بعد تحقيقه لعدد من الإنجازات مع المنتخب الكويتي، تعرّض المدرب الصربي جوران توفيجدزيتش إلى حادث مروّع كاد أن يقضي على حياته إثر إصابته بطلق ناري في أغسطس 2012 الماضي.. إلا أن المدرب ذو الحادية والأربعين من العمر تعافى من الحادث الخطير بسرعة ليستلم تدريب المنتخب الكويتي مجدداً وقاده إلى نصف نهائي كأس الخليج 2013. وبعد الخروج من الدور الثالث للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم البرازيل 2014 ، سيكون أمام المدرب توفيجدزيتش تحدّ جديد متمثل بقيادة "الأزرق" إلى كأس آسيا 2015 والتي ستبدأ تصفياتها الشهر المقبل حيث وقع الأزرق إلى جانب إيران وتايلاند ولبنان. وقد تحدث المدرب الصربي الهادئ مع الموقع الرسمى للاتحاد الدولى لكرة القدم حول كرة القدم الكويتية وحظوظ المنتخب الكويتي في الوصول إلى أستراليا 2015 بالإضافة إلى الحادث المأساوي الذي تعرض له.. وجاء نص الحوار كما يلي: "فيفا": سيد جوران، لقد مر على وجودك في الكويت ثمانية سنوات الآن. كيف تصف كرة القدم الكويتية؟ توفيجدزيتش: نعم لقد مرت أكثر من ثماني سنوات وعملت مع ناديين وفي السنوات الأربع الأخيرة دربت المنتخب الكويتي. لقد تأقلمت مع الحياة هنا مع عائلتي وأنا مقتنع بالوقت الذي قضيته هنا. بالنسبة لكرة القدم، هناك مواهب كثيرة ولكن إذا ما أصبح الدوري المحلي احترافياً وتطورت البنى التحتية الكروية، فإن مستوى اللعبة سيتطور. أعتقد ما تحتاجه الكويت هو دوري للمحترفين. "فيفا": لقد حصدت نجاحاً كبيراً عام 2010 عندما قدت الكويت للفوز ببطولة غرب آسيا وكأس الخليج. ما هي عوامل هذا النجاح؟ ما أتذكره هو الشعور الجميل الذي رافق الفوز بهاتين البطولتين ولا يمكن أن أنسى مدى سعادة الشعب الكويتي والإحتفالات التي قاموا بها للمنتخب الوطني. لا يوجد أي سر في النجاح الذي حققناه حيث أن الفريق كان لديه رغبة كبيرة بالفوز بهاتين البطولتين. والآن الأمور أصبحت صعبة بعد الفوز بالمركز الأول لأن الجمهور يطالبنا دائماً بتحقيق الأفضل. "فيفا": فاز منتخب الكويت بكأس الخليج بعد غياب دام 12 سنة. كم كان من المهم بالنسبة لكم الفوز بهذه البطولة؟ كأس الخليج هي البطولة الأهم في هذه المنطقة وقد تؤدي النتائج التي يحققها أي مدرب إلى إنهاء تعاقده أو تعزيز مسيرته التدريبية. لقد كنت محظوظاً بأنني بنيت إسمي أكثر فأكثر بعد الفوز بكأس الخليج والجميع كان مسروراً بتحقيق كأس الخليج وبطولة غرب آسيا ولكن بالتأكيد كأس الخليج هي الأهم. "فيفا": قدت الكويت أيضاً إلى نهائيات كأس آسيا 2011. كيف كان الشعور بالعودة إلى أكبر مسابقة آسيوية بعد الغياب عن نسخة عام 2007؟ على الرغم من أننا وقعنا بمجموعة صعبة بالتصفيات إلا أننا نجحنا بالتأهل بعدما حققنا نتائج لافتة بما فيها الفوز على أستراليا على أرضهم وتعادلنا معهم في الكويت. بعد ذلك النتائج لم تكن جيدة وحصل نوع من الهبوط بمستوى الفريق وأعتقد شخصياً بأن هذا الأمر يعود إلى تقارب الفترة بين كأس الخليج وكأس آسيا حيث انتهت كأس الخليج في ديسمبر وفي بداية يناير انطلقت كأس آسيا. أعتقد أن الفريق فقد طاقته قبل مشاركته بكأس آسيا. "فيفا": قبل خمسة أشهر، تعرّضت لحادث مؤسف كاد أن يكلفك حياتك. ماذا حدث تحديداً وكيف نجحت بالعودة؟ لا يوجد سبب محدد لما حصل. لقد قمت بشراء أرض من إحدى السيدات وبعدما اتفقنا على السعر وكل الأمور تفاجأت بقيام والدها الكبير بالسن بإطلاق النار. شخصياً لا أعلم ما السبب الذي دفعه للقيام بذلك؛ قد يكون كبر سنه أو ربما عمله السابق في الشرطة. لا أعلم بصراحة. لكنني محظوظ بأنني لا زلت على قيد الحياة لأنه كان وضعاً صعباً. ربما لأن شخصيتي قتالية نجحت بالتعافي بسرعة بعدما قيل لي بأنني سأحتاج إلى خمسة أو ستة أشهر للتعافي من الحادثة. لقد كنت محظوظاً بأن الله منحني القدرة على التعافي بسرعة. "فيفا": هل كنت تفكر بعد الحادثة بأنك ستعود لعملك كمدرب لكرة القدم؟ في هكذا وضع تفكر بحياتك وأعتقد أنني الآن أصبحت ذو شخصية أقوى لأن هذه التجربة كبيرة بالنسبة لي. في هذا الوضع تفكر بحياتك وليس بكرة القدم. ولكن عندما تحسن الوضع عدت بسرعة إلى كرة القدم وربما حبي للعبة دفعني للتعافي بسرعة من أجل العودة للتدريب. "فيفا": تلقيت تعاطفاً كبيراً من الشعب الكويتي. هل ساعدك هذا الأمر على التعافي بسرعة؟ بالتأكيد لقد كان هناك دعم كبير لي من الناس في الكويت وفي صربيا والعديد من أصدقائي إلى جانب الكثير من الناس الذين لم ألتق بهم أبداً وأشخاص مهمين من صربيا ومن الكويت. أعتقد أن هذا الأمر أعطاني طاقة كبيرة للتعافي. "فيفا": عدت سريعاً لتدريب المنتخب الكويتي. كيف كانت ردة فعل اللاعبين عندما التقيتهم؟ ربما كل النتائج التي حققناها تعود إلى العلاقة الرائعة التي تجمع بيني وبين اللاعبين لأنني أحاول أن أكون صادقاً والجميع يحترمني إلى جانب قرب عمري من أعمار اللاعبين. أعتقد أن كل اللاعبين كانوا سعداء بعودتي وكنت سعيداً برؤيتهم مجدداً. "فيفا": وقع المنتخب الكويتي بالمجموعة الثانية للتصفيات المؤهلة إلى كأس آسيا 2015. ما هي حظوظ الكويت يالتأهل؟ إذا ما استثنينا اليابان وكوريا الجنوبية، في آسيا كل المستويات متقاربة. إذا ما أهدر المنتخب عدداً من الفرص أو كان محظوظاً أو كان مستوى اللاعبين متفاوتاً فإنك قد تخسر أو تربح. ستكون التصفيات صعبة ولكن لدينا فرصة حيث سبق وأن فزنا على إيران وعلى لبنان وأحياناً قد نخسر كما حدث بتصفيات كأس العالم ولعبنا أكثر من مرة مع تايلاند. لسنا مرشحين ولكنها مجموعة صعبة بالتأكيد. "فيفا": بالحديث عن المواجهة مع منتخب لبنان. ما أهمية هذه المواجهة بالنسبة لكم وهل تتطلعون للثأر بعد فوز المنتخب اللبناني على الكويت بتصفيات كأس العالم البرازيل 2014 ؟ تطور مستوى المنتخب اللبناني بشكل كبير خلال العامين الأخيرين وهو يلعب بأسلوب مختلف قليلاً عن المنتخب الكويتي الذي يملك أيضاً لاعبين جيدين. كل المباريات التي ستجمعنا بالمنتخب اللبناني ستكون جميلة وسيتمتع بها جمهور المنتخبين في النهاية. "فيفا": ختاماً، كيف ترى مستقبل كرة القدم الكويتية؟ كما قلت سابقاً، هناك موهبة في الكويت ولكن يجب تطوير البنى التحتية والمرافق الرياضية وأن يصبح الدوري للمحترفين. الأمر لا يتعلق فقط بالمدرب واللاعبين ولكن يجب أن يكون هناك دعم كبير للعبة.