ما لم يتم ترجمة الفرحة الغامرة بفوز منتخب الشباب الوطني لكرة القدم بكأس الأمم الإفريقية وتأهله قبلها لنهائيات كأس العالم، ما لم يتم ترجمة هذه الفرحة إلى اهتمام ملموس بهذا الفريق، فسوف تصبح كل مظاهر هذه الفرحة لا معنى لها. والاهتمام بهذا الفريق أمر واجب، وليس من باب الاحتفاليات والتقاط الصور التذكارية ومحاولة ركوب الانجاز، هذا الفريق تنتظره "معمعة" عالمية بعد أقل من ثلاثة أشهر، والمنتظر أن يحقق الفريق مركزا متقدما لا يقل عما حققه منتخب مصري مماثل قبل 12 عاما في الأرجنتين بقيادة الكابتن شوقي غريب عندما حقق المركز الثالث على العالم. كما أن هذا الفريق لن تتوقف رحلته عند كأس العالم للشباب، بل سيتحول بعدها إلى المستوى الأولمبي، ليكون بالفعل أمل مصر في الدورة الأولمبية 2016. الاهتمام بفريق مثل منتخب الشباب الكروي بطل إفريقيا على المستويين العالمي والأولمبي، يتطلب تدخلا حكوميا، على الأقل من الناحية التشريعية باستصدار لوائح تضمن تيسير احتراف لاعبيه خارجيا مع تعويض أنديتهم، حتى لا تتعسف في طلباتها. مطلوب أيضا أن تخصص الحكومة ميزانية عاجلة لإعداد هذا الفريق تساهم فيها وزارات الرياضة والشباب والسياحة والإعلام بشكل أساسي، فأي انجاز على المستوى العالمي سيكون انعكاسه ايجابيا على سمعة البلد, وما أحوجنا لذلك في هذا التوقيت، ومن المؤكد أن المؤسسات الوطنية وفي مقدمتها مؤسسة الرئاسة والمؤسسة العسكرية لن تبخلا على الفريق، إذا تعاملنا معه على أنه مشروع وطني، وهو يستحق ذلك. مطلوب أيضا مساهمة كل خبراء اللعبة في محاولة تحديد الأسباب التي تجعل من الكرة المصرية تتفوق إفريقيا وربما عالميا - في هذا السن، ثم يخيب الفريق نفسه عندما يرتقي من مستوى الشباب إلى المستوى الأولمبي بعد أقل من سنتين، ووضع الحلول العاجلة والتزام الجهات التنفيذية بها، وإن كنت أرى أن إتاحة الفرصة لهؤلاء الشباب بالاحتراف الخارجي من الآن كفيل بأن يحل هذه المعضلة. أخيرا آن الآوان، أن يستمع جميع المسئولين للكابتن القدير ربيع ياسين المدير الفني لهذا الفريق، وأن يعملوا جادين على تنفيذ كافة طلباته من دون تباطؤ أو "فصال"، ويكفيه من المعاناة ما عاشه طوال سنتين ما كان ليحقق هذا الإنجاز الكبير، لولا أن أنعم الله عليه بالصبر الذي أهله لتحمل ما لا يتحمله بشر. شكرا لكل من ساهم في هذا الانجاز بجانب شباب مصر ومدربيهم، شكرا لاتحاد الكرة الحالي ولاتحاد الكرة السابق، شكرا لوزير الرياضة الحالي ورئيسي المجلس القومي للرياضة السابقين، شكرا للجميع، وكفاكم تصويرا مع الفريق وحققوا طلباته وآمال محبيهم. [email protected]