تملك أستراليا سجلاً رائعاً في كأس العالم تحت 20 سنة اذ لم تتخلف عن البطولة سوى مرة واحدة على امتداد عقدين من الزمان عندما فشلت في التأهل إلى نهائيات كندا 2007 وقد عاشت كتيبة السوكيروز أبهى فتراتها المونديالية في مطلع تسعينات القرن الماضي ، حيث بلغت نصف النهائي في نسخة 1991 و1993 على التوالي بينما اكتفت بلعب دور الثمانية في نهائيات 1995علماً أن ذلك الجيل كان بمثابة المنصة التي انطلق منها نجوم كبار مثل مارك بوسنيتش وبول أوكون وكريج مور ومارك فيدوكا. وستمثل بطولة كولومبيا فرصة تاريخية لبلاد الكنغر من أجل استرجاع أفضل ذكرياتها في مونديال الشباب حيث شهدت نهائيات المكسيك 1983 أداء أسترالياً باهراً بعدما افتتح عملاق أوقيانوسيا آنذاك مشواره بتعادل إيجابي (1-1) مع أصحاب الضيافة أمام أكثر من 100 ألف متفرج غصت بهم جنبات ملعب أزتيكا الشهير ثم تابع أصحاب الزي الأصفر والأخضر تألقهم في البطولة بالفوز 2-1 على اسكتلندا التي كانت تعتبر آنذاك من بين أبرز القوى الكروية على الصعيد الأوروبي. وكان الجيل الجديد قاب قوسين أو أدنى من تحقيق إنجاز تاريخي غير مسبوق في نسخة 2010 من بطولة آسيا تحت 19 سنة إلا أن كتيبة السوكيروز استسلمت لقدرها في آخر أنفاس المباراة النهائية لتنهزم بنتيجة 2-3 أمام كوريا الشمالية. ولعل تلك التجربة الصينية ستعود بالنفع على أبناء يان فيرسليجن بعدما وضعتهم القرعة في مجموعة صعبة إلى جانب العملاق الكوري الجنوبي ونظيره الإيراني. وقد نجح الأستراليون في تأمين التأهل إلى مونديال كولومبيا 2011 بفضل فوزهم العسير على الإمارات العربية المتحدة بعد تمديد الوقت الأصلي للمباراة ثم واصلوا طريقهم بثبات نحو النهائي بعد إزاحة المنتخب السعودي في دور الأربعة لتتبخر أحلامهم بعد ذلك في قيادة بلادهم للتربع على عرش القارة الصفراء لأول مرة منذ انضمامها إلى حظيرة الاتحاد الآسيوي عام 2006. وتشكل المجموعة الحالية من شباب أستراليا المنتخب الأكثر خبرة في هذه الفئة العمرية منذ سنوات فبينما كانت كتيبة السوكيروز تضم في السابق عنصراً واحداً أو عنصرَين فقط سبق لهما المشاركة في نسخ مونديالية ماضية ، وستزخر تشكيلة فيرسليجن بما لا يقل عن ستة لاعبين خاضوا غمار البطولة العالمية سنة 2009 في مصر مما سيعود بالنفع على الفريق بأكمله على مستوى التجربة والانضباط. كما ينعم العديد من نجوم الفريق بفرصة اللعب بانتظام في أنديتهم ضمن الدوري الأسترالي الممتاز وهو ما سيسعى المدرب لاستغلاله جيدا علماً بأن هذا المدرب أصبح يعرف جميع عناصره حق المعرفة وهو الذي سبق له أن أدار دفة الفريق في نهائيات أرض الكنانة إذ نجح في ترسيخ عقلية اللعب الهولندية في منتخب بلاد الكنجر لدرجة أصبحت معها كتيبة السوكيروز قادرة على التوفيق بشكل مثالي بين الإمكانيات الفنية العالية التي بات يتمتع بها اللاعبون والسرعة والقوة الجسمانية التي ميزت المدرسة الأسترالية على الدوام ولعل الجناحين تومي أور وماثيو ليكي يمثلان خير دليل على هذا النهج الجديد.