كالعادة يصحو اتحاد الكرة متأخرا فى المواقف الصعبة والهامة التى يسجلها التاريخ وفى الوقت الذى تتابع وسائل الاعلام العالمية والعربية والمصرية حالة الجنرال محمود الجورى الذى تعرض لنزيف حاد منذ أول أمس ودخل فى غيبوبة تامة وراحت التقارير تؤكد موت الجنرال "إكلينيكيا" مما جعل الانظار كلها تتجه للعاصمة الأردنية لمتابعه حالته وقام الأمير على بن حسن تائب رئيس الإتحاد الدولى "الفيفا" بزيارته مرتين بالاضافة الى العديد من الشخصيات الرياضية الأردنية كما سافر التوأم حسام وابراهيم حسن خصيصا من القاهرة الى الأردن للاطمئنان على صحة الجوهرى بينما تجاهل اتحاد الكرة الموقف تماما . وحاول عزمى مجاهد المتحدث الرسمى الجبلاية إنقاذ وجه الإتحاد مساء اليوم عندما اكد ان مسئولى الاتحاد يتابعون حالة الكابتن محمود الجوهرى لحظة بلحظة باعتباره احد اهم رموز الكرة المصرية على مر العصور ، مشيرا الى ان كل العاملين بالاتحاد يتمنون الشفاء العاجل لجنرال الكرة المصرية وعودته سالما لأسرته ومحبيه. وحسبما ذكر الموقع الرسمى للجبلاية فإن الجوهرى من مواليد 20 فبراير 1938 فى مدينة حلوان اهم ضواحى القاهرة ، وانضم للأهلى كناشىء عام 1955 وكان يدربه وقتها اليوغوسلافى كازيتش الذى توسم فيه مهارات المهاجم الماهر. صعد الجوهرى للفريق الاول عام 1957 ولعب برفقة صالح سليم وتوتو وسيد الضيظوى وشريف الجندى وطه اسماعيل وميمى الشربينى ، وساهم فى حصول الاهلى على بطولة الدورى اربع مرات وكأس مصر ثلاث مرات. انضم الجوهرى للمنتخب عام 1959 وشارك فى بطولة الامم الافريقية التى اقيمت بالقاهرة وسجل ثلاثة اهداف فى مرمى اثيوبيا فى المباراة الاولى وانتهت بفوز مصر باربعة اهداف والحصول على البطولة بعد الفوز على السودان فى النهائى وحصل على لقب الهداف. ولكن انضمامه للكلية الحربية جعله يهمل الكرة علاوة على اصاباته المتكررة فى الركبة مما استدعى سفره للخارج للعلاج مرتين الاولى عام 1959 والثانية عام 1964 حتى اضطر للاعتزال عام 1966 وهو فى الثامنة والعشرين من عمره عمل الجوهرى بالتدريب بعد اعتزاله وعشق هذه المهنة حتى النخاع ، وبدأ فى تدريب الناشئين بالاهلى ولعب دورا فى استعادة الفريق الاول امجاده وذلك بتوليه تدريب فريق الامل وضم افضل ناشئى النادى الذين اصبحوا بعد ذلك نجوم الكرة المصرية فى السبعينيات والثمانينيات. وعندما تولى الجوهرى تدريب الفريق الاول قاده لتحقيق اول بطولة افريقية عام 1982 والدورى ثلاث مرات وايضا كأس الكؤوس الافريقية مرتين ، وكأس مصر اعوام 83 و84 و1985. تولى الجوهرى تدريب منتخب مصر لاول مرة عام 1988 خلفا لفؤاد صدقى وكانت مهمته محددة فى التأهل انهائيات كأس العالم وكأس افريقيا 1990 ، ونجح الجوهرى فى انجاز المهمةعلى اكمل وجه ووصل المنتخب لمونديال ايطاليا بعد غياب 56 عاما .. عاد الجوهرى لتدريب المنتخب للمرة الثانية فى نوفمبر 1991 وقاد الفريق للفوز بكأس العرب والميدالية الذهبية لدورة الالعاب العربية التى اقيمت فى سوريا 1992. ضرب الجوهرى المثل فى الاحترافية عندما قبل تدريب الزمالك عام 1993 وهو ابن الاهلى ، وقاد الفريق فى ظروف صعبة ورغم ذلك فاز الزمالك بكأس ابطال افريقيا ثم كأس السوبر الافريقى . بعد غياب 4 سنوات عاد الجوهرى لتدريب المنتخب للمرة الثالثة ، وحقق انجازا رائعا بفوزه ببطولة الامم الافريقية عام 1998 التى اقيمت فى بوركينا فاسو ، ليصبح اول افريقى يحقق اللقب لاعبا ومدربا ولكن صادفه عدم توفيق فى كأس القارات التى اقيمت فى العام التالى بالمكسيك ولم يستمر ابتعاد الجوهرى عن المنتخب الا بضعة اشهر عاد بعدها لموقعه للمرة الرابعة ، ثم عمل الجوهرى مديرا فنيا للاتحاد المصرى ثم مستشارا فنيا للاتحاد الاردنى وحظى بمكانة كبيرة لدى المسئولين والجماهير فى البلد الشقيق
