**الحقيقة المؤكدة فى انتخابات الاتحاد المصرى لكرة القدم والتى جرت يوم الخميس الماضى هى أن الفائز الفعلى بها هو المهندس هانى أبوريدة عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولى لكرة القدم، والذى تم استبعاده من خوض هذه الانتخابات بزعم عدم استيفائه للشروط.. نعم أبوريدة هو الحاكم الجديد للجبلاية ومن يقول بغير ذلك واهم! فالحملة الانتخابية التى قام بها أبوريدة فى مختلف المحافظات تأييدًا لقائمته هى التى أسفرت عن هذه النتيجة التى اكتسحت فيها قائمته جميع المقاعد بما فى ذلك المقعد الذى حصل عليه الإعلامى خالد لطيف بعد منافسة ضارية مع أقرب منافسيه د.كرم كردى.. ومع كامل الاحترام والتقدير لجمال علام الذى جاء به الاقتراع على أرض الواقع رئيسا لاتحاد الكرة، فإن القاصى والدانى والمتابع لمسيرة العملية الانتخابية من بدايتها، بتربيطاتها وصفقاتها وظروفها المتقلبة منذ بدء الحملة الانتخابية لكل مرشح، بل والرجل العادى فى الشارع الكروى، كلهم يعلمون أنه لولا أبوريدة، ما كان بمقدور جمال علام أن ينجح أو يحصل على ربع ما حصل عليه من أصوات الجمعية العمومية. فما الذى يعنيه ذلك مستقبلا؟ أولا: أن أفكار ورؤى وتصورات هانى أبوريدة لإصلاح أحوال الكرة المصرية والنهوض بها سواء اتفقنا أو اختلفنا على أنها الأفضل هى التى ستسود خلال السنوات الأربع المقبلة فى إطار من الشرعية الكاملة بحكم عضويته فى اتحاد الكرة بصفته الدولية وحقه فى حضور جميع جلسات الاتحاد، وبناء على ذلك فإن برنامجه الانتخابى هو الذى سيوضع موضع التنفيذ، أما دور جمال علام فلن يتجاوز حدود البروتوكول من مقابلات رسمية أو توقيع اتفاقات أو اعتماد أوراق أو ظهور "صورى" فى المشهد.. يعنى بالبلدى كده "ديكور" أو "شىء لزوم الشىء"! ثانيا: أن جماهير الألتراس قد ترى فى هذا الاختيار ذريعة لاستمرار الاعتراض والهجوم على اتحاد الكرة وسياساته، استنادا إلى حقيقة أن أبوريدة الذى يرفضونه هو الرئيس الفعلى وأن جمال علام ما هو إلا "واجهة" تنفذ ما يراه هاني وأعضاء قائمته الفائزة باكتساح. أما إذا كان جمال علام يريد أن يكون رئيسا فعليا وليس مجرد "ديكور"، فعليه أن يقنع الجميع بأنه يقوم بدوره كرئيس اتحاد فعلى لا يتلقى التعليمات من أحد، وعليه أيضا أن يدعو أسر شهداء مذبحة بورسعيد والألتراس الأهلاوى إلى جلسة مصارحة ومصالحة للتوصل إلى نقاط اتفاق حول الملفات المتنازع عليها وخاصة الملف الخاص بالقصاص لأرواح الشهداء وتكريمهم، ومحو آثار تقاعس اللجنة المؤقتة السابقة التى أدارت اتحاد الكرة عن عرض وجهة نظر النادى الأهلى أمام المحكمة الرياضية التى وقعت العقوبات الخاصة بمذبحة بورسعيد. ولو نجح جمال علام فى ذلك مع أهالى الشهداء والألتراس الأهلاوى، يمكننا وقتها التنبؤ بحدوث انفراجة حقيقية فى أزمة الألتراس مع الجبلاية.. أما إذا فشل فلا يعلم إلا الله ما هى العواقب! ......................... ** حسنا فعل اللواء جبريل الرجوب وموسى عودة سفير فلسطين فى إسبانيا عندما قاما بتلبية دعوة ساندرو روسيل رئيس مجلس إدارة نادى برشلونة الإسبانى لحضور مباراة "الكلاسيكو" الشهيرة بين الريال والبارسا، وإن كنت حزينًا لعدم مرافقة اللاعب الفلسطينى محمود السرسك لهما فى هذه الزيارة التى أؤكد أن أثرها الإيجابى أكبر كثيرا من أية آثار سلبية ناجمة عن حضور الرقيب أول الإسرائيلى جلعاد شاليط نفس المباراة. ويحسب لإدارة برشلونة رفضها رغم الضغوط التى تعرضت لها السماح لهذا الشاليط بالجلوس فى المنصة الرئيسية.. وكان روسيل واضحا وقاطعا فى كلامه عندما قال إنه لم يكن ليسمح بأى خطوة من شأنها إضفاء أى بعد سياسى خلال مباراة الكلاسيكو، مؤكدا مرة أخرى أنه لم يوجه الدعوة إلى شاليط الذى حضر المباراة بجنسيته الفرنسية. وهذا يؤكد ما سبق أن ذكرته منذ أسبوعين بأن النادى الكتالونى كان حسن النية وهدفه الأول والأخير الاهتمام بكونه معقلاً للرياضة والروح الرياضية مثلما شدد رئيسه على حيادية النادى ورفضه التردى فى تجاذب سياسى، وهو ما ينسف ما فكر فيه أصحاب النيات السيئة وأنصار نظرية المؤامرة! ......................... ** لماذا كل هذا الخوف من غزو المسلسلات التركية للفضائيات المصرية؟! إننى لا أجد مبررًا وجيهًا لانخلاع قلوب البعض من هذا الغزو المنظم، وأظن أنه سيأخذ وقته طال أم قصر، ثم يتوارى ويتراجع، والسبب عندى أن الفن الحقيقى يفقد الكثير من مصداقيته عندما ينقل بلغة غير تلك التى ينطق بها الممثل، إذ أنها تفقده الكثير من التأثير والإقناع والإبداع، لأن صوت الممثل الذى يقوم بالدبلجة لا يمكنه مهما حاول أن ينقل مشاعر الممثل الحقيقى القائم بالدور، فتفقد الدراما تأثيرها العميق، إلا إذا كان من يشاهد هذا النوع من الدراما مغيبا عقليا!! وتحول هذا الغزو التركى إلى السينما لا ينبغى أن يرهب السينمائيين عندنا لأنه سيأخذ وقته أيضا ويتوارى.. هل تتذكرون أفلام السينما الهندية فى سنوات الستينات والسبعينات من القرن الماضى؟ كانت شديدة الإبهار فى سنواتها الأولى لأنها كانت "حاجة جديدة " ونوعا من التغيير فى الشكل والمضمون والإبهار، ولكنها مع مرور السنين توارت إلى أن اختفت تقريبا، وإن لم تختف فعلى الأقل لم يعد أحد يهتم كثيرا بمشاهدتها! ونفس الأمر سيحدث فى تقديرى - بالنسبة للمسلسلات والأفلام التركية. دعونا إذن نستفد من هذا الغزو التركى فى تطوير مسلسلاتنا وأفلامنا فنيا شكلا وموضوعا ومن حيث التقنيات الحديثة، ووقتها لن نخاف ولن نهتز أو نرتعد من هذا الغزو، وأزعم أننا نملك فنيا نخبة من أفضل الممثلين على مستوى العالم رغم أن إمكاناتنا ليست هى الأفضل واستوديوهاتنا ليست هى الأكثر تطورا. ويا من تخافون على الفن المصرى لا تبتئسوا ولا تنزعجوا، فمازال لدينا من هم بمقدورهم تقديم الأفضل.