يسعى كوري جاميرو لأن يحذو حذو سلسة من المهاجمين الأستراليين الذين تألقوا في نهائيات كأس العالم تحت 20 سنة عندما يشارك في صفوف منتخب بلاده في العرس العالمي الكروي المقررة في تركيا في يونيو المقبل بمشاركة 24 منتخباً. سطع نجم ديفيد ميتشيل، فرانك فارينا وجيم باتيكاس في نسخات سابقة من هذه البطولة عندما كانت تعرف بتسمية كأس العالم للشباب. في المقابل، فرض مارك فيدوكا وكوستا سالاباسيديس نفسهما أيضاً في النهائيات عندما أنهيا البطولة من بين أفضل الهدافين في قطر 1995 وماليزيا 1997 على التوالي. لكن أفضل إنجاز حققه لاعب أسترالي، يبقى حصول مارك كوساس على الكرة الذهبية لأفضل لاعب في صفوف منتخب بلاده في باكورة مشاركات أستراليا عام 1981. أما جيل عام 2013 فيسعى إلى كتابة التاريخ بدوره. سيقود جاميرو خط الهجوم وهو يثق بقدراته تماماً في ترك بصمة في تركيا. وتؤكد الإحصائيات الخاصة به اقوال هذا المهاجم الذي يلعب في صفوف فولهام. وللمفارقة، فإن جاميرو سجل أهداف استراليا الستة جميعها في طريق فريقه إلى الدور نصف النهائي من بطولة آسيا تحت 19 سنة AFCليضمن بطاقة التأهل إلى تركيا 2013. أما التحدي الجديد له، فيتمثل بنقل عدوى ميزته التهديفية من المسرح القاري إلى العالمي. استغلال الفرص: كانت التصفيات الآسيوية التي نظمتها الإمارات في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي فرصة لجاميرو وزملائه في التألق على المسرح الدولي وقال المهاجم لموقع الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا": "كانت المرة الأولى التي أدافع فيها عن ألوان أستراليا بشكل حقيقي بعد أن كنت في كولومبيا مهاجماً ثانياً ولم أحصل على فرصة للمشاركة في أي دقيقة. وبالتالي كان من الضروري بالنسبة إلي أن أخوض التصفيات واللعب بشغف كبير." تغيرت أمور كثيرة منذ أن لزم جاميرو مقاعد اللاعبين الإحتياطيين عندما كان في الثامنة عشرة من عمره في كأس العالم تحت 20 سنة في كولومبيا قبل سنتين. وبعد اهتمام ليفربول بالحصول على خدماته، قام اللاعب الشاب بقفزة نوعية عندما ترك الأجواء الهادئة لمدينة وولوجونج الساحلية (90 دقيقة جنوب سيدني) إلى الأضواء الصاخبة لمدينة لندن حيث وقّع عقداً مع فولهام. وضرب جاميرو بقوة في كرافين كوتيج حيث ساهم في تحقيق نجاحات كثيرة لأكاديمية النادي وتحديداً إحراز اللقب العام الماضي. لكنه قام بتجربة غير ناجحة في صفوف أيندهوفن الهولندي قبل بضعة أشهر حيث لم يحصل على وقت كاف للعب ثم أصاب جاميرو نجاحاً في صفوف ويلينجتون فينيكس في الدوري الأسترالي المعار إليه. تحد مثير: أسفرت قرعة تركيا 2013 عن وقوع أستراليا إلى جانب الدولة المضيفة والسلفادور وكولومبيا في المجموعة الثالثة. يبدو التحدي مثيراً لمنتخب الشباب الأسترالي، لكن جاميرو يؤكد ثقته الكبيرة بزملائه. وخلافاً لمنتخبات أسترالية سابقة في هذه الفئة العمرية، فإن لاعبين عدة في الفريق الحالي يلعبون أساسيين في صفوف فرقهم. ويشرف على تدريب الفريق بول أوكون الذي يملك خبرة في كأس العالم تحت 20 سنة FIFAأكثر من أي لاعب أسترالي آخر بعد أن حمل شارة القيادة عندما بلغ فريقه الدور نصف النهائي في البرتغال عام 1991 قبل أن يخسر أمام منتخب الدولة المضيفة الذي كان يعج بالنجوم. ويتمتع أوكون بثقافة كروية عالية ما سمح له باللعب في صفوف لاتسيو وفي الدوري الإنجليزي الممتاز. ويستمتع جاميرو باللعب بإشراف أوكون خصوصاً بأن أسلوبه يتناسب مع أسلوب لعب الفريق ويقول في هذا الصدد "باولو يريد دائماً تقديم كرة قدم جميلة، يشجعنا على إجادة بناء الهجمات من الخلف ويسمح لنا بالتعبير عن أنفسنا داخل الملعب وهذا أمر جيد." وتابع المهاجم البالغ من العمر 20 عاماً "الأسلوب الذي نعتمده يناسب آداء اللاعبين وهذا أمر نادر. في بعض الأحيان (في فرق مختلفة)، يلعب بعض اللاعبين في غير مراكزهم الأصلية. في الوقت الحالي كل لاعب يلعب في مركزه الأصلي حيث هو الأقوى." ويشيد جاميرو المولود من أب برتغالي وأم تملك جذوراً بريطانية بالخدمات التي يتلقاها من خط الوسط من أمثال تيري أنتونيس ومصطفى أميني بالإضافة إلى التفاهم الكبير مع صديقه وزميله في فولهام رايان ويليامز. وختم "نملك فريقاً جيداً وأعتقد بأننا نستطيع الذهاب إلى كأس العالم بثقة عالية ومفاجأة بعض المنتخبات. أتطلع لخوض هذه التجربة التي تعتبر فرصة لي لكي أثبت للعالم قدراتي."