مع بدء العد التنازلي للشهر الأخير قبل انطلاق فعاليات بطولة كأس القارات ، تسعى البرازيل لاتخاذ خطوات واسعة على طريق الانتهاء من الاستعدادات في الاستادات والبنية الأساسية قبل انطلاق فعاليات البطولة بينما تواجه موجة من الاحتجاجات الشديدة ممن سيتركون منازلهم لفتح الطريق أمام مشروعات التحديث. ومن بين الاستادات الستة التي تستضيف مباريات البطولة ، افتتحت أربعة استادات فقط وهي الاستادات الموجودة بمدن بيلو هوريزونتي وفورتاليزا ورسيف وسالفادور دي باهيا بينما لا يزال العمل دائرا في الاستاد الوطني بالعاصمة برازيليا واستاد "ماراكانا" الأسطوري في مدينة ريو دي جانيرو حيث دخل العمل مرحلته الأخيرة في كل من الاستادين. ورغم زوال القدر الأكبر من شكوك ومخاوف عدم اكتمال العمل في الاستادات ، جاء التأخير المتكرر في إنشاء وتجديد الاستادات التي تستضيف البطولة ليقلص من الفترة المتاحة لاختبار هذه الاستادات وحل المشاكل المحتمل حدوثها قبل فعاليات البطولة التي تستضيفها البرازيل من 15 إلى 30 يونيو المقبل. كما تسير الأعمال والاستعدادات في المناطق المجحيطة بالاستادات بإيقاع بطيئ ولن تنتهي في الوقت المحدد لها مما سيطيح بفرصة اختبار هذه الأماكن التي ستستقبل الجماهير من كل مكان بالعالم لمتابعة فعاليات هذه البطولة التي يشارؤك فيها ممثلون من القارات الست وتمثل "بروفة جادة" لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل. وبعد زيارة استاد "ماراكانا" ومتابعة الأعمال الدائرة فيه ، اعترف جيروم فالكه سكريتر عام الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بوجود تأخير في الاستعدادات ولكن قلل من حجم المشكلة قائلا "إذا لم تكن الاستعدادات كلها بنسبة 100 بالمئة في المنطقة المحيطة بالاستادات فلن يعني هذا نهاية العالم". وأشاد فالكه أيضا بأعمال الإصلاحات في الاستاد الوطني ببرازيليا والذي يفتتح رسميا في 25 مايو الحالي بسبب التأخيرات في عملية فرش أرضية الملعب نتيجة الأمطار الغزيرة التي هطلت في الأسابيع الماضية على العاصمة البرازيلية. ورغم مجاملات فالكه ، ذكر تقرير نشره موقع "جي1" البرازيلي الإخباري على الانترنت أن الاستادات ستكون الشيء الوحيد الذي سيختبر في كأس القارات. وفي بيلو هوريزونتي ، على سبيل المثال ، لم تكتمل أعمال التوسعة والتحديث في مطار "كونفينس" كما يعمل نظام "الجيل الابع" في الهواتف بشكل متذبذب وغير مستقر إضافة لبعض التأخيرات في أعمال أخرى. وتتكرر مشاكل مشابهة في المدن الخمس الأخرى التي تستضيف مباريات البطولة مثل مدينة رسيف التي لم تجهز الشبكة الكافية من الفنادق لاستقبال الزائرين المنتظر توافدهم خلال فترة البطولة. وفي ريو دي جانيرو ، التي تستضيف المباراة النهائية للبطولة وكذلك نهائي كأس العالم 2014 كما تستضيف فعاليات دورة الألعاب الأولمبية المقررة عام 2016 ، أسفرت استعدادات المدينة لهذه الأحداث موجة من الاحتجاجات بسبب نقل السكان متواضعي الحال من المناطق التي تشهد عمليات التحديث وإقامة المنشآت الرياضية والطرق الجديد. وذكرت تقارير في البرازيل أن أعمال التحديث والتطوير في ريو دي جانيرو استعدادا للبطولة وأولمبياد 2016 أسفرت عن إجلاء نحو 8350 عائلة. وذكرت دراسة ، أجراها أساتذة بالجامعة الفيدرالية في ريو دي جانيرو ، أن أعمال الإجلاء لا تهدف فقط إلى توفير المساحات التي تتطلبها أعمال التحديث والتوسعة وإقامة المنشآت الرياضية وإنما تسعى أيضا إلى إبعاد الفقراء ومتواضعي الحال من هذه المناطق ذات القيمة العالية حاليا لإتاحة الفرصة أمام استثمارات في هذه المناطق. ونفى مجلس مدينة ريو دي جانيرو وجود أي دوافع لقتصادية وتجارية وراء إجلاء العائلات التي تقطن هذه المناطق.