفني، أن فريقه يستحق المكانة التي وصل اليها "نحن في مجموعة قوية، والفريق قدم أداءاً جيداً للبقاء في المنافسة. لقد دفعنا بلاعبين جدد هذا الموسم ساهموا بتقوية الفريق." بالرغم من أنه درّب الأسود غير المروضة لفترة انتقالية بالإضافة إلى عدة أندية كاميرونية، يمكن ملاحظة الفترة التي أمضاها مساعداً لشايفر في ألمانيا وأوروبا حيث نال أيضاً شهادته التدريبية، في مختلف نواحي عمل أوموج. لا يتحدّث الألمانية فقط، بل نقل إلى ليوباردز الملامح التي جعلت من الكرة الألمانية قوية وشرح قائلاً "هناك نواح في طريقة لعب الفرق الألمانية أوصلتها إلى القمة. يتمتعون بانضباط كبير ولا يستسلمون. هذا أمر يتمرن عليه فريقي. لكن بالطبع، نستغل موهبتنا الأفريقية. لاعبو فريقي يتمتعون بموهبة تقنية وندمج الطريقتين: الدقة الألمانية والموهبة الأفريقية." بحاجة لقوة خارج ملعبه عامل آخر لعب دوره في نجاح ليوباردز هو قوته في دوليسي، حيث خسر مرتين فقط في 19 مباراة أفريقية. لكن نتائجه خارج ملعبه كانت أقل تأثيراً، إذ فاز مرّة واحدة فقط في 18 مباراة. فوزه الأخير خارج أرضه يعود إلى أبريل 2012، عندما تغلب على الصافقسي التونسي 2-0 ليقلب تأخره 2-1 ذهاباً. ويتطلّع النادي إلى الفوز في مصر أمام عملاق قاري، ويزيد من صعوبة ذلك سجلّه السلبي خارج أرضه وهي المشكلة التي يدركها أوموج حيث قال "تحدثت مع لاعبي فريقي عن أدائنا خارج أرضنا، وهم جاهزون للتحدي. سنذهب إلى مصر بروح إيجابية باحثين عن الفوز. بالطبع نأمل أن يعود الأهلي بالفوز من جنوب أفريقيا أمام بايريتس، لكننا لن نتفرّج ونعوّل على ذلك. يجب أن نخوض مباراتنا وعندها يمكننا الفوز." ولن تضع بطاقة التأهل إلى نصف نهائي المسابقة الأفريقية الأولى ليوباردز في دائرة الضوء فقط، بل ستوصل أوموج إلى حلقة المدربين الصاعدين بقوة. أمر لا يشغل به باله كثيراً إذ لا يزال الموسم في أوله "في الوقت الحالي، أركّز فقط على دوري الأبطال. نحن في موقع جيد قبل مباراتنا الأخيرة، ونتطلع إلى موقع في المربع الأخير." سيسافر ليوباردز إلى مصر لمباراة نهاية الأسبوع، الأخيرة في دور المجموعات. وسينطلق نصف النهائي في أكتوبر والفائز من مباراتين يخوص النهائي في نوفمبر لمقعد مؤهل إلى كأس العالم للأندية FIFAفي المغرب في نهاية العام.