فور تتويج إيطاليا بمونديال 1938قامت الحرب الأكثر شراسة ودموية في تاريخ البشرية وارتكبت فيها ابشع المجازر على مر التاريخ وراح ضحيتها أكثر من 80 مليون نفس أنسانية وتم تدمير الأجيال والأجيال من أجل جنون العظمة وسقطت بعدها العديد من الدول والأمبراطوريات والتي كان لها شأن عظيم في عالم كرة القدم، وكانت سبب في اشتهار اللعبة، وتوقف كأس العالم خلال مدة الحرب لفترة دامت 12 عامًا حيث لم يكن هناك مجال لخوض غمار منافسات أي بطولة خاصة بكرة القدم لأن السواد والدمار كان يعم الكرة الأرضية من شرقها إلى غربها، وبعد أن وضعت الحرب أوزارها عادت الجائزة الأكبر في كرة القدم من جديد، ولم يتمكن الأتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في إيجاد دولة أوروبية لأستضافة فعاليات كأس العالم لأن الدول الأوروبية بأكملها تم تدمير بنيتها التحتية ومنشأتها أثناء الحرب العالمية الثانية، وأعلنت الكثير من الدول إفلاسها إقتصاديًا ، ولم يخرج "الفيفا" من هذا المأزق إلا البرازيل التي طلبت من الأتحاد الدولي إستضافة البطولة ووافق الأتحاد الدولي على طلبها على أن تقام البطولة في 1950 بدل من 1949، وكانت البرازيل قدر تقدمت بعرض لأستضافة مونديال 1942 ولكنه لم يقام بسبب اندلاع الحرب . اخترنالك 5 ساعات تحسم مشاركة «صلاح» أمام السيتي «السعيد» ينهي إجراءات انتقاله لنادي «كوبيون بالوسورا» الفنلندي مدرب ساوثهامبتون: النني نال طردًا مُستحقًا صور.. مرتضى منصور يخصص أماكن داخل الزمالك لتناول «الفسيخ والرنجة» وكان لكرة القدم في ذلك الوقت من بوابة كأس العالم دور هام في توطيد العلاقات بين الدول إنهاء بعض الخلافات التي خلفتها الحرب العالمية الثانية، وقامت "الفيفا" بمحاولة إقناع العديد من الدول من آجل المشاركة في البطولة الأكبر في البشرية، وتحملت مصاريف وتكاليف إيطاليا حاملة آخر بطولتين لكأس العالم والتي كانت تنوي عدم المشاركة لكن "الفيفا" اقناعتها أخيرًا بالمشاركة في البطولة حيث أن إيطاليا كانت من الدول الدول المهزومة في الحرب العالمية الثانية وتسببت الحرب في تدمير البنية التحتية لإيطاليا وتدمير الملاعب الإيطالية، ولم تشارك ألمانيا واليابان في المحفل الكروي الأكبر في العالم بسبب وقوع البلدين تحت الإحتلال بعد هزيمتهما الكاسحة في الحرب العالمية الثانية من جانب دول الحلفاء، ولم تشارك الأرجنتين بسبب مشاكل مع البرازيل أما الأتحاد السوفيتي الذي تكبد أكبر خسائر على مر تاريخه المشاركة في البطولة وكما رفضت وصيفة مونديال 1934 التشيكوسلوفاكيا المشاركة في البطولة، كما رفضت وصيفة النسخة الماضية المجر خوض غمار البطولة، ولم تشارك النمسا وايضًا تركيا التي كانت تعاني جدًا في هذا الوقت اقتصاديًا ولم تقدر على تكاليف ومصاريف البطولة، لذلك قامت الفيفا بإستدعاء البرتغالوفرنسا لخوض غمار البطولة، وشاركت انجلترا لأول مرة في تاريخ كؤوس العالم. ليكون المنتخبات المتأهلة إلى البرازيل كالتالي (البرازيل، فرنسا، انجلترا، أوروجواي، البرتغال، إسبانيا، تشيلي، المكسيك، يوغوسلافيا، بوليفيا، الهند، السويد، الولايات المتحدة الأميريكية، سويسرا). وفي 22 من مايو 1950 اجرت قرعة كأس العالم في ريو دي جانيرو في البرازيل، وتغير نظام البطولة إلى المجموعات بدل من خروج المغلوب من الدور الأول وجاءت نتائج القرعة كالتالي المجموعة الأولى: البرازيل، المكسيك، سويسرا ويوغوسلافيا. المجموعة الثانية: إنجلترا، تشيلي، إسبانيا والولايات المتحدة. المجموعة الثالثة: إيطاليا، الهند، باراجواي والسويد. المجموعة الرابعة: أوروجواي، بوليفياوفرنسا. وقبيل انطلاق كأس العالم أعلنت الهند عدم المشاركة في البطولة بسبب تكاليف السفر، وارسل الأتحاد الهندي إلى "الفيفا" يخبره بأن الاعبيين سيشاركون كما شاركوا في أوليمبياد لندن 1948 بدون أحذية الأمر الذي رفضه الأتحاد الدولي للعبة، كما أعلنت فرنسا عدم المشاركة في البطولة ، ونظرا لضيق الوقت قررت "الفيفا" خوض غمار المنافسات ب13 منتخب فقط، وخصصت البرازيل 6 مدن لأستضافة البطولة وهي كالتالي )ريو دي جانيرو، ساوباولو، بيلو هوريزونتي، بورتو أليجري، كوريتيبا، ريسيفي). وكان نظام البطولة غريب للغاية حيث كان يقتضي على أن يجمع بين المنتخبات المتصدرة للمجموعات مجموعة فاصلة يتوج فيها المتصدر بلقب البطولة لذلك لم تكن هناك مباراة نهائية للمرة الأولى ولا مباراة تحديد المراكز، وكان الجميع يراهن على تتويج البرازيل بأول كأس عالمي في تاريخها. والرابع والعشرين من يونيو انطلقت غمارمنافسات الجائزة الأكبر في عالم كرة القدم بمباراة البرازيلوالمكسيك واكتسح خلالها المنتخب المضيف منتخب المكسيك برباعية مقابل لاشئ، فيما تفوقت يوغوسلافيا على سويسرا بثلاثية نظيفة، وفي الجولة الثانية من نفس المجموعة واصل المنتخب اليوغوسلافي عروضه القوية واكتسح المكسيك برباعية مقابل هدف فيما تعادلت البرازيل مع سويسرا في مفجاءة "صارخة" ليتأجل حسم بطاقة الترشح إلى الجولة الأخيرة، وتمكنت البرازيل وسط حضور 142 الف متفرج في ريو دي جانيرو من اقتلاع بطاقة العبور بعد هزيمتها للمنتخب اليوغوسلافي بنتيجة هدفين مقابل لاشئ. وفي المجموعة الثانية قدمت إسبانيا اداء كبير للغاية وقامت بالفوز في مبارايتها الثلاثة وتأهلت دون عناء إلى الدور الموالي، أما المجموعة الثلاثة قامت السويد بالفوز على إيطاليا بطلة العالم في اخر نسختين الباراجواي وأمنت بذلك التأهل إلى الدور القادم فيما ودعت إيطاليا البطولة من الدور الأول، وفي المجموعة الرابعة اكتسحت الأوروجواي بوليفيا بثمانية اهداف مقابل لا شئ لتكمل بذلك عقد المتأهلين إلى الدور النهائي. وفي الدور النهائي اكتسحت البرازيلالسويد ب7-1 ثم اكتسحت اسبانيا بسداسية مقابل هدف في المقابل تعادلت الأوروجواي مع اسبانيا 2-2 وفازت بصعوبة بالغة على السويد بنتيجة 3-2، ليتجه أنظار الجميع إلى المباراة الحاسمة التي ستجمع المستضيف وحامل اللقب النسخة الأولى من المونديال، وكانت الصحافة في العالم بصفة عامة والبرازيل بصفة خاصة تراهن على المنتخب المضيف نظير الأداء القوي الذي قدمه طيلة مجريات البطولة وايضًا انه صاحب الأرض وهذا يعطيه فرصة كبيرة بسبب الدعم الجماهيري الكبير من الجماهير البرازيلية، إلى جانب حاجة البرازيل فقط للتعادل أمام الأوروجواي من أجل التتويج. وفي السادس عشر من يوليو أحتشد أكثر من 200 ألف متفرج في استاد ماركانا الشهير من أجل الأحتفال بالتتويج بالبطولة، واصاب صراخ وحماسة الجماهير البرازيلية الرعب في قلوب الاعبيين الأروجواي لذلك كان يحمس فاريلا قائد الأروجواي الاعبيين وويقول لهم " لا تنظروا لأعلى، مباريات الكرة تلعب على الأرض وليس في السماء"وكان يقول لهم ايضًا "المدرجات ليست مهمة، سنكون بجانِب بعضنا في الملعب"، وانطلقت المباراة وسط صراخ 200 الف محتشد في مدرجات الماراكانا وأحرز فاريسا في الدقيقة 47 هدف التقدم لمنتخب البرازيل وسط صيحات 200الف حنجرة برازيلية وبدءت الاحتفالات في المدرجات بالكأس العالمية الأول للبرازيل، ولكن حدث مالم يكن في البال ولا الحسبان، وتمكن ألبيرتو سكيافينو من أدرك التعادل للأوروجواي وسط دهشة من الاعبيين والجماهير البرازيلي لتذداد المباراة حماسة وصعوبة على الجانبين، وقبل انطلاق صافرة النهاية ب11 دقيقة واعلان البرازيل بطلة لكأس العالم حدث مالم يتوقعه أي برازيلي حيث سدد جيجيا لاعب الأوروجواي كرة غالطت الحارس باربوسا لتسجل الهدف الثاني القاتل، وخيم الصمت على استاد الماراكانا في مشهد جنائزي هو الأكبر في التاريخ وانتهت المباراة بهذه النتيجة واحرزت الأوروجواي لقبها العالمي الثاني واستعادت القارة الاتينية من جديد عرش كرة القدم، وبكى لاعبيين الأروجواي من شدة الفرح وانتحر العديد من المشجعين البرازيليين بعد المباراة، واعتزل المذيع البرازيلي أري باريتو على الهواء مباشرة. وقررت البرازيل بعد المباراة الإستغناء عن الزي الأبيض بالقمصان الصفراء والسراويل الزرقاء، وخرجت الصحافة البرازيلية تحمل الحارس الهزيمة أمام الأوروجواي، وسميت هذه المباراة ب "ماراكانازو" أو صدمة ماراكانا.
احصائيات البطولة - حصيلة مباريات البطولة بلغت 22 مباراة. - عدد الأهداف المسجلة خلال البطولة 88 هدف بمعدل 4 اهداف في المباراة. - حصيلة الحضور الجماهيري 1,043,500 مشجع. - هداف البطولة هو أدمير برصيد 8 اهداف. - زيزينيو هو افضل لاعب في البطولة.
وبذلك تنتهي فعاليات النسخة الرابعة من كأس العالم بتتويج الأوروجواي بالقب الثاني لها لتصبح أكثر دولة تتويجًا بكأس العالم مناصفة مع إيطاليا. وإلى هنا تنتهي الحلقة الخامسة من "المونديال.. كما لم تعرفه من قبل"، انتظرونا في موعد جديد وحكاية جديدة عن كأس العالم.
