مع عودة المدرب لويز فيليبي سكولاري أمس الخميس إلى منصب المدير الفني للمنتخب البرازيلي لكرة القدم وانتظار حفل قرعة كأس القارات 2013 المقرر غدا في مدينة ساو باولو البرازيلية ، عادت ذكريات كأس العالم بقوة إلى بلاد السامبا التي تنتظر فعاليات النسخة الجديدة للمونديال في عام 2014 على أراضيها. ومن المنتظر أن يحضر سكولاري /64 عاما/ حفل إجراء القرعة غدا السبت في خطوة جديدة على طريق استعدادات البرازيل لبطولة القارات التي تقام بمشاركة ثمانية منتخبات وتجرى فعالياتها في ست مدن برازيلية خلال الفترة من 15 إلى 30 يونيو المقبل. وتمثل كأس القارات البروفة الحقيقية والجادة للبرازيل لاختبار جميع استعداداتها على جميع المستويات ومنها الرياضي والتنظيمي قبل استضافة فعاليات كأس العالم 2014 . ولم يكن الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) راضيا ، في وقت سابق من العام الحالي ، بشأن التطور في استعدادات البرازيل. وتسبب جيروم فالكه سكرتير عام الفيفا في غضب برازيلي عنيف قبل عدة أسابيع عندما قال إن البرازيل تحتاج إلى "ركلة في مؤخرتها" لتنتهي من الاستعدادات في الوقت المحدد. وتسببت هذه التصريحات في موجة من الانتقادات العدائية في البرازيل ضد فالكه ولكن تدخل السويسري جوزيف بلاتر واقائه مع رئيسة البرازيل ديلما روسيف كان له أثر إيجابي في إعادة الهدوء بين الطرفين مما ساعد فالكه على العودة لمواصلة زياراته التفقدية إلى مدن البرازيل والاطمئنان على سير الاستعدادات. واختتم فالكه ووفد الفيفا واحدة من هذه الجولات التفقدية منتصف هذا الأسبوع معربا عن اقتناعه ورضاه بالتطور في سير الاستعدادات. وقال فالكه إن البرازيل الآن "في آخر مرحلة لإنجاز الاستعدادات الخاصة باستضافة المونديال" مشيرا إلى أن المنظمين اجتازوا حاليا موضوعات الأعمال الإنشائية في الاستادات والبنية الأساسية ويركزون الآن في بعض التفاصيل. وقال فالكه "ما زال هناك كثير من العمل لم يتم في الاستادات والبنية الأساسية ولكننا الآن على درجة من الشراكة تمنحنا الثقة في أن البرازيل ستنظم كأس العالم في أفضل بيئة". وتسير الاستعدادات في الاستادات حاليا طبقا للبرنامج الزمني الموضوع لها بما في ذلك استاد "ماراكانا" الشهير في ريو دي جانيرو واستاد "مينيراو" في بيلو أوريزونتي واللذين سمح الفيفا بتجربتهما عبر مباريات ودية للمنتخب البرازيلي قبل كأس القارات 2013 بالبرازيل. كما قدم فالكه في زيارته هذا الأسبوع هدية إلى البرازيل من خلال منح الحكومة البرازيلية 50 ألف تذكرة مجانية لكأس العالم توزع بين المواطنين والعائلات. واستنكر نجم كرة القدم البرازيلي السابق رونالدو ، عضو اللجنة المنظمة للبطولة ، المخاوف التي أثيرت سابقا حول تأخر أعمال الاستعدادات الخاصة باستضافة البطولة وقال إن "المحادثة" تغيرت الآن. ولا يستطيع النجم البرازيلي السابق بيبيتو ، عضو اللجنة المنظمة أيضا ، احتواء أو إخفاء نشوته وسعادته باقتراب موعد بطولة كأس العالم التي تقام مباراتها الافتتاحية على استاد ساو باولو. وقال بيبيتو إنه يفتخر بكونه برازيليا مشيرا إلى النمو والتطور الذي شهدته بلاده في السنوات الماضية والذي جعل اقتصادها في المرتبة الخامسة عالميا. واستضافت البرازيل كأس العالم مرة واحدة سابقا وذلك في 1950 ولكنها لم تفز باللقب بينما فازت به خمس مرات (رقم قياسي) لاحقة في أعوام 1958 و1962 و1970 و1994 و2002 . ولذلك ، فإن عودة فعاليات البطولة إلى ملاعب البرازيل تضفي أجواء من السعادة البالغة حيث يرى الجميع أن كأس العالم "أصبحت الآن واقعا" حسبما أكد بيبيتو. وأوضح بيبيتو أن كأس القارات "ستصبح بطاقة الدعوة" التي نوجهها لكأس العالم 2014 . وأضاف "أتمنى أن نستطيع الفوز بلقبنا العالمي السادس". وأكد جوزيه ماريا مارين رئيس الاتحاد البرازيلي للعبة ورئيس اللجنة المنظمة للبطولة أن البرازيل والفيفا أصبحا الآن على "نفس الموجة" في إشارة للوفاق التام بين الطرفين حاليا. وقال مارين "على مدار هذا الأسبوع ، كان لدينا برهان آخر على التعاون بين الفيفا واللجنة المنظمة والحكومة البرازيلية حيث يعملون جنبا إلى جنب وبتكامل تام من أجل إنجاح هذه البطولة التي ننتظرها". وتحدث وزير الرياضة البرازيلي آلدو ريبيلو عن أهمية كرة القدم في البرازيل بقوله "إنها عنصر في هويتنا وثقافتنا وخيالنا" مشيرا إلى أن "البث التلفزيوني" لم يكن موجودا خلال بطولة كأس العالم التي أقيمت في البرازيل سابقا وذلك في عام 1950 . وأضاف "والآن ، ستكون البرازيل في بؤرة هذا الحدث الذي سيجذب مشاهدي التلفزيون من كل أنحاء العالم". وينتظر أن تلفت البطولة انتباه العالم أيضا إلى المشاكل التي تحتاج البرازيل ، البالغ تعدادها نحو 200 مليون نسمة ، إلى التعامل معها والتغلب عليها ومنها مشاكل تأمين البطولة. كما يحتاج الفيفا نفسه إلى التعامل مع مشاكل ومخاوف كالتي واجهها قبل كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا والتي يحتمل أيضا بشدة أن تواجهها اللجنة الأولمبية الدولية قبل دورة الألعاب الأولمبية القادمة (ريو دي جانيرو 2016) . وتشهد ساو باولو نفسها موجة من العنف أشار البعض إلى أنها تسفر عن مقتل ما بين 15 و20 شخصا يوميا. وقال ريبيلو "قضية الأمن شيء نتحدث عنه في جميع المدن البرازيلية". ويمثل الأمن أحد القضايا التي يهتم بها الفيفا بشكل واضح ولكن فالكه أكد على ثقته في قدرة الحكومة البرازيلية على التصدي لهذه المشكلة. وقال فالكه "نثق في أن الحكومة البرازيلية تتعامل بشكل أكثر من قوي في الاعتناء بهذه القضية وأنها على جدول أعمال رئيسة البرازيل ديلما روسيف.