رغم عودته للتدريبات بعد غيابه لمدة عام لإصابته بكسر في الرباط الصليبي، إلا أن هشام مصباح لاعب الجودو يعيش حالة من القلق لأن فرصه في التأهل لأوليمبياد لندن ضئيلة، ليس هذا فقط بل أن بطلنا الأوليمبي الوحيد وصاحب برونزية الجودو في وزن 90 كجم بأوليمبياد بكين لا يتقاضى راتبه منذ أكثر من سنة تقريبا.. وعلى ما يبدو أن هشام مصباح منذ فوزه ببرونزية بكين لم ينل الإهتمام الكافي كبطل أوليمبي، وواجهته العديد من المشاكل، فبعد عودته مباشرة لمصر بعد الفوز ببرونزية بكين قال إنه ليس بطلا وأنه يستعد منذ هذه اللحظة لأوليمبياد لندن ليفوز بالذهبية وفي هذه اللحظة سيكون بطلا حقيقيا، ولكن واجهته أول مشكلة، وهي أنه ظل في بيته لمدة 8 أشهر بعد فوزه بالميدالية ولم يكن يحصل على راتبه الشهري، ودخل في دوامة كبيرة من عدم الإهتمام فلم يكن هناك برنامج تدريبي، وكأنه تحول من بطل إلى عاطل، وظل هشام لمدة 8 أشهر لا يعرف سببا لهذا التجاهل التام له، وظل يتنقل بين مكاتب إتحاد الجودو والمجلس القومي للرياضة دون أن يعطيه أحدا ردا مقنعا، ونتيجة لهذا زاد وزن هشام 15 كجم وهذا كارثه للاعب الجودو لأنها ستنقله لوزن آخر، لكن الكارثة الأكبر كانت منعه من المشاركة في عدد من البطولات العالمية منها بطولات اليابان وبلجيكا وفرنسا. الغريب أنه بعد حالة الإهمال والحزن التي عاشها هشام مصباح، تم إعداد برنامج تدريبي له، وبعدها نجح هشام في الفوز بالبطولة الإفريقية والحصول على برونزية بطولة العالم بهولندا، وكانت هذه مفاجأة للجميع، واصل هشام تألقه وحصده لعدد من الألقاب العالمية وضعته في مقدمة لاعبي الجود عالميا حتى وصل إلى المركز ال3 في التصنيف العالمي، إلا أن فترة العسل هذه لم تستمر طويلا، فقد قال هشام ل"بوابة الأهرام الرياضية" إنه تعرض لإصابة بقطع في الرباط الصليبي في فبراير 2010 وبعدها تغيبت عن الملاعب لمدة 9 أشهر ولم يكن يتدرب أو يشارك في أي بطولة، وبدأ العودة للتدريبات في شهر نوفمير 2010، وقبل أن يتم تأهيله بشكل كامل بدأت أحداث ثورة 25 يناير، ونتيجة للظروف التي تمر بها البلد توقفت التدريبات تماما، حتى عاد مرة أخرى في إبريل 2011، للمشاركة في البطولة الإفريقية والتي لم يحقق فيها أي مركز لأنه شارك دون تأهيل أو تدريبات هو وزميليه إسلام الشهابي ورمضان درويش، ، وهو الآن يستعد للمشاركة في بطولة العالم في شهر أغسطس القادم، وهو يسعى للعودة للإنتصارات والفوز بالبطولة خاصة أن آخر بطولة فاز بها كانت في شهر يناير 2010 وهي بطولة الجائزة الكبرى بالصين. البطل الأوليمبي هشام مصباح يثق جيدا في قدراته هو ولاعبي منتخب مصر ويقول إن مستواه هو وزملائه قريب جدا من مستوى نجوم اللعبة العالميين وتحديدا أصحاب الذهب والفضة في أوليمبياد بكين، ولكن مازالت التحديات تواجهه خاصة بعد إستبعاد باسل الغرباوي مدرب المنتخب قبل سنة من أوليمبياد لندن وإستبداله بمدرب آخر وهذا قرار يراه هشام خاطئا وغير مناسبا بالمرة، لأن مستوى الفريق تأثر بالسلب بعدها، المشكلة كما يقول هشام ليست في المدرب فقط فهناك أزمة في التمويل والدعم المادي، كما أنه في شهر يونيو 2010 تم إلغاء مشروع البطل ليحل محله مشروع التميز، ولكن حتى الآن لم يطبق عليه لا مشروع البطل الأوليمبي ولا المشروع التميز، الكارثة أنه هشام وزملائه في منتخب الجودو لا يتقاضون راتب من الإتحاد منذ عام تقريبا، خاصة أن الجودو كما يقول هشام لعبة لا تدر دخلا ماديا فهى لعبة "خسرانة" فهي تحتاج لمن ينفق عليها فاللاعب يحتاج لبدلتين فى الموسم واحدة زرقاء والأخرى بيضاء وثمن البدلة الواحدة قد يتخطى ال 2000جنيه، علاوة على مصاريف الفيتامينات والتغذية وهذا كله على نفقة اللاعب الشخصية لأن التغذية التى تقدم فى المعسكرات ليست على المستوى المطلوب، وحسب كلام هشام فإنه كان يصرف من جيبه على اللعبة قبل فوزه ببرونزية بكين وتوقع أن يتكفل إتحاد الجودو مصاريفه بعد ذلك، إلا أن هذا لم يحدث. كل هذه عوامل بالتأكيد جعلت من حلم الفوز بذهبية الجودو في لندن مسألة صعبة، خاصة أن فرص هشام في التأهل صعبة، حيث أن نظام التأهل يتم من خلال حصد اللاعب لنقاط في كل البطولات التي يشارك فيها ومن خلال تصنيفه العالمي، حيث أكد هشام مصباح أنه بسبب غيابه عن المشاركة في البطولات تأثر ترتيبه العالمي فبعد أن كان في المركز ال3 عالميا، تأخر للمركز ال17، وحتى يتأهل لأوليمبياد لندن لابد أن يفوز بكل البطولات التي سيشارك فيها خلال العام القادم، مسئولية هذا الإخفاق إذا حدث يحمله هشام لإتحاد الجودو فهو يرى أننا لدينا سوء إدارة في الرياضة وأي بطل عندما يحاول السير في الطريق الصحيح يواجهه عدم فهم في الإدارة وبالتالي تتعطل مسيرته، فحتى يكون أي شخص بطلا فهو يحتاج مجموعة عوامل هي مدرب جيد وبرنامج إعداد ودعم مادي ومعنوي كل هذا الكلام ليس موجودا أو متاحا للاعبي الجودو في مصر، وفي نفس الوقت إعترض هشام على كونه بطلا بالصدفة، لأنه عندما أتيح له قدر بسيط من الرعاية والإهتمام فاز بميدالية أوليمبية وأخرى عالمية. هشام مصباح صاحب ال29 عاما يؤكد أنه لن يعتزل اللعبة الآن رغم الصعوبات التي تواجهه، وأنه كان يمكنه أن يقوم بذلك بعد فوزه ببرونزية بكين أو برونزية بطولة العالم بهولندا، إلا أنه أجل هذه الخطوة حتى يشارك في أوليمبياد لندن. هشام مصباح يضع في إعتباره أنه المرشح الأول لحمل العلم المصري في إفتتاح دورة الألعاب الأوليمبية بلندن 2012، فهل سيحمله فعلا؟ وهل سيتحقق حلمه في الفوز بذهبية الجودو بلندن؟!