بعد قرار اتحاد كرة القدم في تشيلي أمس الأربعاء بإقالة المدرب الأرجنتيني كلاوديو بورجي من منصب المدير الفني لمنتخب تشيلي ، بدأ الاتحاد اليوم عملية البحث والتنقيب عن مدير فني جديد للفريق يستطيع إعادة الانضباط الأخلاقي والخططي للفريق ويستطيع استعادة المساندة الجماهيرية. وعلى مدار 18 شهرا تولى فيها بورجي مسئولية الفريق ، افتقد منتخب تشيلي لكثير من تفوقه الخططي والتزامه الرياضي والأخلاقي بعد سنوات من الانضباط التام تحت قيادة المدير الفني السابق الأرجنتيني مارسيلو بييلسا. ويبدو أن عملية البحث لن تستمر كثيرا حيث تسود حالة من الاقتناع داخل الاتحاد بإسناد المهمة للأرجنتيني الآخر خورخي سامباولي المدير الفني الحالي لفريق أونيفرسيداد دي تشيلي باعتباره أكثر المدربين تشابها مع بييلسا وطرقه التدريبية. وقال سامباولي "لست مرشحا". ولكن الشعور السائد هو أن القرار اتخذ بالفعل داخل الاتحاد وأن الإعلان عن التعاقد ليس سوى مسألة وقت. واعترف سامباولي قبل أسابيع بأنه مهتم وراغب في تولي مسئولية منتخب تشيلي وسط موجة من الانتقادات التي وجهت إلى بورجي بعد الهزائم التي مني بها الفريق في الآونة الأخيرة أمام الأرجنتين وأوروجواي والإكوادور وكولومبيا. وأكد بورجي مساء أمس الأربعاء أنه أقيل من منصبه بعد الهزيمة 1/3 التي مني بها فريقه أمام المنتخب الصربي مساء أمس في المباراة الودية التي أقيمت بينهما بمدينة سانت جالين السويسرية. وقال بورجي "خلال المباريات التي خضناها في الفترة الماضية ، لم يكن الأداء جيدا. والتقيت قبل قليل مع اثنين من أعضاء مجلس إدارة اتحاد تشيلي لكرة القدم وطالباني بالرحيل من تدريب الفريق. وأعلنت ذلك بالفعل للاعبين". وأوضح بورجي أن توليه منصب المدير الفني للفريق كان فترة رائعة في مسيرته التدريبية وفي حياته مشيرا إلى أنه يفتخر بهذه الفترة. ومني منتخب تشيلي بقيادة بورجي بثلاث هزائم متتالية في آخر ثلاث مباريات خاضها بمسيرته بتصفيات قارة أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم 2014 بالبرازيل والتي مني فيها بخمس هزائم مقابل أربعة انتصارات فقط ليتجمد رصيده عند 12 نقطة من تسع مباريات. وتأتي إقالة بورجي بعد 18 شهرا فقط من توليه مسئولية تدريب الفريق خلفا لمواطنه بييلسا الذي قاد الفريق إلى الدور الثاني في كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. وتأثرت مسيرة بورجي مع الفريق بالمقارنات التي عقدت بينه وبين بييلسا إضافة إلى افتقاد الفريق للانضباط والالتزام تحت قيادة بييلسا الذي استقال ورحل من تدريب الفريق بسبب خلافات مع رئيس الاتحاد. وفشل بورجي في قيادة أفضل جيل في تاريخ كرة القدم بتشيلي إلى نفس المسيرة الناجحة التي حققها بييلسا. وقال ماوريسيو إسلا لاعب منتخب تشيلي هذا الأسبوع "يتعين علينا أن نكرر ما حققناه بقيادة بييلسا" بينما دافع لاعبون آخرون مثل آرتورو فيدال عن المدرب بورجي. وكان غياب الانضباط والالتزام عن صفوف الفريق أكثر جذبا للأنظار من أي أمور أو مشاكل أخرى. وفاجأ اللاعبون خورخي فالديفيا وجونزالو خارا وكارلوس كارمونا وجان بوسيجور الجميع بوصولهم إلى معسكر الفريق ، قبل إحدى المباريات ، وهم تحت تأثير الخمور بينما حرص إدموندو فارجاس وجاري ميديل على السهر في حفل حتى ساعة مبكرة من الصباح. ووسط هذه المشاكل التي حاصرت الفريق بقيادة بورجي ، ظهر شبح بييلسا كثيرا وسط مطالبات عديدة بعودته لقيادة الفريق وهو ما لم يعد ممكنا الآن حيث يتولى بييلسا تدريب أتلتيك بلباو الأسباني. وقال بورجي ، بعد هزيمة الأمس ، "هناك أناس يحصلون على أكثر مما يستحقون". ويأتي اسم المدرب الأرجنتيني خيراردو مارتينو وكذلك الأوروجوياني خورخي فوساتي في المرتبة الثاني بقائمة المرشحين لخلافة بورجي. ويبدو من المرجح بقوة أيضا الدخول في مفاوضات مع جوسيب جوارديولا المدير الفني السابق لبرشلونة الأسباني والذي يعتبر بييلسا أستاذا له. ورغم ذلك ، نفى خورخي سيجوفيا (الأسباني الأصل) نائب رئيس اتحاد كرة القدم في تشيلي وجود أي مفاوضات مع جوارديولا. كما نفى الاتحاد وجود أي مفاوضات مع المدرب التشيلي مانويل بيليجريني الذي أكد اليوم أن الوقت ليس مناسبا للعودة إلى بلاده. ولم يعد أمام منتخب تشيلي سوى القليل من الوقت للتعاقد مع المدرب الجديد ومنحه الفرصة الكافية لعلاج سلبيات الفريق وترتيب أوراقه لاستعادة توازنه بعد الهزائم المتتالية التي مني بها الفريق وديا ورسميا في الفترة الماضية. ويخوض منتخب تشيلي مباراة ودية في الرابع من شباط/فبراير المقبل لم يتحدد طرفها الثاني بعد. وتمثل هذه المباراة الاختبار الأول للمدرب الجديد المنتظر قبل استئناف مسيرة الفريق في تصفيات المونديال وذلك بمباراتيه مع بيرو وأوروجواي. ولا يحتاج منتخب تشيلي إلى تصحيح مساره في التصفيات فحسب وإنما إلى تصحيح المسار الأخلاقي للاعبين بعد فترة من عدم الانضباط شهدت عدم التزام اللاعبين إضافة لتناولهم الكحوليات ومشاركتهم في حفلات ساهرة بخلاف افتقاد الفريق للحافز على التألق وتحقيق الانتصارات. ولذلك ، يدرس مسئولو الاتحاد التشيلي فكرة وضع ميثاق أخلاقي وسلوكي يلتزم به اللاعبون في الفترة المقبلة تحت قيادة المدرب الجديد. ورغم امتلاك المنتخب التشيلي حاليا لجيل ذهبي من اللاعبين مثل أليكسيس سانشيز وآرتورو فيدال ، يفتقد الفريق وجود القائد القادر على دفع الفريق للأمام مثلما فعل إيفان زامورانو في الماضي. كما يعاني الفريق من بعض المشاكل في صفوفه بسبب إصابات هومبرتو سوازو ووالدو بونسي. والحقيقة أن منتخب تشيلي لم يكن لديه في أي وقت مضى هذا العدد من اللاعبين الذين يشاركون في أبرز الأندية الأوروبية مثل يوفنتوس الإيطالي وبرشلونة الأسباني. ولكن هذا لا يبدو كافيا ، مثلما يؤكد رئيس الاتحاد سيرخيو خادوي "لدينا لاعبون وليس لدينا فريق".