يبحث منتخب ايطاليا عن الثأر ورد الاعتبار من نظيره الاسباني الذي سحقه برباعية نظيفة في نهائي كأس امم اوروبا 2012 لكرة القدم في اوكرانيا وبولندا، عندما يواجهه اليوم في فورتاليزا ضمن الدور نصف النهائي من بطولة كأس القارات المقامة راهنا في البرازيل حتى 30 من الشهر الجاري. وكانت اسبانيا حققت في 2012 لقبها الكبير الثالث على التوالي بعد كأس امم اوروبا 2008 وكأس العالم 2010، ونصّبت نفسها زعيمة كبرى على كرة القدم العالمية. ويتابع «لا فوريا روخا» مشواره في المسابقة الحالية على الايقاع ذاته، فحقق 3 انتصارات في منافسات المجموعة الثانية ضمن الدور الاول على حساب الاوروغواي 2-1 وتاهيتي 10-صفر (رقم قياسي في بطولات «فيفا») ونيجيريا 3-صفر، فيما حلت ايطاليا وصيفة للمجموعة الاولى بفوزين على المكسيك 2-1 واليابان 4-3 وخسارة امام البرازيل 2-4. لكن ما يزيد من محنة الطليان تعرض تشكيلة المدرب تشيزاري برانديللي لعدة اصابات ابرزها الهداف ماريو بالوتيللي في فخذه وقد عاد الى بلاده حيث سيعالج من قبل اطباء ناديه ميلان. وارتفعت حظوظ المخضرم البرتو جيلاردينو مهاجم بولونيا للحلول بدلا من «سوبر ماريو». ويتوقع ان يتعافى لاعبا الوسط اندريا بيرلو وريكاردو مونتوليفو قبل مباراة اليوم، اذ غاب الاول عن مباراة البرازيل لاصابة في ربلة ساقه، فيما تعرض مونتوليفو لضربة على رأسه في المباراة عينها. وردا على سيطرة محتملة لاسبانيا على مجريات اللعب، اعتبر برانديللي ان ايطاليا يجب ان «تكون خلاقة» من الناحية التكتيكية لمواجهة ابطال العالم. وذكرت الصحافة الايطالية ان مدرب فيورنتينا السابق سيعتمد خطة 3-5-2، وبالتالي على دفاع يوفنتوس حامل لقب الدوري متمثلا بجورجيو كييليني وليوناردو بونوتشي واندريا بارزاغلي. وساعدت هذه الخطة ايطاليا على التعادل 1-1 مع اسبانيا في الدور الاول من «يورو 2012»، قبل ان يغير برانديللي خطته الى اربعة مدافعين ويخسر النهائي في كييف بالأربعة. ويسعى برانديللي الى التعامل مع المواجهة المرتقبة بكثير من العقلانية والاحترافية. وأوضح أنه قد «يجرب شيئا مختلفا» على أمل الوصول الى النهائي. ولا يعير برانديللي كثيرا من الاهتمام لنهائي «يورو 2012» لكنه ينظر بشكل أكبر الى المباراة الاولى بين الفريقين في الدور الاول في غدانسك (1-1) والتي شهدت مفاجآت خططية من الجانبين حيث أثار فيسنتي دل بوسكي مدرب اسبانيا جدلا واسعا بعدم الاعتماد على مهاجم صريح ووضع رأس الحربة فرناندو توريس على مقاعد البدلاء ودفع بفرانشيسك فابريغاس في خط المقدمة بمفرده كمهاجم متأخر غير صريح وهو ما كرره في النهائي. في المقابل، دفع برانديللي بنجم خط الوسط دانييلي دي روسي في قلب الدفاع الذي تألف من ثلاثة لاعبين فقط خلف خماسي خط الوسط بينما اعتمد على بالوتيللي وأنطونيو كاسانو في الهجوم. وحظي المنتخب الأسباني في تلك المباراة على نسبة استحواذ كبيرة على الكرة بلغت 60 في المئة مقابل 40 لايطاليا لكن الأخيرة تسببت بمشاكل عدة لفريق دل بوسكي كما كانت البادئة بالتسجيل عن طريق أنطونيو دي ناتالي قبل أن يعادل فابريغاس. وفي النهائي، عاد برانديللي للعب بأربعة مدافعين وعاد دي روسي الى خط الوسط وحظي الطليان بالفعل باستحواذ أكبر على الكرة بلغت نسبته 48 في المئة لكن المنتخب الأسباني حسم اللقاء برباعية نظيفة. وبغض النظر عن لجوء برانديللي الى اجراء تغييرات خططية أو عدم اجراء مثل هذه التعديلات، فانه سيكون بحاجة الى ايجاد البديل المناسب لبالوتيللي. من جهتها، تعاني اسبانيا من اصابة فابريغاس لاعب برشلونة وروبرتو سولدادو مهاجم فالنسيا خلال مباراة نيجيريا الاخيرة في الدور الاول. وتدرب اللاعبان بمفردهما الثلاثاء في فورتاليزا. ويتعين على دل بوسكي ان يقرر هوية حارس المرمى الاساسي بعدما جرب ايكر كاسياس (ريال مدريد) في الاولى وبيبي رينا (ليفربول الانكليزي) في الثانية وفيكتور فالديز (برشلونة) في الثالثة. ولم تخسر اسبانيا اي مباراة في مسابقة رسمية منذ سقوطها امام سويسرا 1-صفر في الدور الاول من كأس العالم 2010 في جنوب افريقيا. لكن لاعب وسط ايطاليا كلاوديو ماركيزيو يعتقد ان ايطاليا تملك الاسلحة اللازمة لضرب الارمادا الاسبانية: «هم الفريق الاقوى، الابطال، فازوا بكل شيء، لكننا لا نلعب كي نخسر... اسبانيا لم تتغير كثيرا، نعرف اسلوبهم جيدا. نغير احيانا تكتيكنا لكننا عادة نلعب بطريقة مماثلة». وتنوي اسبانيا اكمال تشكيلتها من الالقاب بعد احرازها الذهبية الاولمبية على ارضها في برشلونة 1992 وكأس أمم أوروبا وكأس العالم. واللافت ان تاريخ مواجهات المنتخبين يشهد تعادلا كاملا، اذ فاز كلاهما 8 مرات مقابل 11 تعادلا، وسجل كل منتخب 30 هدفا. وتواجه المنتخبان للمرة الاولى العام 1920 في العاب أنفير الاولمبية حيث فازت اسبانيا 2-صفر في الدور نصف النهائي، عندما كانت تضم في صفوفها العملاقين الحارس ريكاردو زامورا والمهاجم رافايل مورينو ارانزادي الملقب «بيتشيشي»، واللذين تركا اسميهما على جائزة افضل حارس وافضل هداف في الدوري المحلي حتى اليوم. يذكر ان مباراتي تحديد صاحب المركز الثالث والنهائي تقامان الاحد المقبل.