أحمد حجازى للأهرام الرياضى من إيطاليا: طموحاتى فى الاحتراف بلا حدود

توقيت إصابتى سيئ لكنها قضاء وقدر
هدفى الأول مع فيورنتينا تمنيته ولم أتوقعه
يلقبوننى "نيستا المصرى".. والاحتراف المبكر أفادنى جدًا
المنتخب الأول نجح رغم الصعاب وشباب الفراعنة حققوا المستحيل
الإعلام الغربى يضخم أحداث مصر والإعلام المصرى السبب
دورى الحظر فى مدن القناة يعكس خفة دم المصريين


فى تمام التاسعة والنصف صباحا بتوقيت إيطاليا استقللت القطار من محطة "ميلانو رودريجو" بمدينة ميلانو قاصدا مدينة فيرينسا التى يقع بها مقر نادى فيورنتينا الذى يضم بين صفوفه المحترف المصرى أحمد حجازى، وبعد ساعة ونصف وصل القطار محطة "فيرينسا سانتا ماريا" ومنها استقللت التاكسى حتى مقر النادى، وهناك كان فى استقبالى سينيور "لوكا فرانشيسكو" المسئول الإعلامى للنادى الذى رحب بى وقادنى إلى حيث يتلقى اللاعب تدريباته العلاجية بسبب إصابته الأخيرة.
حجازى طلب منى أن ننتهى من الحوار قبل أى شىء حتى نتفرغ لجولة حرة فى شوارع وميادين مدينة فيرينسا، وبعد 35 دقيقة هى مدة الحوار أصر حجازى على تناول الغداء فى أحد المطاعم الشهيرة بالمدينة والذى يملكه أحد المصريين الذى ينتمى لمدينة الإسماعيلية بالتحديد، وهناك وجدت كل العاملين من أبناء مدينة الإسماعيلية وكان ذلك سببا فى التفاخر بوجود حجازى فى نادى فيورنتينا وفى المدخل وجدت قصاصات بعض الصحف الإيطالية التى كتبت عن حجازى بالإضافة إلى صور كل لاعبى "الفيولا" وهو الاسم المعروف به فيورنتينا ويعنى البنفسجى.
وبعد تناول الغداء توجهنا إلى وسط المدينة فى جولة حرة وحكى لى حجازى أنه يعشق الوجود فى الشوارع والميادين كلما سمحت الظروف بسبب هدوئها الشديد وأيضا لعراقة المدينة التى تعج بالآثار الرومانية القديمة وأيضا لانتشار الفنانين سواء فى الرسم أو فى الموسيقى.. وأثناء التجول كانت الجماهير الإيطالية من عشاق الفيولا تتعرف حجازى ويستوقفونه للحديث معه عن إصابته وعن مستقبله فى النادى قبل التقاط الصور التذكارية معه:

** حدثنا عن آخر أخبار إصابتك بالرباط الصليبى فى مباراة سامبدوريا ومتى تعود للملاعب؟
الحمد لله أنا الآن أفضل خاصة بعد أن أجريت العملية الجراحية وحاليا أخضع لنظام علاجى وأسير فيه بشكل جيد، وبحسب كلام الأطباء أكدوا لى فى خلال أسبوعين من الآن متى أعود للملاعب وكيف تسير الأمور بالنسبة لإصابتى إلا أنهم أكدوا لى أن حالتى تبشر بالخير.
** تردد أن النادى كان ينوى إجراء العملية الجراحية فى ألمانيا أو إنجلترا فما صحة ذلك؟
هذا كلام غير صحيح لأننى أجريت العملية فى روما وأجراها لى الدكتور بروفسيور مايانى وهو من أفضل الأطباء المتخصصين فى هذا المجال فى كل أوروبا.
** هل ترى أنك سيئ الحظ لأن الإصابة لحقت بك فى وقت مبكر مع فيورنتينا؟
الإصابة فى المقام الأول أمر إلهى وأنا راض به لكننى حزنت لأنها جاءت فى توقيت سيئ بالنسبة لى حيث بدأت أشارك فى المباريات وتألقت وسجلت هدفا لتأتى الإصابة لتؤجل أحلامى مبكرا.
** عقب الإصابة قام زملاؤك فى مباراتهم ضد روما بتدعيمك نفسيا ومعنويا عندما حملوا لافتة تقول "حجازى وبيتزارو.. إلى الأمام يا رجال" فكيف كان مردود ذلك عليك؟
بالطبع أمر أسعدنى جدا خاصة أننى منذ لحظة وجودى فى الفريق وأنا حريص على توفر علاقات جيدة مع كل اللاعبين ومسئولى النادى وكان ذلك سببا فى وقوفهم إلى جانبى حتى إنهم آزرونى فى المستشفى ولم يغب أحد منهم وهو ما رفع من معنوياتى بشكل كبير فى أصعب أوقاتى فى فيورنتينا.
** وماذا عن نصيحة المدرب مونتيلا لك عقب الإصابة؟
المدرب مونتيلا اسم كبير فى الكرة الإيطالية وفى النادى يعتبر ربما أشهر من اللاعبين وعقب إصابتى زارنى فى المستشفى حتى قبل مباراة الفريق ضد روما برغم أهميتها فإنه طلب منى سرعة العودة لأن الفريق يحتاج إلى كل لاعبيه وأكد لى أنه يثق فى تماما.
** وكيف كان شعورك لحظة تسجيلك أول أهدافك مع الفريق فى مباراة ستابيا فى كاس إيطاليا؟
بالطبع هدف غال ويمثل لى الكثير خاصة أننى قبلها لم أكن أشارك فى المباريات وفى أول مشاركة حقيقية لى حيث لعبت أساسيا أتمكن من تسجيل هدف فذلك ما أسعدنى جدا ولمست حتى السعادة فى وجوه كل زملائى الذين عبروا لى عن فرحتهم الشديدة بهدفى الأول مع الفريق، وتمنوا أن يكون بداية لسلسلة من أهداف أخرى.
** كمدافع هل توقعت تسجيل الهدف؟
بصراحة لا لكننى تمنيته ثم إننى متعود على تسجيل الأهداف لأننى كثيرا ما أتقدم للأمام لمعاونة زملائى حتى وفقنى الله فى المباراة وسجلت أول هدف لى مع الفريق.
** عقب هذه المباراة تم اختيارك أفضل لاعب من يورو سبورت فكيف كان مردود ذلك عليك؟
أيضا أمر جيد لأنها كما سبق وذكرت أول مباراة لى ومع ذلك ظهرت بشكل طيب مما جعل الكل يشيد بى.
** فى مدينة فيرينسا الإيطالية كيف يقضى أحمد حجازى يومه؟
هى مدينة رائعة وهادئة وليست بها أى مشكلات ولا حتى الزحمة وتشبه إلى حد كبير الإسماعيلية وأنا سعيد بالعيش فيها وأحرص على التمتع بشوارعها وميادينها خاصة أنها مدينة معروفة على مستوى أوروبا والكل يأتى لزيارتها لدرجة أن عدد الإيطاليين بها أقل بكثير من زوارها.
** وهل لك أصدقاء تتواصل معهم فى فيرينسا؟
بشكل عام علاقاتى جيدة مع كل عناصر الفريق وتجمعنا دائما المناسبات خاصة اللاعب المغربى منير الحمداوى بالإضافة إلى وجود أصدقاء مصريين كنت أعرفهم من الإسماعيلية وهم يعملون هنا وأعتبر احترافى فرصة جيدة للتواصل معهم.
** وهل تعلمت اللغة الإيطالية أم لا؟
منذ أول أيامى فى الفريق حرص مسئولو النادى على توفير مدرس يعلمنى اللغة الإيطالية وهو ما أفادنى بمرور الأيام وأستطيع الآن الحديث إلى حد ما بالإيطالية وأفهم ما يطلبونه منى.
** أطلقوا عليك لقب "نيستا المصرى" فلماذا؟
فى الحقيقة لا أعرف وإن كنت أعتقد أن وجه الشبه فى الطول والشكل هو السبب فى هذا اللقب لكننى بالطبع أحترم نيستا وأعتبره لاعبا كبيرا، وشرف لى أن يشبهونى به وأتمنى أن أشبهه فى اللعب وليس الشكل فقط.
** ذكرت أن باولو مالدينى هو معشوقك الأول فى الكرة الإيطالية؟
منذ الصغر وأنا أعرف أن مالدينى لاعب رائع وأعتبره مثلى الأعلى فى أمور كثيرة منها أسلوب لعبه وأيضا شخصيته فى الملعب، كما أنه لاعب وفى لم يغير فريقه إيه سى ميلان حتى اعتزل الكرة وهو أمر يحسب له.
** حدثنا عن أحلامك وطموحاتك مع الفيولا؟
عندما انتقلت للفريق كانت أحلامى تتمثل فى إثبات ذاتى وهو ما لم يتحقق بسبب الإصابة وأتمنى أن أحقق ذلك يوما ما عقب العودة من الإصابة ووقتها سأتحدث عن أحلامى وطموحاتى بما يتناسب وكل مرحلة، لكننى أحرص على أكون خير سفير لنفسى ولبلدى مصر.
** وهل طموحك يتوقف عند الدورى الإيطالى أم هناك دورى آخر يستهويك؟
طموحاتى بلا حدود وليس لها سقف لكننى أسير بطريقة الخطوة خطوة لكنى الآن مصاب ويتوجب علىّ أن أنتظر لما بعد العودة والبحث عن إثبات الذات وبعدها يمكن الحديث عن أحلامى المستقبلية، تماما كما حدث مع منتخب مصر حيث لعبت للشباب والأوليمبى ثم المنتخب الأول ولا يجب أن ننسى أننى ألعب فى فريق كبير هو المصنف الرابع فى الكرة الإيطالية.
** وكيف ترى الاحتراف فى سن صغيرة ومبكرة مثلما حدث معك؟
بالطبع مفيد جدا وفى رأيى أنه لا يفيد أن يحترف اللاعب وهو كبير فى السن لأنه سيتعطل كثيرا وعندما يتألق سيكون عمره تقدم ولن يسعفه الوقت لتحقيق أحلامه وطموحاته، لذلك فالاحتراف المبكر أفضل كثيرا للاعب، بدليل ما يحدث فى دول أوروبا المتقدمة كرويا.
** كيف ترى الفارق بين الدورى المصرى ونظيره الإيطالى فى وجهة نظرك؟
الفروق كبيرة وكلها تصب فى مصلحة الدورى الإيطالى لأن أول شىء يحرصون عليه هنا هو النظام والالتزام به بعكس ما يحدث فى الكرة المصرية، وهنا كل شىء مرتب إلى أقصى درجة بالإضافة إلى أن لغة البيزنس عالية فى دوريات أوروبا بعكس دورينا، كما أن الدولة نفسها متقدمة ومن دول العالم الأول وهو ما يفيدهم فى كرة القدم وهى أمور غير موجودة للأسف فى مصر.
** ما هو الحوار الذى يدور بينك وبين زملائك عن مصر سواء رياضيا أو سياسيا بسبب الأحداث التى تجرى حاليا فى مصر؟
للأسف أغلب الحوارات تكون عن المشكلات التى تحدث فى مصر حاليا لدرجة أننى كنت فى مصر يوم 25 يناير الماضى ووجدت كل زملائى يتصلون بى للاطمئنان علىّ ويطالبوننى بأن أبتعد قدر الإمكان عن الأحداث والمحافظة على نفسى وعلى أهلي، وبالنسبة للكرة فإنهم يسألوننى دائما عن الكرة المصرية وكيف تسير.
** بصراحة هل ترى أن الإعلام الغربى يضخم من الأحداث فى مصر؟
قبل الإعلام الغربى أرى أن إعلامنا نفسه يضخم من الأمور وبالتالى كيف سيتحدث الإعلام الغربى، والحقيقة أن الإعلام يبحث عن الخبر وعندما يجد مثلا 100 شخص يتظاهرون فإنه يصورهم فيظهر للناس وكأن أعدادا كبيرة تفعل ذلك وهو للأسف الحال الذى نعيشه مع أن الحقيقة غير ذلك، ولا يجب أن ننكر أن هناك مشكلات لكن لا يصح تضخيمها.
** مؤخرا كيف تابعت زملاءك السابقين فى منتخب الشباب وما حققوه فى الجزائر فى بطولة الأمم الأفريقية؟
بالطبع أمر جيد خاصة أنهم زملائى وأنا من أكثر الناس الذين لمسوا قيمة إنجازهم لأننى أعرف أن المدرب ربيع ياسين فعل كل ذلك بدون أية إمكانات ولا أى اهتمام إعلامى، بل إنه واجه الكثير من المشكلات لذلك كانت سعادتى بما حققوه كبيرة جدا وعقب كل مباراة أقوم بالاتصال بهم وتهنئتهم على ما فعلوه.
** وماذا عن الفوز الصعب لمنتخب مصر الأول على زيمبابوى فى تصفيات المونديال؟
أحب أن أقول أولا إن الجهاز الفنى للمنتخب كان على تواصل كبير معى طوال فترة إصابتى وهو ما رفع من معنوياتى أيضا وأشكرهم على ذلك، أما بخصوص مباراة زيمبابوى يجب أن نقدر أولا ما تعرضت له الكرة المصرية منذ كارثة بورسعيد حيث توقف النشاط لمدة عام مما أثر على كل الفرق بما فيها منتخب مصر لذلك المهم أن الفوز تحقق حتى ولو كان صعبا خاصة أن المنتخب خسر مبارياته الودية الأخيرة وتعرض لسلسلة من الهجوم عليه فى الفترة الأخيرة، ولذلك أرى أن المنتحب تفوق على نفسه وحصد رصيد النقاط كاملا وليس مطلوبا منه أفضل من ذلك وفى النهاية المهم هو النتيجة وليس الأداء.
** وكيف ترى مسيرة المنتخب المقبلة فى تصفيات المونديال خاصة أن الدور المقبل هو الأهم والأصعب فى حال تأهلنا لهذه المرحلة؟
بعد أن يتأهل المنتخب للدور النهائى للتصفيات يجب أن يتحد الكل لأنها فرصة جيدة ورائعة للوصول للمونديال وربما أكثر من أى مرة مضت ويتوجب علينا أن نساند المنتخب سواء كان إعلاما أو مدربين أو جمهورا لأن الهدف كبير وكلنا نتمناه.
** وكيف ترى عودة الدورى مرة أخرى برغم الأحداث السياسية؟
قرار رائع وضرورى وفى توقيته لأن توقف النشاط يعنى نهاية جيل كامل من أفضل أجيال الكرة المصرية كما أن عودة الدورى تعطى صورة جيدة عن أن الأمور تسير فى مصر بشكل طيب لأن توقف النشاط يوحى للعالم الخارجى بأن مصر غير آمنة وهو شىء خطير، حتى ولو بدون جمهور فالمهم أن يعود ولتكن عودة الجماهير فى وقت لاحق، وهناك أمر مهم وهو مصلحة المنتخب الأول لأن وجود دورى منح الجهاز الفنى فرصة جيدة لاختيار أكبر عدد ممكن من اللاعبين بعكس السابق عندما كانت الاختيارات من اللاعبين المحترفين وبعض الأندية التى تشارك فى أفريقيا لكن الآن الوضع أفضل وهو ما نتمناه جميعا.
** كيف ترى مسيرة الإسماعيلى فى الدورى؟
الإسماعيلى ينافس على البطولة الحالية وهو مع الزمالك الأقرب للتأهل عن مجموعتهما لكن تبقى مشكلة أنه فريق نفسه قصير وأتمنى أن تكتمل المسيرة حتى النهاية خاصة أن الفريق يسير بخطى جيدة أفريقيًا وعربيًا إلى جانب الدورى.
** كيف تتابع الأحداث السياسية الأخيرة فى مصر؟
أنا غير متهم بالسياسية لكننى كمواطن مصرى حزين لما يحدث فى بلادى خاصة أن غياب الاستقرار يؤثر علينا جميعا ويجب أن نتفق جميعا على مصلحة البلاد لأنها تخدمنا جميعا.
** أخيرا.. أثناء حظر التجول أقامت محافظات القناة دورى الحظر فكيف رأيته؟
تصادف وجودى فى مصر وقت حظر التجول لكننى لم أشارك فيه بسبب إصابتى ومع ذلك كنت أرى أن الناس عبروا عن رفضهم لقرار الحظر بعمل لطيف وليس فيه أى عنف فلجأوا إلى ممارسة كرة القدم وهو أمر مشروع ويبين خفة دم المواطن المصرى.